صاحب أصدق ما قيل في الثورة السورية “يحتضر” .. ليترك لنا ظله طويلاً طويلاً

24 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2016
4 minutes

كومنت:  السيناريست والكاتبة الصحفية سلمى كركوتلي

لم تكرمه بلده ولا مرة….أبعده نظام الأسد عن الجامعة باعتباره خطر أمني على العقول وحشر بها الجهلة والتفه والمخبرين ليكونوا أوصياء على العلم.. تجاهلته الثقافة السورية الرسمية. . لا أعتقد أن أي من وزراء الثقافة أو الإعلام التقى به أو دعاه إلى مناسبة ولو صدفة أو بالخطأ…. طبعاً لم يطبعوا له أي كتاب في الوقت الذي نشروا مئات الكتب لناس مجاهيل كانوا وبقوا مجاهيل رغم الاهتمام الرسمي بهم……..
صادق جلال العظم .. الرجل الطويل الذي سيترك لنا ظله طويلاً طويلاً يحرك الافكار النائمة …
نقد الفكر الديني – النقد الذاتي بعد الهزيمة- في الحب والحب العذري- ذهنية التحريم وكتب أخرى ..
صادق جلال العظم الذي قال عن الثورة السورية:
” الثورة السورية هي ثورة، سواء تأسلمت أو ” تعلمنت ”
هي كاشف أخلاقي وإنساني وثقافي لكل البديهيات القديمة.
هي ثورة ضد التبرير والقبول الكاذب لواحد من أكثر الأنظمة الشمولية تفسخاً وعنفاً.
كل من هو منخرط في جوهرها لا يخشى منها ولا يخشى عليها . كل من هو جالس على حافتها …سيصيبه الرعب منها.
أصلا الرعب واحد من أهم سمات الثورات.
الثورة السورية هي من أعمق ما قامت به جماعة بشرية في منطقة جغرافية على امتداد العالم..
توقيفها مستحيل، ببساطة لأنها نضجت بفعل الزمن، ولا أحد يستطيع إيقاف الزمن .
وانا العبد الفقير لله وحرية الإنسان سأبقى معها .. حتى لو التهمتني
حتى لو كنت من ضحاياها..حتى لو دفعت الثمن غاليا جداً لا يقل عن حياتي. .. سأبقى منحازا لها ما دمت قادراً على التنفس.

رسالة من ابني صادق جلال العظم، عمرو العظم و إيفان العظم.

للأسف علينا أن نعلمكم بأن وضع والدنا صادق جلال العظم اليوم حرج جداً، أصيب بورم خبيث في الدماغ منذ فترة و رغم محاولة استئصال هذا الورم في مشافي برلين فقد فشلت العملية.

وضعه الصحي الآن في تدهور متسارع، و اقترب موعد وداعه لنا، و لكي نحافظ على إرث صادق جلال العظم الفكري و الثقافي و استمراريته، أسسنا جمعية و موقعا على الانترنت باسم : ( مؤسسة صادق جلال العظم) سيتم إطلاقهما قريبا جداً. و ستقوم هذه الجمعية من خلال الموقع بتنسيق النشاطات و الفعاليات التي ستقام مستقبلاً لتكريم و دعم استمرار هذا الإرث.
و من أهم أهداف هذه المؤسسة التواصل و نشر فكر صادق جلال العظم و كتاباته و إيصالها الى الأجيال القادمة من الشباب السوري و العربي إضافة إلى المفكرين و المختصين.

و ندعو كل من يرغب بالاستفسار عن وضع والدنا صادق جلال العظم مراسلتنا على هذا الايميل الموقت ريثما يتم إطلاق الموقع الرسمي[email protected]

“فيس بوك”