“مصدر” يكشف مخطط الأسد في محيط دمشق .. و قواته المتمركزة هناك


آلما عمران – خاص- ميكروسيريا

طويت صفحة إخلاء مقاتلي خان الشيح، إضافة إلى عوائلهم، وعوائل كثيرة نحو إدلب التي لا أحد يعرف ماذا يضمر لها مستقبلاً، من نوايا تدميرية.

بعد “خان الشيح”، تتجه الأنظار نحو مدينة “التل”غرب العاصمة دمشق، والتي تم تسخين جبهتها، بعد أن تحرك جيش الأسد للسيطرة على منطقة وداي موسى، والتقدم منها باتجاه منطقة المداجن. في ظل حديث عن بدء المفاوضات بين جيش الأسد، وممثلين عن أهالي التل، المنقسمين بدورهم بين رأي لا يثق بوعود الأسد،و يميل إلى الاستمرار بمقاومة جيشه، وبين رأي آخر  يميل إلى تجنيب المدينة حرب إبادة، حيث تضم نحو 600 ألف نسمة، بينهم عدد كبير من اللاجئين، خصوصاً من أبناء الغوطة الغربية، علماً أنه تم بالفعل نزوح الآلاف من السكان أول أمس، إثر اسقاط مروحيات الأسد لعدد كبير من البراميل المتفجرة على المدينة، التي تعتبر كبرى مدن القلمون.

بالتزامن، ثمة معلومات متداولة، عن عودة نوع من المفاوضات لإيجاد تسوية دائمة في مضايا وبقين، تتم مع وفد مشترك من أبناء المدينتين.

وكان جيش الأسد والميلشيا الطائفية التابعة لإيران المساندة له، تمكنوا عبر الحصار والقصف التدميري من السيطرة الكاملة على داريا، تلاها المضمية، ثم قدسيا والهامة، ضمن مخطط متكامل، يشمل كامل الريف الغربي للعاصمة دمشق، بحسب ما افاد به مصدر من داخل “نظام الأسد” لـ “ميكروسيريا”.

وكشفت المصدر، بأن فصيل الأسد، يولي أهمية قصوى لاستعادة سيطرته على المنطقة، لاسيما في خان الشيح، التي تقع على طريق القنيطرة، وتقتح الطريق أما جيش الأسد إلى استعادة سيطرته، على خطوط الجبهة مع إسرائيل، وبالتالي استعادة الثقة “إسرائيلياً ودولياً” بأنه المؤهل الوحيد لحماية إسرائيل، من المخاطر الحالية والمستقبلية المفترضة.

كما أوضحت المصدر، بأن لريف دمشق الغربي وغوطته أهمية استراتيجية كبيرة، حيث اتساع مساحتها وكثرت مناطق المواجهات العسكرية فيها، فرضت على الأسد، حشد عدد كبير من قواته فيها، حيث تتمركز هناك قوى ضاربة مثل الفرقة الرابعة، والفرقة السابعة، والفرقة العاشرة، بالإضافة للفوج 100 والفوج 153 والفوج 136، عدا آلاف العناصر من حزب الله ، وعدد كبير من مقاتلي الميلشيا الشيعية متعددة الجنسيات، في حين أن تهجير المقاتلين وعوائلهم من تلك المناطق، سيتيح المجال، لإعادة توجيه ميلشيات الأسد، والميلشيا الإيرانية تلك، نحو مناطق عسكرية أخرى.

وحذرت المصادر، من أن الأسد وروسيا، يستغلان الزخم الإعلامي المسلط على حلب وأحيائها الشرقية، لتنشيط سياسة القضم في دمشق ومحيطها، ولفتت المصادر، إلى انقلاب موازين السيطرة على الأرض بالمقارنة  بين ما كانت  عليه عندما تمكن الثوار من السيطرة على داريا والمعضمية وجديدة الفضل وخان الشيح، ثم امتداداً إلى باقي بلدات الغوطة الغربية مثل زاكية والبيضا والمقيلبية، بينما اقتصرت سيطرة قوات  على صحنايا وجديدة عرطوز وبعض مناطق انتشار كتائبه العسكرية في محيطهما،قبل أن تتمكن من استعادة أغلب ما خسرته.

وختم “المصدر” حديثه، بأن ما يشجع الأسد وموسكو على المضي بتفريغ محيط دمشق بالكامل وتهجير ما أمكن من أهاليه، هو ليس الصمت الدولي بل الصمت الإقليمي، الذي أدى إلى صمت كل الجبهات تقريباً إزاء عملية الإبادة التي تتعرض لها أحياء حلب الشرقية، ما يُشير إلى أن ثمة تفاهمات تحت الطاولة تمت بغياب العرب وشلهم، على إعادة رسم خارطة السيطرة بشكل أولي، لحين التوصل إلى تسوية نهائية مرتبطة بإدارة ترامب،ولحين نضجها سياسياً، يحاول كل طرف تعزيز أوراقه العسكرية الرابحة على طاولة الحل السياسي.