تربية إدلب تحول المنازل إلى مدارس هرباً من الطائرات
25 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2016
خالد عبد الرحمن: المصدر
بدأت مديرية التربية والتعليم في محافظة إدلب بتنفيذ خطة الطوارئ التي اعتمدتها في المحافظة، والمتمثلة في تحويل عدد كبير من المنازل إلى مدارس، وذلك بعد تزايد القصف على المحافظة بشكل عام، والاستهداف الممنهج للمدارس والمنشآت التعليمية على وجه الخصوص، ما أدى إلى توقف العملية التعليمية لمرات عديدة ولفترات متفاوتة.
وسيتم بموجب الخطة توزع الشعب الصفية على المنازل، حيث أصبح كل معلم يستقبل شعبة في منزله طوال اليوم، وذلك بسبب القصف الهمجي على القرى والبلدات والمدارس والتي تحولت إلى أهداف “مشروعة” لطيران النظام، فخرج القسم الأكبر منها عن الخدمة، أو تحولت إلى دور إيواء لإسكان العائلات النازحة، التي هدم القصف منازلها.
الأستاذ “ياسر العاصي” مدير المجمع التربوي في أريحا، قال لـ “المصدر” إن فكرة التعليم في المنازل بدأت من خلال تداولها مع مدراء مجمع أريحا، حيث لاقى الأمر استحساناً من قبل المدراء وخاصة في مرحلة التعليم من الصف الأول وحتى الصف الرابع.
وأضاف “العاصي” أنه تم تطبيق الفكرة لاحقاً بشكل فعلي حيث لاقت نجاحاً كبيراً في ظل هذه الظروف القاسية، سواء من جهة الأهل أو من جهة المعلمين، لأنها استطاعت إبعاد الخوف والهلع عن قلوب أهالي التلاميذ، ولأن المعلمين قد اختاروا منازلاً متطرفة لوضع كل شعبة في منزل من منازل المعلمين قبل أن يتم عرض الفكرة على مديرية التربية وتعميمها على كامل المحافظة.
وأردف بأن طبيعة دوام الطلاب والمعلمين في هذه المنازل على طريقة التدريس في المدارس التقليدية بشكل مصغر، منوهاً إلى أن هذه المنازل تلتزم بقرارات مديرية التربية بقدر الخوف على الأطفال.
وأشار “العاصي” إلى أن القائمين على الخطة يتناقشون بشكل مستمر مع مدراء المدارس حول الهجمة الشرسة وكيفية اتخاذ إجراءات الحماية، على اعتبار أن أغلب المنازل غير محمية، ولكنها بعيدة عن أماكن التجمع والازدحام وفرص تعرضها للقصف أقل من المدارس.
ووجه مدير المجمع التربوي في أريحا رسالة إلى من أسماهم “الطغاة” حيث قال: “إن غايتكم إيقاف التعليم في مناطقنا المحررة، إلا أن طائراتكم لن ترهبنا، وسنبقى مستمرون في عملنا رغم كل ما تفعلوه ولن نوقف تعليمنا، وسنمضي في تعليمنا وبطرق وأساليب متعددة”.
ويشار إلى أن حملة جوية روسية تتعرض لها محافظة إدلب، أسفرت عن وقوع عشرات القتلى والجرحى المدنيين، ومنها القصف الجوي لتجمّع مدارس في بلدة حاس، والذي خلف عشرات القتلى والجرحى، معظمهم من الأطفال والعاملين في المجال التعليمي.
[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]