‘خطة ترامب في سورية: حل سياسي بغض النظر عن التطورات العسكرية’
24 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2016
الرأي
في حديثه مع صحافيي «نيويورك تايمز»، لم يتمسك الرئيس المنتخب دونالد ترامب بمبدأ «غير قابل للنشر» باستثناء عند تطرقه للموضوع السوري، حيث طلب من الحاضرين ايقاف ماكينات التسجيل. وعلمت «الرأي» من أوساط مطلعة أن رؤية ترامب للحل في سورية مبنية على مبدأ «التوصل إلى حل سياسي بغض النظر عن التطورات العسكرية على ارض المعارك السورية»، على أن يلي الحل بين الأفرقاء السوريين تقديم رؤية مشتركة بين «الحكم بصيغته الجديدة» والمجتمع الدولي لكيفية القضاء على «التنظيمات الإرهابية» المتواجدة على الأراضي السورية، ومن ثم المباشرة في تنفيذ هذه الخطة بإجماع دولي، ورعاية دولية كاملة تشمل عملية إعادة البناء.
ويقول المطلعون على «خطة ترامب» في سورية انه يعتقد ان ربط التسوية بالتطورات العسكرية على الأرض، أو بالتوصل إلى هدنة، يعني حكما نسف التسوية قبل البدء بها، ويعني محاولة كل طرف تحقيق انتصارات عسكرية يقدمها على طاولة المفاوضات كوسيلة لتحقيق مكاسب سياسية أكبر.
لكن ترامب ومستشاريه المعنيين بالشأن السوري، وفي طليعتهم الجنرال السابق ومستشار الأمن القومي المقبل مايكل فلين، الذي يتمتع بعلاقات وطيدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لا يرون ضرورة لتعقيد الأمور وربط التسوية بالتطورات العسكرية، بل على العكس، يرون أن «تحقيق الانفراجات السياسية» برعاية دولية أسهل من ضبط الأرض.
كذلك، من شأن الانفراجات السياسية، حسب فريق ترامب، أن «تشكل إجماعًا لكيفية التصرف على الأرض في التخلص من الإرهاب ووقف العنف كليا»، ومن شأن «تحقيق أي اختراقات سياسية أن يعكس إيجابًا على الأوضاع على الأرض».
ورؤية ترامب هذه تختلف جذريا عمّا دأبت إدارة الرئيس باراك أوباما، بالتنسيق مع موسكو، التوصل اليه، وهو حل كان يقضي بالبدء بتهدئة على الأرض كتوطئة لتسوية سياسية. «هذا يعني أن من يعارض التسوية السياسية له مصلحة في تصعيد العمليات العسكرية، ثم التلطي خلفها للتخلف عن السير في تسوية»، حسب المصادر المطلعة على رؤية ترامب لسورية.
وإذا ما صحت الأنباء عن اقتراب تعيين ترامب للمرشح الجمهوري السابق للرئاسة رجل الأعمال ميت رومني وزيرًا للخارجية، يعني ذلك أن ترامب يرى أن الحل في سورية هو عبارة «عن التوصل إلى صفقة»، وهو ما يبرع به رجال الأعمال من طرازه وطراز رومني.
ورغم أن رومني، في حال توليه وزارة الخارجية، سيكون مكلفا التوصل لاتفاقية مع الروس والأفرقاء الدوليين المعنيين في سورية وحلفائهم على الأرض العسكرية، إلا أن الاعتقاد السائد في واشنطن يشير إلى حتمية لعب فلين دورًا مركزيًا في السياسة الخارجية لترامب، خصوصًا أن فلين هو من أول مؤيدي ترامب ورئاسته، على عكس رومني الوافد حديثًا.
[sociallocker] [/sociallocker]