ماذا يحصل في مدينة التل بريف دمشق؟


شهدت مدينة التل بريف دمشق خلال اليومين الماضيين تصعيدًا خطيرًا، حيث استقدم نظام الأسد تعزيزات عسكرية إلى محيطها، بالتزامن مع هجمات جوية عبر الطيران المروحي، مستخدمًا البراميل المتفجرة، في وقت تدور فيه اشتباكات بين قوات الأسد وفصائل المنطقة على محاور عديدة في المدينة، أهمها وادي موسى والدوحة وأرض الضيعة والمجر والرويس.

وفي لقاء خاص أجرته شبكة "" مع مدير تنسيقية مدينة التل "أحمد البيانوني"، أفاد أن النظام استقدم تعزيزات عسكرية إلى محيط المدينة المحاصرة، التي تحوي أكثر من 800 ألف نسمة، بينهم عائلات نازحة من الغوطتين الغربية والشرقية ومناطق القلمون وغيرها، حيث يفرض النظام عليها منذ أكثر من سنة حصارًا خانقًا، ويمنع دخول أي شيء إلا باستثناء بعض البضائع، وعن طريق عدد محدود من التجار مقابل إتاوات كبيرة.

وأضاف "البيانوني": "نظام الأسد قرَّر شنَّ حملة على التل استكمالًا لسياسة السيطرة على كامل الريف الدمشقي، التي تَشجَّع عليها بشكل أكبر بعد دخوله مدينة داريا، فنَقَضَ التهدئةَ التي كانت بينه وبين فصائل مدينة التل، وكشف عن نواياه في السيطرة عليها، وبالفعل أرسل عن طريق لجان المصالحة عرضًا للفصائل فيها، يُخيِّرهم بين نموذج داريا القائم على الانتقال إلى إدلب بالأسلحة الخفيفة، أو نموذج قدسيا من حيث فتح المجال لمن يريد تسوية وضعه، ووضع المدينة تحت وصاية هيئة مدنية، ونقل من يرغب من المقاتلين الرافضين تسوية وضعهم إلى أي منطقة يفضلونها".

وعن خيارات الثوار في المنطقة يقول البيانوني: "في ظل الحصار الحالي وهدوء باقي الجبهات في المدن والأحياء المهادنة بريف دمشق مثل برزة والقابون والقلمون الشرقي وجنوبي دمشق، فإنه لا خيارات متاحة أمام الفصائل، فإما الخروج بعد حين نتيجة الضغط العسكري الكبير على منطقة جغرافية صغيرة، أو القبول بأحد النماذج المطروحة من الآن".

وأكد البيانوني أن نظام الأسد منهك في ريف دمشق، ولا يوجد لديه سوى قوات درع القلمون للاعتماد عليها، وبالتالي فإن تحرك الجبهات عليه سيسهم في تشتيت قوته وصمود أكبر، وإلا فسيتم السماح له بالاستفراد بالمناطق واحدة تلو الأخرى، بحسب وصفه.

وتقع مدينة التل شمال مركز العاصمة بحوالي 12 كم، وشهدت قبل ما يقارب العام معاركَ بين فصائلها وتنظيم الدولة، وانتهت بسيطرة الفصائل عليها وخروج قيادات التنظيم باتجاه منطقة الضمير والرقة عن طريق مناطق سيطرة النظام، في حين سلَّم غالبية العناصر أنفسهم.