الكرملين غير متفائل باتفاق حول حلب وينتظر إدارة ترامب


الشرق الأوسط

يقدر الكرملين ضخامة الجهود التي يبذلها وزير الخارجية الأميركي جون كيري بهدف التوصل لاتفاق مع روسيا حول الحصار الذي يفرضه النظام السوري على مدينة حلب، إلا أن روسيا ليست متفائلة بشأن تلك الجهود، وتنتظر وصول إدارة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

هذه هي الخطوط العريضة للموقف الروسي من معلومات نشرتها صحيفة «وول ستريت جورنال»، نقلًا عن مصدر من وزارة الخارجية الأميركية، قال إن الوزير كيري ما زال عازًما على التوصل إلى قرار مشترك مع روسيا بشأن الوضع في مدينة حلب، لافتًا إلى أنه لم يعد هناك كثير من الوقت أمام كيري لإنجاز تلك المهمة التي لا يشكل حجم الأزمة الإنسانية في حلب دافًعا وحيًدا يحركه لتنفيذها، بل هناك الخشية من أن يتوصل الرئيس الأميركي الجديد إلى اتفاق آخر مع موسكو حول الشأن السوري يبقي المعارضة السورية دون دعم، ويضع واشنطن في صف واحد إلى جانب الديكتاتور بشار الأسد، وفق ما تقول الصحيفة الأميركية.

وكان يوري أوشاكوف، معاون الرئيس الروسي، قد علق في حديث لوكالة «تاس»، أمس، على ما جاء في الصحيفة الأميركية. وقال (في ما يبدو أنها مجاملة للوزير كيري الذي سينتهي عمله قريًبا)، إن الجهود التي يبذلها وزير الخارجية الأميركي «يمكن وصفها بأنها غير معقولة»، بمعنى أنه لم يكن هناك أبًدا هذا القدر من الاتصالات الهاتفية بين وزيري الخارجية الروسي والأميركي والتي بحثا خلالها موضوًعا واحًدا، هو الأزمة السورية». إلا أن روسيا ليست على عجل من أمرها بالتوصل لاتفاق جديد حول سوريا مع الإدارة الأميركية الحالية، إذ عجز معاون الرئيس الروسي عن تحديد ما إذا كانت جهود كيري ستكلل بالنجاح أم لا خلال الفترة القصيرة المتبقية لإدارة أوباما، مكتفًيا بالقول إنه «من الصعب توقع النتيجة»، مشيًرا في الوقت ذاته إلى أن روسيا تنتظر دخول الإدارة الأميركية الجديدة إلى البيت الأبيض لتفهم مع من تبدأ الحوار. ويبدو أن روسيا ما زالت تأمل بالتوصل إلى تفاهم مع إدارة ترامب بشأن الاقتراح الروسي القديم حول تشكيل تحالف ضد الإرهاب، وقد ألمح أوشاكوف بصورة غير مباشرة إلى ذلك حين اعتبر أن «نتائج الحرب ضد المسلحين في الشرق الأوسط لن تؤثر في الوضع في دول المنطقة فحسب، بل على العالم ككل، معرًبا عن قناعته بأن «الأمن العالمي رهن بقدر المجتمع الدولي على العمل مًعا (ضد الإرهاب)».

في غضون ذلك، وفي شأن متصل بالوضع الإنساني في الأجزاء الشرقية من مدينة حلب التي يشن النظام والميليشيات الطائفية الداعمة له هجمة واسعة عليها، قال فرانك كلينتسيفيتش، نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع في المجلس الفيدرالي في تصريحات صحافية، أمس، إن روسيا لا تمانع في إيصال مساعدات إنسانية إلى شرق حلب بشرط أن تصل إلى المدنيين وليس إلى المسلحين. واتهم البرلماني الروسي الولايات المتحدة ولاعبين آخرين بأنهم يستغلون الأزمة الإنسانية،» ويسعون عبر ذلك إلى إطعام وتسليح الإرهابيين»، ولهذا يشترط كلينتسيفيتش أن تخضع قوافل المساعدات الإنسانية لتفتيش دقيق من جانب روسيا وقوات النظام السوري قبل السماح بدخولها مناطق شرق حلب، دون أن ينسى العودة إلى موضوع خروج المدنيين من هناك، إذ يرى فيه خيًارا أفضل من إدخال المساعدات لهم.

وفي وقت سابق كان المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية قد أكد أن روسيا تدعم إيصال المساعدات الإنسانية إلى شرق المدينة، مبرًرا المماطلة من جانب موسكو في هذا الشأن بعدم توفر معلومات موثوقة لدى الجانب الروسي حول موافقة فصائل المعارضة على دخول تلك المساعدات. وعلى الرغم من أن يان إيغلاند، معاون دي ميستورا، كان قد أكد، قبل بدء الحملة الجديدة ضد شرق حلب، أنه حصل من مجموعات المعارضة المسلحة هناك على موافقة خطية بشأن خطة المساعدات الإنسانية الأممية وموافقة شفهية بشأن الخطة الإنسانية الروسية، إلا أن الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية قال إن كل ما هو متوفر مجرد «كلمات يان إيغلاند».




المصدر