أحياء حلب المحاصرة على أبواب كارثة غير مسبوقة.. يتساقط عليها يومياً ما لا يقل عن ألف صاروخ وقذيفة

27 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2016

1

براء الحسن – حلب – خاص السورية نت 

تعيش الأحياء المحاصرة في مدينة حلب في أسوأ أيامها، مع ازدياد وتيرة القصف عليها بشكل مكثف من قبل قوات نظام بشار الأسد والميليشيات الموالية لها، فضلا عن مشاركة سلاح الجو الروسي.

ويتزامن هذا مع ضغط عسكريّ على كافة الجبهات، حيث تحاول هذه القوات التقدم تحت هذا الغطاء المكثف مستخدمة عشرات الراجمات والمدافع التي لا تهدأ في ترويع من بقي حياً.

وأمس السبت استشهد 46 شخصًا وأصيب 325 آخرين بجروح، جراء غارات جوية شنتها مقاتلات للنظام وروسيا، على مناطق سيطرة المعارضة في حلب.

“كأنه يوم القيامة”

“وائل” وهو أحد أبناء حي السكّري المحاصر، يقول لـ”السورية نت” واصفاً حال الأحياء المحاصرة: “الوضع فيها أكثر من كارثيّ من كافة النواحي، فصمود أبناء المدينة كان كبيراً خلال الأشهر الماضية في كافة جبهات المدينة، بدءأ من الملاح مروراً بالراموسة والشيخ سعيد، ناهيك عن جبهات الجنوبية والشرقية كـ: عزيزة، وكرم الطراب والإنذارات وغيرها، ولكن السياسة التي اتبعتها قوات الأسد من خلال استنزاف يومي لكافة الجبهات جعلها تتمكن من التقدم على عدة محاور مهمة”.

ويضيف ابن الحيّ الذي يعدّ من بين أكثر الأحياء رمزية للثورة السورية: “يومياً يتساقط على المناطق المحاصرة ما لايقلّ عن ألف صاروخ  وقذيفة في ظل انعدام أي شكل من أشكال الحياة فالوضع بات عندنا كيوم القيامة لهول ما نراه يومياً، فعشرات الجثث والجرحى لا يزالون تحت الأنقاض في ظل عدم قدرة من تبقى من فرق الدفاع المدني على العمل”.

ويذكر “وائل” بأنّ خطة قوات الأسد الممنهجة في التدمير تقوم تدمير المشافي من خلال إخراج المشافي الثمانية المتواجدة في الأحياء المحاصرة عن الخدمة، وكذلك استهداف منظومات الإسعاف وفرق الدفاع المدنيّ وسياراتهم ومراكزهم، ما تسبب بتوقف عملهم.

وتزداد الكارثة الإنسانية مع استهداف الأحياء السكنية بقصف جوي ومدفعي وصاروخي مكثف على الأحياء السكنية؛ وفي “حيّ السكريّ” يوجد تحت ركام منازله الكثير من الشهداء والجرحى في ظل عدم وجود أية قدرة على إخراجهم بسبب غياب المعدّات اللازمة.

تقسيم الأحياء المحاصرة

ومن جانبه يذكر “فاروق أبو بكر” القائد العسكري داخل الأحياء المحاصرة في حلب لـ”السورية نت”، بأنّ قوات الأسد تسعى لتقسيم الأحياء المحاصرة إلى منطقتين: غربية وشرقية، حيث تتألف المنطقة الشرقية من أحياء بعيدين والصاخور والحيدرية وبستان الباشا، في حين تتألف المنطقة الغربية من أحياء المشهد والسكري وبستان القصر والفردوس والصالحين، وهو ماظهر جلياً من خلال تقدمه من محور حيّ مساكن هنانو.

ويرى القائد العسكريّ بأنّ تكثيف القصف على الأحياء المحاصرة يتزامن مع هجمات يومية مكثفة على جبهات المدينة المختلفة وهو ما تسبب في حالة استنزاف كبيرة للمقاتلين في ظل عدم وجود أية منافذ أو نقاط اتصال بين الأحياء المحاصرة والريف الخارج عن سيطرة النظام سواء من خلال الأنفاق أو غيرها، ولم يخفٍ تقدم قوات نظام الأسد على محور مساكن هنانو وبعض المحاور الأخرى قائلاً: “المقاتلون المرابطون حالياً على الجبهات بايعوا على الموت للدفاع عن المدينة وأهلها، فما يحدث من قصف لاتثبت أمامه جبال، وخيارنا الوحيد هو الدفاع عن أهلنا”.

ويؤكد “أبو بكر” بأنّ أبرز الفصائل المقاتلة داخل المدينة حالياً هي “حركة أحرار الشام الإسلامية، والجبهة الشامية، وجبهة فتح الشام”، حيث تعمد قوات الأسد إلى سياسة الاستنزاف من خلال التقدم على محاور معينة لتوسيع نقاط الرباط على الثوار أكثر، حيث تكثف قوات الأسد محاولاتها حالياً للتقدم على محاور: أرض الحمرا وجبل الحيدرية وعزيزة، وسط استمرار الثوار بالتصدي لهذه الحملات ويكبدون قوات الأسد خسائر يومية.

ويرى أحمد أحد المحاصرين داخل المدينة والذي فضل عدم ذكر لقبه بأنّ الوضع الحاليّ يستوجب “إيجاد حل سريع من خلال اتفاق لوقف إطلاق النار، كي نعرف ما حل بعائلاتنا، فالكثيرون لا يملكون معلومات عن أبنائهم أو عوائلهم بسبب الضغط الكثيف سواء من خلال محاولات تقدم قوات الأسد على الجبهات أو من خلال القصف”.

وكانت الفصائل الثورية تمكنت من فك الحصار الأول عن مدينة حلب للمرة الأولى قبل أن تعيد قوات الأسد حصارها عقب أقلّ من شهر على فكه، كما حاولت قبل شهر من الآن فك الحصار من الجهة الغربية ولكنها لم تنجح في ذلك.

ويشار إلى أن قوات النظام تحاصر المناطق التي تسيطر عليها المعارضة شرقي المدينة منذ 4 سبتمبر/ أيلول الماضي، وحولت هجماتها بالتعاون مع موسكو، المشافي والمدارس في المنطقة إلى وضع خارج عن الاستخدام.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]