“ملابسات” صادمة .. الجنرال غورو هو البطل الحقيقي لـ “استقلال لبنان”


كومنت: الإعلامي والكاتب محمد منصور

يحتفل اللبنانيون في مثل هذا اليوم بيوم الاستقلال اللبناني، متغنين بحكومة الاستـئـلال ممثلة برئيس الجمهورية بشارة الخوري ورئيس الحكومة رياض الصلح وبعض الوزراء الذين اعتقلهم الفرنسيون عام 1943 لتحدي إرادة المندوب السامي، وكان الافراج عنهم صباح 22 تشرين الثاني عنوانا لحلم الاستقلال؛ لكن الحقيقة أن اللبنانيين لو كان عندهم ذرة وفاء لاعتبروا الجنرال غورو هو بطل الاستقلال اللبناني ومؤسس الجمهورية وليس بشار الخوري أو رياض الصلح أو وزير الدفاع مجيد أرسلان الذي شكل حكومة مؤقته في ظل اعتقال الحكومة والرئيس.. فقد سلخ غورو أربع أقضية من سورية وأعطاها للبنان كي يؤسس دولته، وهذا باعتراف الروائي الفرنسي بيير لامازيير في كتابه (مسافر إلى سورية) الذي جاء ثمرة زيارته لسورية ولبنان عام 1926، والذي يقول فيه بالحرف:
” انخرط غورو في حرب صليبية جديدة على طريقته حال وصوله، وتصرف بصدق تام، لم يُخفِ إطلاقاً رايته الصليبية ولا الاتجاه الذي كان ينوي منحه لسياسته بعد أن كان محاصراً برجال الدين الموارنة الذين تبدو لهم السياسة قضية كبيرة. قرر غورو أن ينشئ لهم منطقة أكبر في جبل لبنان، لذلك كان منحازاً سلفاً لقضيتهم، فحسم الأمر وضم لسنجق عام 1860 أقضية: حاصبيا وراشيا وبعلبك والسهل الخصب للبقاع، وكل الأقاليم المسكونة بغالبية مسلمة، مثل مقاطعة طرابلس وعكار في الشمال، والمقاطعة التي تعود لصور وصيدا في الجنوب قريباً من الحدود الفلسطينية حتى جزيرة أرواد، أي كامل الشاطئ السوري. لقد أصبحت دمشق الآن معزولة عن البحر، دمشق التي لم تكن مقدسة فقط، بل كانت دمشق التجارية والصناعية، ودمشق المدينة الأكثر أهمية في سورية، والمفتاح إلى بغداد”
ولمن أراد أن يرى كم يُكن هذا المؤلف المسيحي من الازدراء لسياسيي لبنان ولعنصرييها ولنمط الحياة القائمة على النفاق والتزلف والكذب والعنجهية الفارغة التي يسخر منها الكاتب الفرنسي، فيما يبدي إعجابه بأصالة الحياة السورية محترما حتى عداء السوريين لوطنه فرنسا فليقرأ الكتاب!

“فيس بوك”

%d9%85%d8%b3%d8%a7%d9%81%d8%b1