"واشنطن بوست": السُّنة هم الخاسر اﻷكبر من وجود تنظيم الدولة


اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" اﻷمريكية أن أهل السنة في سوريا والعراق هم الخاسر اﻷكبر من وجود تنظيم الدولة، حيث يضطر اﻷهالي للنزوح من قراهم ومدنهم ويتعرّضون لجرائم حرب، فيما يعيد التنظيم ترتيب صفوفه خارجها.

وقالت الصحيفة إنه لم تبق مجموعة عرقية أو دينية بعيدة عن الانتهاكات التي يمارسها تنظيم الدولة في العراق أو سوريا، وهو ما دفع كل هذه المجموعات إلى تشكيل قوة لمقاتلته، وإن غالبية الأراضي التي استولى عليها هي أراضٍ ومناطق للعرب السنة، والغالبية العظمى من العراقيين الذين نزحوا من ديارهم، والذين يقدرون بنحو 4 ملايين نازح هم من العرب السنة؛ بسبب الحرب على تنظيم الدولة.

وأضافت الواشنطن بوست أن المزيد من العرب السنة يدخلون مخيمات النزوح الجديدة التي أُعدت لهم وسط برد قارس، فأكبر الخاسرين من وجود تنظيم الدولة هم، وليس مقاتلي التنظيم، الذين ربما يعودون مرة أخرى إلى الصحراء لإعادة تنظيم صفوفهم، بحسب صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية.

وبحسب الصحيفة فإنه لم يكن لأهل السنة يد في ظهور هذا التنظيم، فهم -مثلهم مثل الآخرين- دفعوا ثمنَ "التطرف" الذي يقوده تنظيم الدولة، إلا أنه أسهم بتعميق الانقسامات في المجتمع.

وفي سوريا، يتحمَّلون العبء الأكبر لظهور تنظيم الدولة، حيث تُقصف المدن والأحياء السنية بغارات متواصلة، ويخشى محللون أن يتحول أهل السنة إلى طبقة مهمشة ومحرومة حتى من أراضيها، التي كانوا يسيطرون عليها يومًا ما، وكل ذلك في إطار الدوامة الكبيرة التي خلَّفها تنظيم الدولة.

تفقُّد المناطق والبلدات التي تم تحريرها من قبضة تنظيم الدولة في العراق -والكلام دائمًا للصحيفة- يمكن أن يكشف لك جانبًا من الدمار الذي لحق بتلك المناطق السنية، فكثير من تلك القرى والبلدات دُمِّرت بالكامل، وتمزَّقت حياة أبنائها، كما أنها ما زالت شبه فارغة في ظل إجراءات العودة المشروطة التي وضعتها حكومة بغداد عليهم.

المناطق السُّنية التي تمت استعادتها من قبضة تنظيم الدولة، كانت بجهود وقوات من ميليشيا الحشد الشعبي الشيعية التي قامت بالإمساك بالأرض بعد تحريرها من تنظيم الدولة، وبدأت بانتقاء العائدين من أهل تلك المناطق، فضلًا عن الانتشار المكثف فيها، وهو ما يُنبئ بتفجُّر صراعات مستقبلية في تلك المناطق.

على سبيل المثال فمدينة ربيعة هي بلدة سنية، تقع على الحدود العراقية السورية، استولى عليها التنظيم عام 2014، وتمت استعادتها قبل شهرين من قبل وحدات البيشمركة، حيث تقوم إدارة إقليم كردستان بإدارة تلك المنطقة في وقت قام فيه أهالي المنطقة بتشكيل مجاميع مسلحة لمساندة القوات الكردية لمنع عودة مقاتلي التنظيم، ورغم ذلك ما زالت العلاقة بين سكان تلك المنطقة والحكام الجدد تشوبها الريبة والشك، فالسلطات الكردية تطلب إذنًا من كل مقيم بالمنطقة للسفر إلى خارجها، أو حتى للدخول إليها، وذلك يشكل عبئًا كبيرًا على السكان الذين عرفوا التجارة مع سوريا طيلة عقود.

وكانت منظمات حقوقية دولية سجَّلت قيام الميليشيات والقوات العراقية بارتكاب جرائم بحق أهل السُّنة في تلك المناطق، بل إن العديد من المناطق التي تمت استعادتها من قبضة التنظيم لا يُسمح لأهلها بالعودة، بعد أن سيطرت عليها الميليشيات الشيعية، كما هو الحال مع بلدة سليمان بيك الواقعة بمحافظة صلاح الدين شمالي العاصمة بغداد.