نائب رئيس هيئة المفاوضات يقدم “جردة” قاتمة لـ”تجربته” .. ويكشف حقائق مثيرة

25 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2016

5 minutes

ميكروسيريا – متابعة

قدم نائب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات،يحيى القضماني، ما اعتبرها “جردة” للحقائق التي استخلصها، والقناعات التي توصل إليها، على مدار عام كامل من العمل في الهيئة.

وأكد القضماني، أنه يقدم رأيه بلا اي مواربة أو إرضاء لأحد، حيث كتب في منشور على صفحته الشخصيةعلى “فيس بوك” قائلاً:

 “بعد مضي عام على وجودي في الهيئه العليا للمفاوضات كنائب للمنسق العام، وتكليفي رئيس بعثه لثلاث جولات من المفاوضات في جنيف، وآخر المهام التي قمت بها لقائي مع السيده موغيريني وزيرة الشؤون الخارجيه في الاتحاد الاوروبي، واعضاء لجنة السياسه والامن في الاتحاد، ومدير مكتب وزير الخارجيه البلجيكي، خلال الاسبوع الماضي في بروكسل .. أقدم لأصدقائي جرده للحقائق التي استخلصتها وقناعاتي الصريحه والصادقه بلا اي مواربه او ارضاء لاحد”.

وتابع القضماني: أولاً نجحنا قي الهيئة أن نكون متماسكين، ولم نظهر خلافاتنا لأحد رغم وجود تفاوت كبير في الرؤيا للأحداث والمواقف بين مكونات الهيئه، والحق يقال بان قيادة الهيئه لعبت دوراً مهماً في هذا الامر، ولكن يظهر ان احد المكونات أو أعضاء رئيسيين فيها قرروا اخيراً ان يغردوا بعيدا عن السرب، وهذا سيؤثر على عمل الهيئه ويصعب مهمتها.

أضاف نائب المنسق العام أن: روسيا والنظام احبطوا منذ البدايه اي محاوله للدخول في مفاوضات جديه للوصول إلى حل سياسي يرضي طموحات السوريين، معتبراً أن موقف أمريكا واوباما حصراً، و منذ البدء هو سبب البلاء واستمرار الصراع في سوريا.

كما كشف القضماني بأن الأوروبيين أضعف مما كنا نتصور، فهم مختلفون بالموقف من قضيتنا، ولا نتوقع في أي وقت من الأوقات أن يلعبوا الدور المأمول منهم.

ثم انتقل، نائب  رئيس هيئة التفاوض إلى الحديث عن نقاط ضعف المعارضة، معتبراً أنها كثيره، تبدأ على مستوى الفرد وتنتهي على مستوى العمل الجماعي .. ليخلص إلى أن النظام، اسهم في ظهور كل هذه الأعراض بممارساته على مدار الاربعين عام وافعاله الخطيره منذ بداية الثوره وحتى الآن.

وأعرب القضماني عن قناعته بأن روسيا وايران تتحكمان بمصير النظام، ومصير السوريين بموافقه ضمنيه إسرائيليه وأمريكية، معتبراً أن ما يجري في حلب هو خلاصة التفاهمات السريه بين الدول الاقليميه، والدول الفاعله في القضيه السوريه لاقتسام النفوذ وتجيير الصراع لمصالحهم الذاتيه. في حين رأى أن تصرفات نظام الأسد بدعم إيراني، أجبرت دول المنطقة على تحويل الصراع الداخلي السوري على شكل الدوله والحقوق والواجبات، الى صراع ديني مذهبي سني شيعي خطير يعم المنطقه، و تزيد ملامحه يوما بعد يوم، وفق ما كتبه السيد القضماني على صفحته.

وحذر نائب رئيس الهيئة العليا للتفاوض، بأن الفجوة بين السوريين قد زادت الى درجه خطيرة، ولا يمكن ان ننقذ ما تبقى الا بوقف الصراع على جميع الاراضي السوريه، وتحويله ضد داعش والكتائب الأجنبيه المتطرفه حصراً،  والبحث سوياً عن حل سياسي توافقي يحقق مصالح جميع السوريين.

كما كشف القضماني، بأن ما من أحد “يريد ان يقدم لنا اي ضمانات لأي اتفاق سياسي يمكن الوصول إليه او يكون شريكاً نزيهاً فيه او مشرفاً داعماً لنجاحه، وهذا يدل  على أن العالم بالمجمل متأمر علينا، وعلى مستقبلنا ويضمر للمنطقه مواقف سلبيه وغير مطمئنة”.، بحسب ما قاله القضماني الذي أشار إلى أهمية أن تدرك: “الأمة العربيه والإسلاميه أن الاعلام الصهيوني الماسوني الذي يسيطر على الاعلام العالمي، قد شيطن الامه العربيه والاسلاميه في أذهان شعوب الارض .. وما هذا السعار الذي يجري من حولنا والهياج اليميني والعنصري في دول الغرب وتقلد شخص مثل ترامب قيادة أقوى دولة في العالم الا نتيجة لهذا السعار”.

وختم القضماني بالدعوة إلى “تشكيل نواتين وطنيتين سوريه وعربيه، كي نواجه هذه الهجمه الشرسه على كياناتنا
ومجتمعاتنا ومقدراتنا ووجودنا ومستقبلنا”.