‘«نور التعليمي» نظام رقمي يساهم في نهضة المدارس السعوديّة’
27 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2016
تبنّت وزارة التعليم السعوديّة عدداً من النُظُم الإلكترونيّة التي ساهمت في دعم اتخاذ القرار في التعليم وتحسين مخرجاته. واستخدمت نظام «الخريطة التعليميّة» في إحصاء المدارس وإنشاء قاعدة بيانات لها تحتوي على معلومات مكانيّة ووصفيّة عنها. ويشمل ذلك موقع كل مدرسة، وعدد الفصول فيها، والمختبرات والتجهيزات والمرافق المتوافرة لديها، والكثافة الطالبيّة، وطاقتها الاستيعابية، وعدد المعلمين والإداريين وغيرها.
كذلك استعملت نظامي «فارس» لإدارة الموارد الماليّة والبشريّة، و «إنجاز» في إدارة الاتصالات الإداريّة في مدارس الوزارة. وفي السياق نفسه، تبنت الوزارة نظام «لقاء» في قاعات الوزارة وإدارات التعليم، لإدارة الاجتماعات بصورة افتراضيّة مع بث فاعليات الوزارة ونشاطاتها إلكترونيّاً.
خدمات متنوّعة
هناك انطباع واسع في وزارة التعليم السعوديّة أن نظام «نور التعليمي» حقّق قفزة كبيرة في غضون فترة يسيرة نسبيّاً. وتبنّت الوزارة ذلك النظام عبر شراكة مع برنامج «يسر» للتعاملات الإلكترونيّة الحكوميّة. وكذلك استعانت بقسم علوم الحاسب في «كلية علوم وهندسة الحاسب الآلي» التابعة لـ «جامعة الملك فهد للبترول والمعادن». ثم أسندت عملية تطويره إلى شركة «التقنيّات المتكاملة»، كما تولّت شركة «ديلويت» عمليات اختباره.
وأنشئ النظام بهدف زيادة فاعلية العملية التعليميّة وزيادة كفاءة الإداريين والمعلمين، وتوفير قاعدة بيانات مركزية تضمن سرعة تبادل المعلومات وتوفير الوقت والجهد والموارد البشرية والعينيّة. ويخدم «نور» ما يزيد على 5.5 مليون طالب، ونصف مليون معلم ومعلمة يعملون في قرابة 23 ألف مدرسة حكوميّة وأهليّة في المملكة.
ويقدّم نظام «نور» قرابة 2700 خدمة إلكترونيّة للمعلّمين والطلاب والإداريين ومديري المدارس والجهات الرقابية وأولياء الأمور. ومن أبرز وظائف النظام قدرته على أتمته عملية إدخال درجات الطلبة وحفظها، وتسهيل تدقيقها ومراجعتها، إضافة إلى إرسالها للإدارات وأولياء الأمور. ويستطيع النظام أيضاً رصد غياب الطلاب وتأخّرهم في الحضور صباحاً إلى المدرسة، وإعداد تقارير عن ذلك. ويتيح للطلبة وأولياء الأمور التعرّف إلى الجدول الدراسي ومتابعة الواجبات والاختبارات والتحصيل الدراسي، وتلقي ملاحظات المدرسة وإشعاراتها. وكذلك يتعامل مع مشاكل الانتقال من مدرسة إلى أخرى، ويوفّر التواصل المباشر مع المدرسة والمعلمين، إضافة إلى خدمة طلب الاشتراك في الحافلات المدرسيّة.
وتطبّق الوزارة مجموعة من الإجراءات لحماية النظام من الاختراق، وتأمين قواعد بيانات الطلبة ضد السرقة والفقدان والتلف. كذلك أنشأت مركزاً لمواجهة الكوارث وحالات الطوارئ. وبصورة مؤتمتة، يعمل النظام على الاحتفاظ بنسخ احتياطيّة من البيانات، مع مراعاة تحديثها بصورة مستمرة.
إضافة إلى ذلك، وضعت الوزارة برنامجاً لتدريب ما يزيد على 11 ألف موظف يتوزّعون على 4802 مدرسة. وهناك طاقم مختص يقدّم دعماً فنيّاً متواصلاً لذلك النظام. وأنشأت الوزراة أيضاً منتدى إلكترونياً للنظام بهدف تسهيل تبادل الخبرات والمعلومات بين جمهور المستخدمين. ويتكوّن المنتدى من 39 صفحة إلكترونيّة، ووصل عدد المداخلات والأسئلة على بعض الموضوعات إلى ما يزيد على 10 آلاف مداخلة.
تحديات متنوّعة
حقّق نظام «نور» الرقمي وفراً كبيراً في الوقت والجهد والموارد الماديّة والبشريّة والماليّة. وتحديداً، نجح النظام في تقليص دورة إدخال البيانات ونسخها وإرسالها إلى المستفيدين بأنواعهم كافة. ومثلاً، بات سهلاً إرسال الدرجات وتقارير الغياب إلى أولياء الأمور بصورة فوريّة، ولم يعد الأمر يستلزم أياماً كما كانت الحال أيام البريد الورق. كما أمّن النظام وفراً كبيراً في الموارد البشرية. فمثلاً، انخفض عدد المدققين من 25 ألف مدقّق إلى ألفي مدقّق، بفضل نظام «نور». وفي تطوّر مشابِه، استغنت المدارس عن خدمات هيئة البريد السعودي في توصيل تقارير الغياب للطلبة، إضافة إلى أنها باتت توفر أطناناً من الورق والوقود اللذين كانا يستهلكان في حفظ بيانات الطلاب وايصال معاملات الطلاب إلى ذويهم.
ويذكر أن نظام «نور» نال جائزة أفضل نظام تعليمي في «القمة العالمية لمجتمع المعلومات- 2012».
وعلى رغم الفوائد الجمّة لنظام نور وفاعلية الخدمات التي يقدمها، فإنه يحتمل إدخال مزيد من التطوير والتحديث عليه. إذ يتميّز النظام بالمركزيّة، ما يجعله يواجه أحمالاً زائدة عند رصد الدرجات بعد الامتحانات العامة، وعند تسجيل الغياب والتأخّر في الصباح يوميّاً في المدارس. ولذا، ثمة من يقترح أن يكون هناك خادم إلكتروني («سيرفر» Server) لكل إدارة تعليميّة، مع برنامج رقمي للتكامل بين تلك الخوادم التي ستتوزّع على المدارس.
ومن المستطاع أيضاً إدخال الغياب والدرجات والتأخّر الصباحي بطريقة المجموعات، بدل تسجيل البيانات الفرديّة. وهناك مدارس لم تصل إليها الانترنت، ما يبرز إمكان تسجيل بيانات الطلبة على وسائط إلكترونيّة وحملها إلى أقسام خاصة بالمديريات التعليميّة التي تملك خطوطاً للاتصال مع الانترنت. وليس من الصعب أيضاً توسيع دائرة التدريب على نظام «نور» ليشمل الطلبة وأولياء الأمور، فيما يجرى التركيز حاضراً على المعلمين والإداريّين والتقنيّين.
[sociallocker] صدى الشام[/sociallocker]