عيادات متنقّلة تجوب إدلب بحثاً عمّن تطبّبهم


sdf4e-2

عبد الرزاق الصبيح: المصدر

مع انتقال النظام وروسيا إلى الاستهداف المباشر للمستشفيات والنقاط الطبيّة في ريف إدلب، وخاصة بعد دخول روسيا على خط المواجهة إلى جانب النظام مع نهاية العام 2015، لجأ السّوريون إلى العيادات المتنقلة، كحلّ مؤقت لتعويض النقص في خدمات المراكز الصّحية والمستشفيات التي تم استهدافها، ولضمان تقديم خدمة طبية مجّانية للمرضى.

وانتشرت مؤخراً سيارات صحّية جوالة تقدم الخدمات الطبية والعلاج والمعاينات للمدنيين في سوريا في المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام، ويتواجد في هذه السيارات أدوية طبية وبعض الأجهزة الطبية البسيطة، بالإضافة إلى طبيب عام وفني صيدلي وممرض وموثق بيانات.

وتعتبر هذه السيارات بمثابة عيادات متنقلة ومراكز صحية متحركة، تقوم بدور كبير في الشمال السوري، وتغطي مناطق عديدة من ريف إدلب، وتصل هذه العيادات إلى أغلب المناطق في ريف إدلب، وتغطي معظم التّجمعات السكنيّة الصغيرة، وتصل أيضاً إلى بيوت الشعر وأماكن سكن رعاة الأغنام في البادية.

وهناك أسباب عديدة تقف وراء الانتقال إلى هذا النوع من تقديم الخدمة الطبية، لعلّ أبرزها الاستهداف المباشر للمستشفيات الطبية ومراكز الرعاية الصحية والنقاط الطبية من قبل الطيران، وخروج قسم كبير منها عن الخدمة، وللوصول إلى مناطق سكنية غير مشمولة بالخدمات الطبية التي تقدمها المنظّمات الانسانية.

وفي حديث لـ “المصدر”، قال “محمد الجوباسي” أحد المشرفين على عيادة طبية متنقلة: “بعد تدمير عدد كبيرة من المستشفيات والمراكز الصحية من قبل طيران الروس ونظام الأسد، نشأت فكرة العيادات الجوالة كبديل عن المراكز الثابتة، وهو موضوع مهم جداً، حيث أصبح المركز الصحي يصل إلى المواطن بدلاً من ذهاب المواطن إليه”.

وأردف “الجوباسي”: “نصل إلى مخيمات الداخل وإلى مناطق نائية جداً في ريف إدلب الشرقي والجنوبي، ولا تتوافر في تلك المناطق أيّة خدمات طبية مجانية، وذلك من أجل التخفيف عن المواطنين، ولضمان حصول الجميع على خدمات صحّية”.

وتعرضت الكثير من المستشفيات والمراكز الصحية لغارات جوية، حيث تعرض مستشفى أطباء بلا حدود في معرة النعمان لغارات جوية تسببت بمقتل عدد كبير من الكوادر الطبية، كما تعرض المستشفى الوطني في معرة النعمان أيضا لغارات جوية، وكذلك مستشفى إدلب وغيرها كانت هدفاً لطيران الروس والنظام.

وتعتبر العيادات الطبّية المتنقلة حلاً لجزء من المشكلة في سوريا، ولكن المشكلة الأكبر هي بقاء الغارات الجوية، والقتل المتنقل الذي يمارسه النظام وحليفته روسيا، والذي جعل المستشفيات والمراكز، الهدف الأول في حملتها للقضاء على الإرهاب كما تقول.





المصدر