خلع “البيجامة” وارتدى لباس “سوبرمان” .. ماهر الأسد على أبواب حلب


سعد هائل – ميكروسيريا

تواصل جريدة الديار اللبنانية، قصصها العجيبة عن الشقيقين “بشار وماهر الأسد”، فبعد سلسلة من الحكايات المسلية، منها ما نشرته الجريدة حول طيران بشار الأسد فوق حلب لمدة 40 دقيقة، واللقاء الذي جمعه بحسن نصر الله في خيمة على الحدود، خصت الصحيفة أمس واليوم حكاياتها المسلية عن ماهر الأسد، إذ كتبت أن اللواء المختفي ماهر، تلقى أمر شقيقه بشار بقيادة

القوة العسكرية التي ستدخل حلب وشرقها،لأنه بحسب الصحيفة هو “الخارق” القادر على منع حدوث مجازر كبرى او انتقامية في صفوف المدنيين، خاصة غير ” التكفيريين”، على ذمة الجريدة، التي أكدت أن اللواء المغوار ماهر انتقل فعلاً . إلى مدخل حلب حيث اقام مركزاً عسكرياً له ،مع طوافات ودبابات ومدفعية وأعطى الأوامر بأن لا يجري شيء دون اذنه. ويقود اللواء ماهر الأسد 10 الاف جندي في حلب، إضافة الى 17 الف مقاتل من الحلفاء.

تواصل الجريدة حكايتها المسلية، بإضافة بهارات تشويق عبر التأكيد بأن اللواء ماهر لن يقبل أن يتدخل أحد غيره في حلب تنفيذاَ لأوامر شقيقه،ثم تنتقل الديار إلى مستوى أعلى من الإثارة، حين تؤكد بأن اللواء المغوار، سيدخل حلب على الأقدام بعد سقوطها بأيدي الجيشين “السوري والروسي”، وسيكون هو الأعلى رتبة من كل الضباط المتواجدين في تلك المنطقة.

وفي حكاية أو سوالفة أخرى أكثر إثارة نشرت الصحيفة ذاتها بالتزامن، ما يُشبه برنامج الحياة اليومية “للواء” ماهر، حيث كتبت بأن “سيادته”،  اعتاد السهر في مكتبه في قيادة الفرقة الرابعة على الجبل مقابل جبل قاسيون، حيث تتوزع قوى الفرقة الرابعة من درعا الى دمشق الى النبك، ويسهر ليلياً، على كل البريد ويتابع كل الوحدات ويقوم بكل الدوريات. ينام اللواء ماهر الأسد عند الرابعة صباحاً، وبسبب الحرب الحاصلة في سوريا، يستيقظ عند التاسعة صباحاً، الا اذا تم ايقاظه لاحداث مهمة جد، ولعل رواية الصحيفة بحاجة إلى تعديل، إذا اعتاد ماهر على السهر فعلاً كل يوم، لكن على سهرة “تريكس” أو طرنيب “صباخية” كما يُقال بحضور “ضباط” مثل العميد هلال الأسد قائد الشرطة العسكرية في الفرقة الرابعة، والعميد غسان بلال ضابط أمن “ماهر الأسد”، وبعض الخزمتشية” من المدنيين مثل عمار ساعاتي، مع الحرص قبل اندلاع الثورة، على وجود “أركوزات” من الفنانيين من نمرة باسم ياخور، وأيمن رضا.

لكن الديار تجاهلت هذه التفاصيل، أو أن رئيس تحريرها “شارل أيوب” لا يعرفها من أصله، ليواصل الحكاية على مزاجه، مؤكداً أن اللواء ماهر الأسد “أبو فردين”،كان يسكن في بيت عسكري عادي على تلة الجبل، قبل أن يقوم سلاح الهندسة في “الجيش” بحفر 4 طوابق تحت الأرض بسماكة حائط 3 امتار  من الباطون المسلح، ومساحة الطابق 700 متر. وللمبنى 6 مداخل لا يمكن ان يستعملها الا اللواء ماهر الأسد، والا تبقى مغلقة عندما لا يتحرك وفقاً لبرنامجه اليومي، الذي يبدأ على ذمة شارل أيوب بشرب قهوته صباحاً، على وقع الاتصال بقادة الفرق لمعرفة التطورات. ثم يقود سيارته شخصيا الى وزارة الدفاع، فيجتمع مع وزير الدفاع  ورئيس اركان الجيش، ويضطلع على الخرائط عن المعارك ونتائج من سيطر على الأرض، ومن تراجع ومن تقدم. ليعود ظهراً الى مركزه، عند الساعة الثانية او الثالثة بعد الظهر، ثم  ينطلق مجدداً لكن هذه المرة من نقطة  لا احد يعرفها وبطوافتين ليتفقد من الجو الوضع السوري على الأرض.

هذه الدراما، رأى “أيوب” على ما يبدو أنها بحاجة إلى مسحة دولية لتكتمل إثارتها،حيث “تلهث” المخابرات التركية كثيراً لمعرفة الطائرات التي يستعملها اللواء ماهر الأسد، وأين تطير، ذلك أنها تريد “قتل اللواء ماهر الأسد لكن المخابرات التركية لم تنجح لان اللواء ماهر الأسد حذر جداً وكل يوم ينطلق من نقطة معينة وبطائرات مختلفة، ثم يدفع شارل أيوب بالإثارة إلى ذروتها حين يكتب المشهد التالي، مستدعياً إلى مخيلته أفلام الكاوبوي على ما يبدو:

“احيانا يطلب اللواء ماهر من الطيار انزاله ضمن مجموعة من الجيش، ويقوم بالاشتباك بالسلاح مع التكفيريين ويخوض المعركة مباشرة، ويلتفّ حوله الضباط يطلبون منه الرجاء الانسحاب، ولا يقبل، بل يستعمل بندقيته ويعطيهم امر بالابتعاد عنه ويكمل المعركة مع الجنود والضباط”.

ولعل ما هو غير متوقع أن يشير شارل أيوب إلى إضابة ماهر الأسد ليؤكدها على طريقة “أنها فاضية وما لها فكاهة، ولا مازية” حيث يورد: “هنالك سر يقال ان اللواء ماهر الأسد قد أصيب اثناء الحادث، لكن الحقيقة ان كثرة الاشتباكات التي حصلت بوجود اللواء ماهر الأسد، أدت الى اصابته ببعض الشظايا غير الخطرة والجروح السطحية، ومرة كاد ان يصاب مباشرة وهو جالس على دبابة تتقدم باتجاه التكفيريين. ويومها قيل انه تم بتر رجل اللواء ماهر الأسد، لكن تبين انها إشاعة وكل اللبنانيين الذين يزورونه يرونه بصحة جيدة وجسمه كامل” رغم أنه أطلق أكثر من 6 الاف قذيفة مدفع دبابة وحلق اكثر من 2500 ساعة في الجو فوق الأراضي السورية.

كل هذه الأعمال ينجزها اللواء الخارق نهاراً، وقبل الثامنة مساءً بحسب الديار، حيث يقوم  ماهر الأسد بوضع خطط القتال والهجوم لليوم الثاني في وزارة الدفاع مع المسؤولين، وطوال النهار يسأل الرئيس بشار الأسد عن أخيه اللواء ماهر الأسد، لانه يعرف ان أخيه يخاطر جداً” بيد أن هذا البرنامج المضغوط بالعمل، لا تمنع اللواء من رؤية عائلته التي تعيش معه في المبنى على رأس الجبل، بل كل يوم صباحا ومساء يجب ان يرى أولاده ويجلس معهم.

وللمزيد من التشويق، تروي الصحيفة أن ملك الأردن دعاه للمجيء إليها لكنه رفض، كما يرفض زيارة روسيا وإيران، ولا يريد أن يترك لحظة جنود الجيش . ويتابع بدقة كل التفاصيل، حتى حين استشهد مصطفى بدر الدين على أيدي تكفيري حضر الى المكان وتأكد من كيفية حصول الحادث قرب مطار مزة في قلب دمشق.

ثم يأخذنا رئيس تحرير الديار “شارل أيوب” في عوالمه المتخيلة عن اللواء السوبرمان، وسيارته المصفّحة تصفيحاً ضخما جدا في المانيا، والتي تم شحنها من المانيا الى روسيا، ومن روسيا الى سوريا بطائرات ضخمة من طراز انتونوف 12.مشيراً إلى حرص ماهر على جراء الرماية بالمسدس يومياً،  حيث يضع اهداف ويطلق عليها وهو رامي اطلاق نار ممتاز. كما يعقد اجتماعاً مع شقيقه  بشار لمدة ساعة يومياً، يبجثان خلالها تطورات الأوضاع.

هكذا، وفق “الديار”، يعيش ماهر الأسد في قلب الخطر، ويحب الخطر، وذهب الى جورين على الجبهة في ريف اللاذقية (تبين أنه لم يكن ماهر الأسد بل العقيد سهيل الحسن “النمر”، وبث الفيديو المصور من بعيد للإيحاء بأنه ماهر الأسد)، كما وذهب باتجاه طريق ادلب على سهل الغاب، يخاطر كثيرا والخوف على حياته كبير. تراقبه 28 مخابرات دولية في تحركاته، وعندما يتصل على الأجهزة لا يستعمل اسمه ابداً، بل في كل مرة يستعمل اسما آخر، والأجهزة الروسية التي حصل عليها تقوم بتغيير صوته على الأجهزة التي يستعملها.
موضوع على اللائحة الأولى للاغتيال قبل الرئيس بشار الأسد. وهو يعرف ذلك، ولذلك يصر على الرئيس بشار الأسد ان لا يخرج من القصر وان يترك الأرض للواء ماهر الأسد، وان يبقى في القصر يدير الأمور سياسيا وعسكريا ولكن من القصر.

إلى هنا وتنتهي واحدة من حلقات مسلسل الديار، ولا غرابة ذلك أن الجريدة أشهر من نار على علم في الفبركات الصحفية، لكن الغريب أن تسمح له سلطات الأسد، بنشر هذه الترهات وبشكل متواصل، عن عائلة الأسد الخارقة، فيما الواضح أن تلك العائلة ومسؤولي دعايتها، يطرون لمثل هذه السخافات.