دونالد ترامب الابن يجري محادثات حول سورية مع أنصار روس


أحمد عيشة

الكشف عن اجتماعات باريس في تشرين الأول/ أكتوبر قد يزيد من التركيز على رغبة الرئيس المنتخب في التعاون مع الكرملين

00

دونالد ترامب الابن، يجري محادثات في باريس الشهر الماضي مع شخصيات تدعم مشاركة روسيا في الجهد المبذول لإنهاء الحرب السورية. صورة: مات يورك/ اسوشيتد برس

الابن البكر دونالد ترامب، الذي يظهر كمبعوثٍ محتملٍ للرئيس المنتخب، أجرى مناقشات خاصة مع الدبلوماسيين ورجال الأعمال والسياسيين في باريس الشهر الماضي، والتي ركزت في جزءٍ منها على إيجاد وسيلة للتعاون مع روسيا لإنهاء الحرب في سورية، وفقًا للأشخاص الذين شاركوا في الاجتماعات.

حضر ثلاثون شخصًا، بينهم دونالد ترامب الابن، في 11 تشرين الأول/ أكتوبر في فندق ريتز في باريس، والذي استضافته مؤسسةٌ بحثية فرنسية، حيث عمل مؤسس مركز الأبحاث، السيد فابيان باوسارت، وزوجته رندة قسيس، بشكلٍ وثيق مع روسيا في محاولةٍ لإنهاء الصراع.

السيدة قسيس، التي ولدت في سورية، هي زعيمةٌ لمجموعة سورية يدعمها الكرملين، والجماعة تريد انتقالًا سياسيًا في سورية -ولكن بالتعاون مع الرئيس بشار الأسد، حليف موسكو الوثيق.

الكشف عن لقاء بين السيد ترامب الصغير والشخصيات الموالية لروسيا -حتى من دون  مسؤولين روس حكوميين- يطرح أسئلةً جديدة حول الاتصالات بين الرئيس المنتخب وعائلته والقوى الأجنبية، ومن المرجح أن تزيد من التركيز على رغبة السيد ترامب الأب المعلنة في التعاون مع الكرملين حالما يشغل منصبه.

01

رندة قسيس في آذار/ مارس، في مؤتمر صحفي في عقب جولة من محادثات السلام السورية في جنيف. صورة: فابريس كوفرين / وكالة الصحافة الفرنسية / صور غيتي

قالت السيدة قسيس في مقابلةٍ، إنها ضغطت على السيد ترامب الابن خلال الاجتماع على أهمية التعاون مع الروس في الشرق الأوسط.

“علينا أن نكون واقعيين، من هم الموجودن على الأرض في سورية؟ ليست الولايات المتحدة، ولا فرنسا، قالت السيدة قسيس من موسكو، وأضافت “من دون روسيا، لا يمكننا أن نصل إلى أيّ حلٍ في سورية.”

وعن نجل الرئيس المنتخب، قالت: “أعتقد إنه عمليٌّ جدًا ومرن.”

وفي وقت لاحق، نشرت السيدة قسيس تعليقات على صفحتها في الفيسبوك عن الاجتماع:

حصلت المعارضة السورية على أملٍ في أنَّ العملية السياسية ستتحرك إلى الأمام، وستتوصل كلٍ من روسيا والولايات المتحدة إلى اتفاقٍ حول قضية الأزمة السورية، بسبب فوز ترامب. هذا الأمل والإيمان هما نتيجة لقائي الشخصي مع دونالد ترامب الابن في باريس في تشرين الأول/ أكتوبر … نجحتُ في أن أنقل إلى ترامب، من خلال المحادثات مع ابنه، فكرة كيف يمكن أن نتعاون معًا للوصول إلى اتفاقٍ بين روسيا والولايات المتحدة حول سورية.”

وأكدت كيليان كونواي، أحد كبار مستشاري الرئيس المنتخب، حضور السيد ترامب الابن هذا الاجتماع في باريس. لكنها قللت من أهمية اتصاله المباشر مع السيدة قسيس.

وقالت “كان السيد دون يحضر اجتماع طاولةٍ مستديرة في باريس، وكانت موجودة في هذه المحادثات ضمن حفل عشاءٍ ضم ثلاثين شخصًا”، كما قالت في رسالة إلكترونية. “ميّز هذا الحدث وجود عددٍ من قادة الرأي المهتمين بانتخابات الولايات المتحدة، من جميع أنحاء العالم.”

لقد استضاف مركز أبحاث السيد باوسارت، وهو مركز للشؤون السياسية والخارجية، عددًا من المسؤولين الحكوميين الحاليين والسابقين وقادة المنظمات المتعددة الأطراف، وفقًا لموقعه على شبكة الانترنت.

وقد حضر هذه الاجتماعات الرئيس التركي السابق، عبد الله جول، والأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان، وجيمس روبين، المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية الذي أشرف على حملة الانتخابات الرئاسية لـ هيلاري كلينتون.

لقد أكد السيد ترامب الأب، مرارًا على رغبته في العمل بشكل وثيق مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في سورية والتنسيق معه في مكافحة جماعة الدولة الإسلامية الإرهابية، وظهر موقفه حول روسيا باعتباره قضية حملة، كما دعته السيدة كلينتون: الجمهوري “دمية” السيد بوتين، بينما نفى السيد ترامب الأب هذا الاتهام.

وقالت إدارة أوباما إنها تعتقد أنَّ الحكومة الروسية اخترقت البريد الإلكتروني لحملة كلينتون، واللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، في محاولةٍ لمساعدة السيد ترامب الأب، وهو اتهامٌ نفته موسكو، وعلى الرغم من تقييم المخابرات الأمريكية الرسمي باتهام الروس، زعم السيد ترامب أن الولايات المتحدة لم تكن تعرف من هم القراصنة.

ولقد نفت المتحدثة باسم السيد ترامب، هوب هيكس ادعاء مسؤولٍ روسي، أنه كان هناك اتصالٌ بين الحملة والحكومة الروسية.

أنهت إدارة أوباما المحادثات مع روسيا بشأن سورية في الشهر الماضي بسبب حملة القصف التي تدعمها روسيا على حلب، المدينة الأكبر في البلاد.

السيد ترامب الابن، نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة ترامب، كان مسؤولًا كبيرًا في حملة والده، ويقول مسؤولو الانتقال، أنه لن يكون لأيٍّ من أولاد ترامب مواقع رسمية في الإدارة الجديدة، ولكن لم يستبعدوا أدوارًا رسمية لهم.

وقد حضرت إيفانكا ترامب اجتماعات والدها، والمكالمات الهاتفية مع عددٍ من قادة العالم منذ انتخابه، بما في ذلك مكالمة مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي.

لقد انتقد السيد ترامب الأب إدارة أوباما بالسعي لإسقاط الأسد، معتبرًا أنَّ من شأن ذلك أن يعزز الدولة الإسلامية وغيرها من الجماعات الإرهابية أكثر، وقال الرئيس المنتخب إن التحالف مع روسيا، التي نشرت قواتها الجوية لدعم الأسد، هو أفضلُ خيارٍ للحدّ من التهديد الإرهابي المنطلق من ذلك البلد في الشرق الأوسط.

قال ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسية، في الأسبوع الماضي، أنَّ موسكو ما زالت تمد يدها إلى فريق السيد ترامب الأكبر لمناقشة الوضع في سورية، وفقا لوكالة الأنباء الروسية انترفاكس.

02

يحاول المتمردون السوريون كسر الحصار الذي تفرضه الحكومة على حلب. صورة: عبد الرحمن اسماعيل / رويترز

وقالت السيدة قسيس في مقابلةٍ، إنها ناقشت في اجتماع تشرين الأول/ أكتوبر مع السيد ترامب الابن، أهمية دعم حكومةٍ علمانية في دمشق، وردّدت حجة يتبناها كل من نظام الأسد والحكومة الروسية، قائلةً: إنَّ المعارضة المسلحة السورية -حتى التي تحظى بتأييد الولايات المتحدة- هم إسلاميون متشدِّدون.

وقالت السيدة قسيس، إنها ناقشت لقاءها مع دونالد ترامب الابن مع كبار المسؤولين الروس، بمن فيهم السيد بوغدانوف، بينما رفضت وزارة الخارجية الروسية أن تقدم أي تعليق.

ذكرت وكالة انترفاكس أنَّ لقاءً بين السيدة قسيس والسيد بوغدانوف تمَّ يوم 8 تشرين الثاني/ نوفمبر، ولكن التقرير لم يذكر السيد ترامب الابن.

“لقد لعبت رندة قسيس دورًا رئيسيًّا في المساعي الروسية للجمع بين عناصر نظام الأسد وأعضاء من المعارضة المقبولة لدى موسكو،” قال أندرو تابلر من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، الذي كان من منتقدي سياسة أوباما تجاه سورية، وقد كان يتحدث السيد تابلر بانتظام مع المسؤولين الروس حول النزاع. “لقد كانت هذه المساعي أساسيةً لخطة موسكو في جعل الأسد أساسًا لعملية الانتقال في سورية.”

قال الرئيس الأسد في مقابلةً مع التلفزيون البرتغالي في الأسبوع الماضي، إنَّ السيد ترامب الأب هو “حليفٌ طبيعي” محتمل في معركة النظام في دمشق ضد جيوش المتمردين.

اسم المقالة الأصليDonald Trump Jr. Held Talks on Syria With Russia Supporters
الكاتبجاي سولومون، Jay Solomon
مكان النشر وتاريخهThe Wall Street Journal، 23/11
رابط المقالةhttp://www.wsj.com/articles/donald-trump-jr-held-talks-on-syria-with-russia-supporters-1479920753
المترجمأحمد عيشة



المصدر