أوباما وميركل ينتقدان خطاب ترامب السياسي محذّرَين من عالم أكثر اضطرابًا

27 نوفمبر، 2016

مروان زكريا

كتب الزعيمان معًا مقال رأيٍ نُشر يوم الخميس، تطرّقا فيه إلى جدول الأعمال الشعبوي الذي روَّج له في أثناء الحملة الانتخابية لترامب، والذي أثار كثيرًا من الجدل.

الرئيس باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يحضران مؤتمرًا صحفيًا في المستشارية الاتحادية في برلين يوم الخميس. أوباما في زيارة وداع إلى العاصمة الألمانية، وسيحضر الاجتماع مع عدد من القادة الأوروبيين يوم الجمعة.  الصورة بعدسة كاميرا الصحفية كيه نيتفيلد، من وكالة الأنباء الأوروبية

تحدث كل من الرئيس باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمام الصحافة يوم الخميس، بعد ساعات من الانتقاد الذي وجهاه إلى الرئيس المنتخب دونالد ترامب على خطابه الشعبوي المثير للجدل، حيث حذر أوباما من عالم “أكثر شراسة وقسوة، عالم سيسوده مزيد من الاضطرابات”.

وفي جولته الأخيرة إلى الخارج كرئيس للبلاد، أعقب أوباما زيارته إلى اليونان بالذهاب إلى برلين للقاء ميركل، السياسية ذات الميول المعتدلة في عالم أوروبي ينحاز أكثر فأكثر نحو اليمين المتطرف، حيث أجاب أوباما وميركل عن مجموعة واسعة من الأسئلة طرحها الصحفيون في أثناء المؤتمر الصحفي.

وردًا على سؤال حول وضع الديمقراطية في الولايات المتحدة، قال أوباما إنه يحث الأميركيين الراضين على الذهاب والتصويت لمرشحهم، وإيلاء العملية الانتخابية أهمية أكبر، وقال “لا ينبغي الاستخفاف بأنظمة حكومتنا وطريقتنا في الحياة”، مضيفًا أن “الديمقراطية تضعف” عندما لا يصوت 43 في المئة من السكان، كما حدث في الثامن من نوفمبر.

وردًا على سؤال حول تأكيد بشار الأسد في تصريحاته على أن الرئيس ترامب ربما يكون حليفًا لسورية، قالت ميركل “إن المعاناة الشديدة” التي سببها الأسد للمدنيين قطعت الطريق على أيّ تحالف بين ألمانيا والأسد، لكنها لم تعلّق أبدًا على موقف ترامب المحتمل. في الوقت الذي عبر فيه ترامب عن رغبة في إقامة علاقات ودية مع روسيا، الحليف الراسخ لحكومة الأسد، سياسيًا وعسكريًا.

وأعرب أوباما عن أمله في أن يكون لدى ترامب “الإرادة لمواجهة روسيا عندما تنحرف عن قيمنا وعن القواعد الدولية” وتابع قائلًا “إن الرئيس المنتخب لن يتبع نهجنا بالكامل لكن أملي هو ألا يتبع واقعية سياسية بسيطة تمر عبر “صفقات مع روسيا، حتى لو كانت ستؤذي الناس أو تنتهك القواعد الدولية أو تترك الدول الصغيرة معرضة للهجوم، وتهمل قضايا المنطقة كتلك التي تتعلق بسورية، متذرعًا بأنه يقوم بما يراه مناسبًا في ذلك الوقت”.

وقال الرئيس إنه في ظل إدارته كانت أميركا “الصوت الذي يتحدث نيابة عن بعض سجناء الرأي في جميع أنحاء العالم، والصوت الذي يعبر عن القلق بشأن الأطفال في قرى أفريقيا النائية الذين لا يملكون مياه شرب نظيفة، أو المعرضين للإصابة بأمراض فتاكة، والصوت الذي يصر على القواعد والمعايير التي تحكم العلاقات الدولية، والصوت الذي يساعد العالم على توجيهه بعيدًا عن الحرب”.  وأضاف “وإن غاب هذا الصوت أو تم تقسيمه، فإننا سوف نعيش في عالم أكثر شراسة وقسوة، عالم أكثر اضطرابًا”.

وكانت الولايات المتحدة وألمانيا حليفتين قويّتين وشريكتين تجاريتين لعقود من الزمن. وتجمع بين أوباما وميركل شراكة سياسية وثيقة، وخاصة على الساحة العالمية. يُنظر الآن إلى ميركل على أنها حاملة لواء القيم الديمقراطية الوحيدة بين الرؤساء في العالم بعد رحيل الرئيس أوباما.  وعلى الرغم من أجواء الشكوك وعدم اليقين التي سادت المؤتمر الصحفي يوم الخميس، فقد كانت هناك لحظات من المزاح؛ ففي حين كانت تشرح باللغة الألمانية السبب في أنها ستفتقد الرئيس المنتهية ولايته، ابتسم أوباما ابتسامة سريعة وغمز عند سماع الترجمة من خلال سماعة الأذن.

في وقت سابق من اليوم، كتبا معًا مقالًا، لم يذكرا فيه دونالد ترامب بالاسم، لكنهما أشارا بوضوح إلى وعوده بإخراج الولايات المتحدة من التوجّه نحو التجارة الحرة، وإلى قضايا أخرى، مثل مساعدة اللاجئين وتقديم الدعم لمنظمة حلف شمال الأطلسي.

وكتبا في مجلة “فيرتشافتفاخيه” الأسبوعية “إن بلدينا يتقاسمان المسؤولية في المحافظة على طريقتنا في الحياة وحمايتها، ومن هذا المنطلق نحن نعمل بجد للتأكيد على احترام القانون الدولي والمعايير والمبادئ في جميع أنحاء العالم الذي لا يزال يعد شرطًا أساسيًا لتحقيق الاستقرار والازدهار”.

تذمر ترامب من أن دولًا أخرى لا تتحمل مسؤولياتها في منظمات الدفاع التعاونية مثل منظمة حلف شمال الأطلسي، ما دفع بعض المراقبين إلى التخوف من أن الولايات المتحدة لن تدافع عن دول أعضاء في الحلف في حالة وقوع هجوم عليها.

أكد أوباما على أن ترامب ملتزم بالتعاون بين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي. وخلال زيارة في اليونان في وقت سابق من الأسبوع، شدد أوباما على أهمية الإنفاق بما يحقق أهداف حلف الناتو من قبل الدول الأعضاء.

وقال ترامب أيضًا لا يجب السماح للاجئين أو المهاجرين من الدول الإسلامية بدخول الولايات المتحدة حتى يتم وضع نظام تدقيق في المكان للتأكد من أنهم لا يمثلون أيّ تهديد.

وتضمّن برنامج جولة أوباما الأخيرة، حفل عشاء مع ميركل مساء الخميس بالقرب من مكان المؤتمر الصحفي. وسيحضر اجتماعًا موسعًا يوم الجمعة يضم قادة من بريطانيا وفرنسا وإيطاليا. وسيختتم جولته في ستة أيام في ليما، بيرو، لحضور القمة الاقتصادية الآسيوية الكبرى. ومن المتوقع أن يلتقي مرة أخرى مع الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء الأسترالي مالكوم تيرنبول.

اسم المقالة الأصلي Obama, Merkel rebuke Trump proposals, potential ‘meaner’ world الكاتب*                  Scott Smith- سكوت سميث مكان النشر وتاريخه  UPI

17-11-2016 رابط المقالة http://www.upi.com/Top_News/World-News/2016/11/17/Obama-Merkel-rebuke-Trump-proposals-potential-meaner-world/5011479394095/?spt=sec&or=tn المترجم مروان زكريا

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]