عملاء روسيا في جيش الأسد وفروع مخابراته.. من هو رجل موسكو المفضل في سوريا؟
24 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2016
عززت روسيا من تواجدها العسكري في سوريا ليس من خلال قاعدتها العسكرية المجهزة بأحدث الأسلحة في حميميم بريف اللاذقية، والقاعدة الأخرى الموجودة في طرطوس، بل أصبحت المتحكمة بمفاصل الجيش وأجهزة الأمن لدى نظام بشار الأسد، بحسب ما كشفه تقرير لصحيفة “لوفيغارو” الفرنسية.
ويقول تقرير الصحيفة التي نشرت ترجمته بالعربية “مجلة العصر”، اليوم الخميس، أن روسيا بتدخلها العسكري في سوريا عبر 4500 جندي، يتجاوز مجرد خوض معركة ضد المعارضين للأسد المطالبين بإسقاطه، ليصل إلى حد زرع موسكو لأتباعها في وحدات الجيش وفروع المخابرات.
وتذهب الصحيفة إلى القول أن وجود الروس في سوريا هدفه أيضاً “التضييق على الإيرانيين وحلفاء آخرين لبشار الأسد”، فيما يرى كاتب التقرير، جورج مالبرونو، أن النظام ليس “لديه خيار آخر سوى القبول بالأمر الواقع”.
ووفقاً لـ مالبرونو، فإن “الروس أعدوا وثيقة في مركز المصالحة التابع لقاعدة حميميم العسكرية، قرب اللاذقية، لإنهاء الحصار على الجزء الشرقي من حلب وإخراج الثوار منها، والوثيقة من توقيع اللواء السوري صالح زايد والجنرال سيرجي اوستينوف، رئيس هيئة الأركان العامة الروسية في سوريا”.
وصاية روسية
ويقول كاتب التقرير إن مسؤلاً في نظام الأسد اعترف له بأن القوات الروسية هي التي تقوم بكل الأعمال في حلب، سواءً القصف الجوي، أو التواصل مع المخابرات التركية، ويشير أيضاً أنه على الرغم من مشاركة “الحرس الثوري” الإيراني، وميليشيا “حزب الله” اللبناني بمواجهات حلب، إلا أن القصف الروسي هو الذي يضمن للآن عدم خسارة النظام لحلب.
ويقول تقرير “لوفيغارو” إنه “بعد عام من بدء التدخل العسكري لإنقاذ نظام بشار الأسد، فرضت موسكو وصايتها على سوريا. وفي هذا السياق، ينقل الكاتب عن خبير أجنبي في دمشق، قوله الروس عينوا أتباعهم في القنوات الرئيسة لاتخاذ القرارات، ولكن مهمتهم ليست سهلة”.
ويضيف “الخبير” – الذي لم يُذكر اسمه – أن “أهدافهم الأساسية هي الجيش والأجهزة الاستخبارية”، قائلا: “بعد تقييم عدد من رؤساء، تمكنوا من فرض قادة جدد، ولكنَ البعض الآخر لا يزال هناك”.
وبحسب الصحيفة فإن الروس كان لهم الدور الرئيسي في استبدال قائد الحرس الجمهوري اللواء بديع المعالي، في الربيع الماضي، بطلال مخلوف.
“رجل موسكو”
وأفاد كاتب التقرير أن “رجل موسكو ليس اللواء علي مملوك، رئيس مكتب الأمن القومي، ولكنه الجنرال ديب زيتون، الذي زار هذا الصيف إيطاليا في مهمة سرية في ايطاليا ثم رسميا مصر. حتى وإن كانوا يلتقونه بانتظام، فالروس قلقون من مملوك، رغم خبرته العالية”.
ولا يخلو التدخل الروسي الواسع في سوريا من منافسة النفوذ الإيراني الداعم للأسد أيضاً، إذ ترى موسكو أن أسلوب طهران القائم على استخدام عدد كبير من الميليشيات لمواجهة نقص العدد البشري في صفوف قوات النظام، أمراً غير مرحب به.
ووفقاً لـ “لوفيغارو”: “أراد الإستراتيجيون الروس إنشاء هيئة جديدة لاستيعاب كل هذه الميليشيات. وبعد أكثر من عام من مساعي إعادة هيكلة الجيش، الذي وجدوه في حالة سيئة جدا عندما وصلوا، فقد نجح الروس في نهاية المطاف”، حسب قولها.
وفي هذا الصدد، كانت وزارة الدفاع التابعة للنظام قد أعلنت الثلاثاء الفائت عن تشكيلها “الفيلق الخامس”، وقالت إنه يتضمن من المتطوعين، وسرت أنباء عن أن مقاتلي هذا الفيلق سيتلقون رواتبهم بالدولار.
المسؤول في نظام الأسد الذي تحدث لكاتب التقرير، أشار في حديثه إلى وجود وكلاء لروسيا في الأراضي السورية تمارس من خلالهم نفوذها، إذ قال: “الروس يريدون العمل مع الجيش، وفقط، ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك. ويستخدمون أيضا الآن الوكلاء، خصوصا مع مجموعة لواء القدس في مخيم للاجئين الفلسطينيين في حندرات، على مشارف حلب، والتي كانت تمولها وتسلحها إيران”.
ويعترف المسؤول قائلا: “رغم أن الروس يتعاملون معنا في بعض الأحيان بشدة، ما يساعد الروس مقارنة بالإيرانيين، هو عدم وجود أجندة دينية، وأنهم أكثر احترافا”.
وتختم الصحيفة الفرنسية تقريرها بالإشارة إلى أن “الروس والإيرانيين قسموا سوريا إلى منطقتي سيطرة: جنوب غرب كلَف بها الحرس الثوري وحزب الله، وشمال غرب وتدمر تحت مسؤولية رجال الكرملين، الذين يبنون بالقرب من المدينة القديمة قاعدة عسكرية روسية”.
[sociallocker] [/sociallocker]