محاولة السيطرة على قندوز تكلّف إيران 50 من نخبتها

29 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2016

حافظ قرقوط

ذكر المركز الإعلامي لـ “جبهة الأحواز الديموقراطية”، أن 50 عنصرًا من القوات الخاصة الإيرانية (الكوماندوز)، لقوا مصرعهم في أثناء معارك جرت مع قوات ما يسمى “المقاومة الكردية” التابعة لـ “الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني”.

وذكر تقرير للمركز، وصلت (جيرون) نسخة منه، أن وكالة أنباء إيلينا الإيرانية -وهي وكالة شبه رسمية- أفادت بأن القتلى يتبعون لـ “الحرس الثوري الإيراني”، ونقلت الوكالة عن الناطق باسم “الحرس الثوري الإيراني”، رمضان شريف، تأكيده معارك دارت في جبال قندوز، الواقعة بين “كردستان إيران”، والحدود العراقية، أسفرت عن مقتل العشرات من “الحرس الثوري الإيراني”.

وأوضح شريف أن سبب المعارك بين الطرفين، يعود إلى محاولة القوات الإيرانية استرجاع جبل قندوز من يد “المقاومة الكردية”. وبحسب “جبهة الأحواز الديموقراطية”، استطاع عناصر “المقاومة الكردية”، “تحرير” مرتفعات قندوز ذات “الموقع الاستراتيجي من القوات الإيرانية”، وعند مهاجمة الأخيرة لمواقع الأكراد في محاولة لاستردادها، “تمت إبادة القوة المهاجمة بالكامل”، وأضافت (الجبهة) أن هذه الضربة الموجعة لـ “الحرس الثوري الإيراني”، “تُعدّ أكبر ضربة يتلقاها النظام الإيراني من مقاومة الشعوب غير الفارسية، كالعرب الأحوازيين، الكرد، البلوش، والآذريين”.

ويطالب الإيرانيون من غير الفرس، النظام الإيراني بعدم تمييز الفرس عنهم بالمعاملة، ويسعون لنيل حقوقهم بالتمثيل والوظائف والموارد والعمل السياسي.

يشار إلى أن “المركز العربي الأوروبي لحقوق الإنسان والقانون” الدولي)، كان قد أوضح أن النظام الإيراني اعترف رسميًا في تموز/ يوليو الماضي، “بتنفيذ 246 إعدامًا”، بحق المعارضين في عام 2015 وحده، وهنالك تقارير تشير إلى صدور 448 حكمًا بالإعدام في تلك الفترة، وكانت منظمات حقوقية دولية، قد قدمت طلبًا إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، تطالب فيه المنظمة الدولية بالتدخل “العاجل لوقف تنفيذ أحكام إعدام جائرة، يتم تطبيقها بإيران بحق المواطنين”، حيث تستخدمها “إيران بحق المعارضين السياسيين منذ عقود، وبلا أي رادع قانوني، وتُرتكب على أسس دينية أو عرقية أو سياسية”.

تنفّذ السلطات الإيرانية أحكام إعدام وملاحقات باستمرار بحق المواطنين العرب في الأحواز، نادرًا ما يتم تسليط الضوء عليها؛ بسبب التعتيم المقصود، والقبضة الحديدية للأجهزة الأمنية والحرس الثوري.

وسقط، العام الماضي، نحو 70 شخصًا بين قتيل وجريح في مظاهرات كردية، ندّدت بممارسات السلطات الإيرانية، عمّت مدينة مهاباد التي لها مكانة رمزية عند الأكراد.

إلى ذلك أدانت لجنة تابعة للأمم المتحدة في 16 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، وذكرت وكالات الأنباء أن هذه الإدانة جاءت على خلفية استمرار السلطات الإيرانية، بتنفيذ أحكام الإعدام ضمن “سياسة التمييز” التي تمارسها بحق النساء والأقليّات، وسيُرفع قرار اللجنة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، للتصويت عليه في كانون الأول/ ديسمبر المقبل.

في سياق آخر، قال محمد علي شهيدي محلاتي، رئيس مؤسسة “قدامى المحاربين الإيرانيين”، إن نحو 1000 مقاتل إيراني قد قُتلوا، في أثناء مشاركتهم بالقتال في سورية، ونقلت وكالات الأنباء أن محلاتي أوضح في خطاب له أمام أعضاء ميليشيات (الباسيج)، قوله: “عدد (شهداء) بلادنا في سورية تجاوز الألف”، يُذكر أن وسائل إعلام سورية محليّة، ومنظمات حقوقية مختلفة، تورد إيرادًا دائمًا ضمن تقاريرها، أرقامًا لمرتزقة يُقتلون أو يقعون في الأسر، بعضهم يحمل الجنسية الإيرانيّة، وبعضهم مرتزقة من أفغانستان وباكستان والعراق ولبنان، ممن جندتهم إيران، ولكن إيران نادرًا ما تعترف أو توثق مقتل أو أسر المرتزقة من غير الإيرانيين. ولعل المعارك التي تجري في محافظة حلب، كافية لتوضح حجم التدخل الإيراني في سورية، وخسائرها الكبيرة من ضباط يحملون رتبًا عالية، كاللواء غلام رضا سمايي، واللواء ذاكر حسيني، وغيرهما ممن قُتلوا في المعارك الأخيرة، فيما تنقل وسائل إعلام عن مواقع فارسية، أن قتلى قوات “الحرس الثوري الإيراني” في سورية، قد تجاوز 3000 قتيل، وعلى الرغم من النفي الرسمي الإيراني للمشاركة في القتال، إلا أن مطار دمشق الدولي، ومنذ عام 2011، أصبح على موعد شبه يومي مع نقل المرتزقة والمعدّات العسكرية الإيرانية، بذريعة الدفاع عن المراقد المقدسة.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]