غارات الأسد وروسيا تتواصل على حلب.. ومحاصرون ينبشون القمامة بحثاً عن الطعام

25 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2016

واصل طيران نظام بشار الأسد، وسلاح الجو الروسي، اليوم الجمعة، الغارات الجوية العنيفة على أحياء حلب، ما تسبب بسقوط ضحايا من المدنيين، فيما تعاظمت معاناة السكان المحاصرين شرق حلب وبات الحصار يهدد حياتهم.

واستشهد خمسة مدنيين بينهم أطفال في قصف جوي على حي الصاخور شرق حلب، كما تعرض حي الشعار لقصف بالقنابل العنقودية ما أسفر عن سقوط جرحى بين المدنيين، قال مركز حلب الإعلامي إن “عدد الشهداء في بلدة تقاد بريف حلب الغربي ارتفع إلى 7 بعد استهدافها بغارة جوية”.

وبالموازاة مع ذلك، تتزايد أعباء الحصار على نحو 300 ألف شخص محاصر في الأحياء الشرقية لحلب، وبات السكان المحاصرون لا يجدون ما يسدون به رمقهم، حتى اضطر بعضهم إلى “نبش القمامة بحثا عن طعام، ويجمعون الحطب أيضاً من الأبنية التي تعرضت للقصف”، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز، اليوم الجمعة.

ويزداد وضع السكان المحاصرين سوءاً مع قدوم فصل الشتاء، ونقص الغذاء والدواء والوقود، وقال مصطفى حميمي الذي فقد اثنين من أطفاله وأربعة آخرين من أقاربه عندما انهار مبنى سكني مؤلف من ستة طوابق في وقت سابق هذا الأسبوع: “العالم تعبت، في ناس في مدينة حلب يأكلون من الزبالة.”

أزمة طعام الأطفال

ويصل سعر أربع أرغفة من الخبز إلى نحو ثلاثة دولارات وهو أعلى من خمسة أضعاف ثمنه قبل بدء الحصار في يوليو/ تموز. ويقدم مجلس المدينة كميات محدودة بأسعار مدعمة. ويصل سعر كيلو اللحوم إلى 50 دولاراً والسكر 18 دولارا وكلاهما أعلى كثيرا مما كانا عليه قبل الحصار.

ويبلغ سعر الأرز -المتاح بشكل أيسر والذي لم يرتفع سعره كثيرا- ثلاثة دولارات للكيلو.

وقال عبد الله الحنبلي الذي كان يعمل مهندسا قبل الحرب “زوجتي تعمل رز مسلوق لإطعام طفلنا الرضيع. يا دوب نحصل على علبة حليب كل شهر. كان استهلاكنا الشهري خمس أو ست علب.”

وأبلغ رويترز عبر الانترنت من شرق حلب “الناس مش متعودة بس تأكل خبز. كانت تأكل تفاح وخيار وليمون وزبدة ولحمة. الجو بارد.. بدك غذاء.”

ويقول سكان إن الأسواق التي كانت رائجة بالمتسوقين من قبل باتت الآن خالية وإن المعروضات القليلة تشمل البقوليات والفجل والبقدونس وغيرها من المحاصيل التي تزرع في المنطقة المحاصرة.

لا عمل ولا دخل

من جانبه، قال محمد عارف شريفة عضو مجلس المدينة الذي تديره المعارضة إن المنظمات الخيرية والأهلية ليس لديها أغذية لتوزعها على المحتاجين و”الجوع بدأ يظهر في بعض الأسر.”

وأضاف أنه يوجد شعور بعدم الرضا بين بعض المدنيين خصوصاً في المناطق الأشد فقرا لأنهم لا يجدون عملا أو دخلا والأسعار مرتفعة.

ويطبق نظام الأسد سياسته المعتادة مع المناطق المحاصرة القائمة على “الجوع أو الاستسلام”، وحاول النظام بطرق عدة تجيشش المحاصرين ضد فصائل المعارضة وتحميلها مسؤولية ما يجري، لكن “في ظل تعاطف الكثير من سكان شرق حلب مع المعارضة وانعدام ثقتهم في الأسد لا يوجد مؤشر إلى أي اضطرابات كبيرة تستهدف مقاتلي المعارضة. والكثير من الأسر لها أقارب يقاتلون في صفوف المعارضة”، وفقاً لرويترز.

وقال قائد الجبهة الشامية -إحدى أكبر جماعات المعارضة في شرق حلب- لرويترز هذا الأسبوع إنهم “يخططون لإقامة مطابخ في الأحياء الفقيرة لتزويد السكان بوجبة واحدة على الأقل في يوم”. وأضاف أبو عبد الرحمن نور قائلاً إنهم “يتجهون أيضاً إلى فتح مشروعات لإنتاج غاز الميثان”.

وتقول الأمم المتحدة إن آخر حصص غذائية وزعتها في حلب كانت في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري. وقال يان إيجلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، يوم الخميس، إن المعارضة السورية وافقت على خطة لتسليم مساعدات إنسانية ومعدات طبية لكن المنظمة تنتظر موافقة من روسيا ونظام الأسد.

وأضاف قائلاً ردا على سؤال عما إذا كانت توجد أي خطة بديلة: “من نواح كثيرة فإن الخطة البديلة هي أن يموت الناس جوعا”. وقال إنه لا يمكن السماح بحدوث ذلك.

وتحاصر قوات النظام منذ أكثر من شهرين الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة بشكل مطبق، ويعيش نحو 300 ألف شخص ظروفاً مأساوية، في ظل نقص كبير في المواد الغذائية والطبية. 

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]