‘نوفل الدواليبي: بيان رقم 5 حول جرائم الروس’
28 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2016
نوفل الدواليبي: بيان رقم 5
أيها الشعب السوري العظيم بعد كل تضحياتكم العظيمة مقابل إجرام الأسد وروسيا وإيران….وهم الذين قتلوا أهلنا من أطفالنا ونساءنا وشبابنا وهجروا شعبنا داخليا وخارجيا وهدموا معظم المدن والقرى واستعملوا أبشع الأسلحة على شعبنا الأعزل…فقتلوا أهلنا في مستشفياتنا واسواقنا ومدارسنا وبيوتنا وحرقوا اراضينا بجرائم لم نكن نتصور انها ممكنة في هذا العصر وهذا أمام الإعلام العالمي ومنه المباشر أو المسجل……يؤسفنا أمام كل هذا ، أن بعض الفصائل التي تدعي الثورة أو بعض الشخصيات التي تدعي أنها ثورية هي مستعدة للتفاوض مع الدول التي هي أعدائنا من الروس أو الإيرانيين أو النظام الميليشاوي المجرم تحت شعار البراجماتية السياسية…وهذا يعني أننا سنقبل بأن قاتلينا لهم الحق الدفاع عن مصالحهم والبقاء على الارض السورية بينما مكانهم أمام محكمة الجنايات الدولية….وهنا نحذر أن من يقبل هكذا تفاوض فيكون باع دماء كل شهدائنا وقبل بالعودة إلى الذل والإهانة وإلى سجن لن نخرج منه ،وإلى إجراءات انتقامية من كل من هو وطني وحر…..لأن الروس لا يعرفون الديمقراطية ولا الإيرانيين…..ولا كثير من الدول التي تدعي صداقتنا والتي لا تريد الحرية والسيادة للشعب السوري….وهنا نقول :
1-ما هو أخطر من ذلك هو السماح للروس اغتصاب كامل لشعب لاينتمي إليهم واغتصاب أرض ليست أرضهم والسماح لهم بوجودهم العسكري في منطقة الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط….مما سيخلق في النهاية تحديا للمعسكر الغربي في الخلاف التقليدي ما بين المعسكر الشرقي والغربي…وبسبب تساهل الولايات المتحدة في معالجة هذا الموضوع منذ بدايته بنية سيئة طبعا، وهي القضاء على الثورة السورية التي لا تتناسب مع سياساتهم الدولية في عدم السماح بظهور قوة عربية ديمقراطية أن كانت عربية أو مسلمة ضمانا لمصالحهم الاستراتيجية ومصالح إسرائيل…وبهذا أصبحنا في وضع أن الروس تمادوا تماديا خطيرا لن يأتي في المستقبل إلا بخلاف شرقي غربي في مصالحهم الاستراتيجية والاقتصادية والجيوسياسية…وهنا سيمكن خطر أكبر ربما تؤدي إلى حرب عالمية لا تحمد عقباها.
2-أما من الناحية الإيرانية في اي حل مستقبلي ببقاء النفوذ الإيراني المخرب في المحيط العربي والإسلامي يعني امتداد النزاعات المستقبلية وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط بنتائج أيضا مأساوية ستؤدي إلى اشتداد النزاع الطائفي والمذهبي والعرقي في المنطقة وازدياد العنف والإرهاب بشكل لا تحمد عقباها.
3-أما بالنسبة للوضع التركي بحيث ان أردوغان لا يبحث إلا عن مصلحته في الحكم …واخطاءه الجسيمة جعلته يبتعد عن محيطه الأوروبي..وقصر نظره في الثورة السورية الذي جعله آملا أن ينجح حزب الإخوان للوصول إلى الحكم ومنه توسيع نفوذه السياسي في المنطقة، مما ادخل الفتنة في الثورة السورية وظهور جهات دينية متطرفة ،فادخل بلاده في صراعات دخلت إلى العمق التركي غصبا عنه….فلجأ بالنهاية إلى التصالح مع الروس ومحاولة جر سورية الى حل سياسي بواقع عسكري على الارض بحيث أن يحافظ أصدقاءه الجدد( الروس) على مصالحهم الاستراتيجية وهذا نكاية بأوروبا التي لم تقبله في الاتحاد الأوروبي ونكاية بالسياسة الأميركية الداعمة للجهات الكردية المتطرفة.
فلذلك احذر مما يجري الآن من مفاوضات تجريها تركيا مع روسيا والتي اشتركت بها عدد من الفصائل التي تدعي أنها ثورية من حلب…لأن هكذا مفاوضات ستكون مأساوية على سورية والمنطقة والسلم العالمي لما ذكرته من أسباب اعلاه. 4- وهنا أعود بضميري الحي لانادي الشعب السوري للعودة إلى ضباطهم وثوارهم الأحرار الوطنيين لإنقاذ سورية والمنطقة والسلم الإقليمي والدولي…وإسقاط كل من يحاولون بيع الوطن بقصر نظر وللحفاظ على مصالحهم الضيقة والتي هي فوق مصلحة الشعب وفوق مصلحة الوطن…وحدتنا العسكرية الحرة أصبحت ضرورة بقيادة سياسية وطنية نزيهة ….إنني أضع هذا الواقع أمام أعينكم…والقرار بيدنا أن أردنا…والا المصائب ستنصب علينا بشكا أفظع وافظع…لقد ضحينا بالكثير وسنستمر بتضحياتنا لمستقبل أولادنا وأحفادهم…والا مستقبلهم لن يكون إلا الذل والاهانة…عوضا عن الحرية والكرامة والسيادة….هذا موقف تاريخي استثنائي يجب أن نواجهه بكل إخلاص وضمير حي لنخلص لديننا ووطننا والسلم الإقليمي والدولي…..والتاريخ سيكون شاهدا علينا…ان اسقطنا كل هذه المخططات في سورية فستسقط في كل المنطقة…ولله عاقبة الأمور.
[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]