خبير أمريكي: ترامب لن يستطيع الوفاء بوعوده حيال سوريا وإيران


أكّد جوشوا لانديس، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما الأمريكية، أن الرئيس الأمريكي المنتخب لن يستطيع الوفاء بجميع وعوده الانتخابية، فيما يتعلق بملفَّيْ سوريا وإيران.

وضرب "لانديس" في حديثه لوكالة الأناضول التركية للأنباء مثلًا في وعد ترامب بتمزيق الاتفاق النووي مع إيران، قائلًا: "إذا ما قام ترامب بنقض الاتفاق، فإن إيران ستبدأ بإعادة العمل (في نشاطها النووي)، وبالتالي سيكون هناك ضغط كبير من أجل قصف إيران عسكريًّا، أو تمكين إسرائيل من القيام بهذه المهمة".

وأوضح أن "ترامب قال بالحرف إنه لن يضيع وقته وطاقته بقصف بلد في الشرق الأوسط لأجل عيون بلد آخر في المنطقة نفسها".

وتابع الخبير في شؤون الشرق الأوسط: "أعتقد أنه سيكون عليهم (أعضاء إدارة ترامب) أن يقرروا بأن 15 عامًا (المدة التي لا يسمح فيها لإيران وفق الاتفاق النووي بتخصيب اليورانيوم بنسبة أكثر من 3.67%) دون حرب مع إيران سيكون أمراً جيداً، خاصة وأن طهران لن تتمكن خلال هذه الفترة من القيام بأي نشاط يمكن أن يؤدي إلى حصولها على سلاح نووي".

وكان أوباما قد حذر في مؤتمر صحفي عقده عقب انتهاء الانتخابات الرئاسية "من أن إلغاء الاتفاق النووي مع إيران سيضع الولايات المتحدة الأمريكية في موقف حرِج يتمثل في فرض عقوبات اقتصادية ضد الدول التي أعادت العلاقات مع طهران عقب هذا الاتفاق، والتي من بينها الصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا".

وفي شأن الملف السوري، رأى لانديس أن "دعوة ترامب إلى الابتعاد عن الشأن السوري، تتعارض مع رغبات صقور الحرب من الجمهوريين في حزبه، الذين يريدون التصدي لروسيا وإيران".

وتابع أن ترامب "يميل إلى سياسة خارجية غير مرتبطة بالموقف الدولي، فهو على سبيل المثال يريد ترك سوريا لبشار الأسد وروسيا".

من جهته رأى ستيفن زونيس، أستاذ العلاقات الدولية الأمريكية في جامعة سان فرانسيسكو الأمريكية أن "إدارة ترامب ستحاول الانفتاح بشكل أكبر في مجال العلاقات الدبلوماسية فقط، لأن ترامب رجل أعمال، عقد في الماضي صفقات في مختلف الدول التي لديها سجلات سيئة في مجال حقوق الإنسان".

واعتبر أن "ترامب لن يحاول التورط في تدخل عسكري في سوريا كالذي حدث في أفغانستان عام 2001 والعراق عام 2003".

وفاز الجمهوري، ترامب، برئاسة الولايات المتحدة، بعد حصوله على 276 صوتًا من المجمع الانتخابي، مقابل 218 لصالح مرشحة الحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون، حسب نتائج الانتخابات التي جرت في 8 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

وخلال حملته الانتخابية على مدار الشهور الماضية، كان لترامب العديد من المواقف المثيرة للجدل والتي أقلقت بعض الدول، وكان على رأسها تهديده بـ"تمزيق" الاتفاق النووي الإيراني الذي وقعته الدول العظمى مع طهران في يوليو/تموز 2015، ودخل حيز التنفيذ مطلع العام الجاري. 

كما حذر ترامب، في مقابلة أجرتها معه صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، وتعدّ الأولى له مع وسائل الإعلام، قبل أيام من أن اصطفاف بلاده إلى جانب المقاومة في مواجهة نظام الأسد، قد ينتهي بصراعٍ مع روسيا، حليفة الأسد.