رغيف كل يومين للشخص الواحد في حلب.. ومخزون الدواء شارَف على النفاذ
24 نوفمبر، 2016
بلغت الظروف القاسية التي تعيشها أحياء حلب الشرقية مستويات غير مسبوقة نتيجة الحصار الخانق الذي دخل شهره الرابع وفقدان الأهالي لأدنى مقومات الحياة، مترافقًا مع القصف بشتى أنواع الأسلحة التقليدية والمحرمة من قبل قوات النظام.
“الناس عم تتنفس الكلور وعم تاكل البراميل والقذائف” عبارة لخص بها رئيس المجلس المحلي لمدينة حلب المحاصرة “بريتا حاج حسن” الأوضاع مشيرًا في حديث لصدى الشام إلى أن المواد الغذائية نفذت بالكامل، ولم يبقَ من مخزون الدواء سوى 5%، وليس هناك أي وسيلة للتدفئة مع حلول الشتاء.
وبيّن حاج حسن أن أسعار المحروقات باتت مرتفعة جدًا، حتى وصل سعر برميل المازوت إلى 600 دولار، ما جعل الناس تلتزم بيوتها وتستعمل ما لديها من ملابس للتدفئة”، وتابع “حتى الأشجار المتبقية تم قطعها بالكامل للطبخ والتدفئة، بعد أن تجاوز سعر أسطوانة الغاز 200 دولار”.
وأوضح حاج حسن” لم يتبقَّ أمام الناس إلا الخبز في حلب المحاصرة، ويقوم المجلس المحلي بتأمينه للأهالي بسعر 100 ليرة للربطة، وقد خُصص رغيف خبز كل يومين للشخص الواحد، أما الخبز “الحر” غير المدعوم فهو متوفر بكميات قليلة جدًا، ووصل سعر الربطة إلى 1500 ل.س”.
ويعيش في أحياء حلب الشرقية 300 ألف نسمة في الملاجئ منذ قرابة خمسة أشهر بانتظار توقف القصف. وقد أبدى حاج حسن تخوفه من انتشار سوء التغذية قريبًا بين السكان لافتًا إلى أن “المواد الغذائية التموينية متوفرة بكميات قليلة جدًا وبأسعار مرتفعة إذ لا يمكن إلا لعدد محدود من الأشخاص شراؤها”.
وتابع رئيس المجلس المحلي “وصل سعر كيلو السكر إلى 10 آلاف ل.س، وكل المواد التموينية من برغل وأرز زاد سعرها عشرة أضعاف، ما فاقم وضع العائلات الفقيرة، فقد بدأ مخزونها الغذائي بالنفاذ، وهي غير قادرة على شراء أدنى متطلباتها”.
وكان المجلس المحلي قام بمشروع زراعي منذ قرابة الشهرين أمّن بعضَ الخضروات لأهالي حلب المحاصرة بأسعار مقبولة، لكن المحصول لا يكفي لجميع المدنيين المحاصرين، كما أن القصف المكثف في الآونة الاخيرة أدى إلى تعطيل المشروع الذي لم يغطي إلا حاجة 30% من أهالي الأحياء الشرقية. بحسب حاج حسن.
بدوره قال مدير المشروع الزراعي ميلاد شهابي لصدى الشام “إن هذا المشروع الذي بلغت مساحته 30 هكتارًا استطاع أن يغطي حاجة حوالي 200 عائلة في الحي الواحد، لكن القصف الجنوني على المنطقة المزروعة في الآونة الأخيرة جعلنا كمشرفين على المشروع غير قادرين على الوصول الى الأراضي”.
وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين تساءل قبل يومين عن جدوى تبني مجلس الأمن لقرارات حول تقديم المساعدات الإنسانية والطبية في سورية، إذا ما لم يتم تنفيذها. وأشار إلى أن الأمم المتحدة تُمنع من الدخول للمناطق المحاصرة مؤكّدًا أنّ “الظروف الإنسانية في حلب أكثر من كارثة”.
[sociallocker] صدى الشام[/sociallocker]