الفيلم السوري “ذاكرة باللون الخاكي” وجائزة “المهر الطويل” في “دبي السينمائي”
26 نوفمبر، 2016
غسان ناصر
أعلن مهرجان دبي السينمائي الدولي، عن عرضه عشرة أفلام جديدة من سورية ولبنان والأردن ومصر وتونس والمغرب، في الدورة الـ 13، في الفترة بين 7 و14 كانون الأول/ ديسمبر المقبل، في مدينة جميرا في دبي – مقر المهرجان.
وقالت إدارة المهرجان في بيان قبل يومين: إن “الأفلام العشرة تتنافس في مسابقة “المهر الطويل”، وتقدم مجموعة من المخرجين والممثلين، وقد اختيرت بعناية من مبرمجي المهرجان، بهدف إمتاع الجمهور، واصطحابه في رحلة، عبر الثقافات والرؤى المتنوعة”.
ومن بين الأفلام المشاركة، فيلم “ذاكرة باللون الخاكي” للمخرج السوري، الفوز طنجور، في عرض عالمي أوّل. وهو فيلم غير روائي، استغرق إنجازه أكثر من ثلاث سنوات، ويروي قصة سنوات عصيبة عاشها الشعب السوري في ظل حكم حزب البعث، كانت مصبوغة باللون الخاكي الموحّد، الذي يرمز للعسكر، والذي مسح عن المجتمع ألوان الحياة؛ ليبقى الإنسان مخلوطًا بالآمال والأحلام، مع تجارب القمع والحرمان.
وكان طنجور (المقيم حاليًا في فيينا)، قد أنجز عام 2013 فيلمًا وثائقيًا عن الحرب الأهلية اللبنانية، بعنوان “بارودة خشب” (63 د)، من إنتاج “الجزيرة الوثائقية”، وقد كتب نصه الفوز طنجور نفسه، وحاز “جائزة الحريات العامة وحقوق الإنسان”، في مهرجان الجزيرة الدولي التاسع للأفلام التسجيلية 2013. كما حاز جائزة “الباندا الذهبي” في المهرجان الآسيوي الدولي للأفلام الوثائقية في الصين عام 2014.
الفوز طنجور من مواليد مدينة السلمية عام 1975، وحاصل على دبلوم في الإخراج السينمائي من أكاديمية الموسيقا والمسرح والفنون التشكيلية، قسم الفنون البصرية والدرامية، في جمهورية مولدوفا عام 2004، وقدّم مجموعة من الأفلام السينمائية القصيرة، منها: “نهاية بالون أحمر” 2004، و”شمس صغيرة” 2008 الحائز على جائزة “التانيت البرونزي”، في مهرجان أيام قرطاج السينمائي.
كما حقق مجموعة من الأفلام الوثائقية لصالح قناة “الجزيرة الوثائقية” منذ عام 2007، منها: “حجر أسود”، و”دمشق سيمفونية مدينة”، و”جسر الكولا”، و”أرواح متمردة”، و”خارج أسوار المدينة”، وغيرها.
وتجدر الإشارة -هنا- إلى أن إدارة مهرجان دبي السينمائي الدولي، تقاطع منذ انطلاقة الثورة السورية في 2011، كل الأفلام التي تنتجها “المؤسسة العامة للسينما” التابعة لنظام الأسد.
الأفلام العربية المشاركة في مسابقة “المهر الطويل”
والجدير بالذكر أن المنافسة على جائزة “المهر الطويل” في النسخة (13) من مهرجان دبي السينمائي الدولي، يشارك فيها -إلى جانب الفيلم السوري “ذاكرة باللون الخاكي”- الفيلم اللبناني “ميّل يا جزيّل”، للمخرجة إليان الراهب، وتدور أحداث العمل حول التوتّرات الطائفيّة، وتداعيات الأزمة السورية على الأحوال السياسية والاقتصادية في لبنان.
بينما يشارك المخرج اللبناني، جورج هاشم، بفيلمه “نار من نار”، في عرضه العالمي الأول، ويتحدث الفيلم عن أندريه؛ مُخرج لبناني مقيم في فرنسا، يلتقي صدفةً رفيق صباه الحميم وليد، بعد طول غياب. لقاء غير محسوب العواقب بين رجلين تملّكهما شغف بالسينما، وحب امرأة تُدعى أميرة، في بيروت، إبان الحرب الأهلية. الفيلم من تمثيل وجدي معوّض، وفادي أبي سمرا، ورودريغ سليمان، وعديلة بن ديمراد. وقد تلقى منحة «إنجاز» من (سوق دبي السينمائي).
كما يقدم المخرج اللبناني، هادي زكّاك، فيلمه غير الروائي الجديد، “يا عمري”، في عرضٍ عالمي أول، يتابع من خلاله المخرج -عبر السنين- شيخوخة جدّته هنرييت، التي تخطّت مئة سنة من عمرها، ويرصد تحوّل الذاكرة، والهجرة من لبنان إلى البرازيل، وقصص الحب والأولاد والوقت المعلّق؛ ليكوّن سيرة عن الشيخوخة والذاكرة والحياة.
كذلك يشارك في مسابقة “المهر الطويل”، الفيلم الكوميدي، “انشالله استفدت”، للمخرج الأردني محمود المسّاد، ويصوّر الفيلم تورّط أحمد في صفقة أعمال غير موفقة، تودي به إلى خلف القضبان، ويلتقي بالمحتال إبراهيم الذي يأتي على آخر أمل له؛ كي يثبت براءته. لكن أحمد يدرك أن حياة السجن قد تكون أفضل من العالم الخارجي. وقد دُعم الفيلم بمنحة «إنجاز» من “سوق دبي السينمائي”، وهو من تمثيل أحمد طاهر، وماهر خمّاش، وعدي حجازي، ونديم ريماوي، ومحمود إبراهيم.
خمسة أفلام من مصر والمغرب وتونس
يشارك من مصر المخرج محمد حمّاد، بفيلمه الجديد “أخضر يابس”، الذي تدور أحداثه حول الشابة المحافظة، والملتزمة بالعادات والتقاليد، إيمان، التي تضطرها أحوال وفاة والديها إلى تأجيل زواجها، وتحمل مسؤولية رعاية شقيقتها الصغرى، وعندما يتقدم أحدهم لطلب يد شقيقتها، تطلب إيمان من أعمامها أن تقابله في وجود عائلته، لكنّ حادثًا صادمًا يجعلها تضرب عرض الحائط بقناعاتها السابقة كلها. وهو من بطولة هبة علي، أسماء فوزي، وجون إكرام.
ويعود المخرج والمنتج والسيناريست المصري، مجدي أحمد علي؛ ليقدّم فيلمه الجديد “مولانا”، في عرض عالمي أول. ويروي الشريط رحلة صعود، تبدو مُعتادة للشيخ حاتم، من مجرد أَمّ المصلين في مسجد حكومي، إلى داعية تلفزيوني شهير، يملك حقّ الفتوى. ويتلقى الملايين بإعجاب جرأة الشيخ، ومحاولاته الخروج قليلًا عن مألوف الحديث السائد في مجتمع متأثر بدعاوى التشدد السلفي، ويجد الشيخ نفسه في شبكة من الصراعات المعقدة، وتزداد مع سعي مؤسسات أمنية للسيطرة عليه، وتوريطه، من أجل توجيهه خدمة لمعاركها. فهل يستطيع أن يفتح ولو ثغرة في جدار سميك من الخوف والنفاق؟ الفيلم مقتبس عن كتاب، بالاسم نفسه، للكاتب إبراهيم عيسى، ومن بطولة: عمرو سعد، درّة، أحمد مجدي، بيومي فؤاد، ريهام حجاج.
ويشارك المخرج المغربي الأميركي، حكيم بلعباس، في مسابقة “المهر الطويل”، بعد حصده عددًا من الجوائز سابقًا، منها جائزة أفضل سيناريو في مسابقة “المهر العربي”، عن فيلمه “شي غادي شي جاي”، في مهرجان دبي السينمائي الدولي 2011. الفيلم الجديد لبلعباس بعنوان “عرق الشتا”، ويُعرض للمرة الأولى عالميًا. يتحدث الفيلم عن مُبارك، الفلاح الذي يسعى جاهدًا؛ حتى لا يفقد قطعة أرضه، ومعنى حياته، وعن زوجته الحامل التي تجسّد حصن العائلة، وتحمل هموم زوجها في صمت، وابنهما أيوب الذي يرعى غنم أبيه، ويحاور الحوريات، والجدّ الذي لا يتوقف عن لفظ اسم زوجته رحمة. والفيلم من تمثيل أيوب خليفاوي، وفاطمة الزهراء بناصر.
كذلك يشارك المخرج المغربي، لوران أيت بينالا، بفيلم “اليابسة”، في عرض عالمي أوّل، يصوّر الفيلم يوميات بحّارين في ميناء تجاري صغير، في جنوب فرنسا، يتبعان حركة الميناء الغريبة، حيث يتخذ منه سوريون محطة لإفراغ حمولة الماشية، وتجار أفارقة يعدّون قوافل من السيارات المستعملة؛ رجال، وآلات، وحيوانات، تمرّ عبر مكان مفتوح على البحر. وهذا العمل كان قد حصل -أيضًا- على منحة «إنجاز» من “سوق دبي السينمائي”.
ومن تونس يشارك المخرج محمد بن عطية بفيلمه “نحبك هادي”، الذي تدور أحداثه حول هادي؛ شاب قليل الكلام، وغير مبالٍ بما يحيط به. يترك لأمّه المتسلطة شؤون تنظيم زواجه من خديجة. قبل زواجه بأيّام، يتعرّف هادي على ريم، التي تشدّه حريتها ولامبالاتها؛ ليجد نفسه مأخوذًا بهذا العشق الناشئ، وأمام موقف اتخاذ قرار للمرة الأولى في حياته. وهو من بطولة مجد مستورة، وريم بن مسعود، وصباح بوزويتة، وأمنية بن غالي. وقد تلقى هذا الفيلم كذلك منحة «إنجاز» من “سوق دبي السينمائي”.
ومنذ انطلاقته عام 2006، سعى مهرجان دبي السينمائي الدولي –دائمًا- لجذب أفضل الأفلام القصيرة والطويلة، إلى مسابقة “المهر”، التي تهدف إلى رعاية وإبراز المواهب السينمائية من أنحاء العالم العربي؛ حيث تُعرض أعمالهم المشاركة على جمهور المهرجان، وستُقيّم من لجنة تحكيم رفيعة، على أن تقدم للفائزين جوائز مالية، تساعدهم في تنمية وتطوير أعمالهم السينمائية المقبلة.
[sociallocker] [/sociallocker]