اعتصام في صلخد وتوتر في سجن السويداء
30 نوفمبر، 2016
جيرون
نفذّ العشرات من أهالي مدينة صلخد، جنوبي السويداء، الثلاثاء، اعتصامًا، شارك فيه -أيضًا- عدد من أهالي بعض القرى والبلدات المحيطة بالمدينة، وذلك؛ احتجاجًا على الأوضاع الاقتصادية والمعاشية السيئة، وعلى سوء الخدمات العامة، فقد دعا ناشطون من المحافظة لتنفيذ هذا الاعتصام، من خلال حملة على وسائل التواصل الاجتماعي، ويأتي ذلك بعد الانقطاع الطويل والمتكرر للكهرباء، وعدم وجود وسائل تدفئة، ولا سيما أن المحافظة تنخفض فيها درجات الحرارة انخفاضًا كبيرًا في الشتاء، وبردها قارس؛ كونها منطقة جبلية، ويترافق هذا مع ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية.
وفي سياق آخر، تناقل ناشطون في محافظة السويداء، معلومات من داخل سجن السويداء المركزي، تفيد بنقل عدد من المعتقلين إلى دمشق، على خلفية محاكمات صورية، تجريها محكمة “الإرهاب”، التي أوكل إليها النظام محاكمة المعارضين له.
لم يُعرف العدد الدقيق لهؤلاء المعتقلين الذين نقلتهم الشرطة العسكرية، فيما ذكرت بعض المصادر أن عددهم 10 معتقلين.
وكانت دورية تابعة للشرطة العسكرية -بحسب بعض المصادر في المحافظة- دخلت سجن السويداء المركزي في 26 تشرين الثاني/ نوفمبر، بهدف “نقل متهمين إثنين إلى جهة مجهولة”، وأضاف المصدر أن المتهمَين “رفضا نقلهما من السجن، وأن أحدهما جرح نفسه بشفرة حلاقة؛ ما استدعى إسعافه داخل السجن”، وتدخّلت في إثر ذلك قيادة الشرطة بالمحافظة، حيث هدّدت بمعاقبة جميع المعتقلين بوصفهم ينفذون استعصاءً.
ليست المرة الأولى التي يشهد فيها سجن السويداء المركزي مصادمات مع الأمن والشرطة، فقد سبقه اعتصام المعتقلين في آب/ أغسطس الماضي، احتجاجًا على نقل عدد منهم إلى دمشق لتنفيذ أحكام إعدام بحقهم.
شهدت محافظة السويداء عدة اعتصامات هذا العام، نفذها ناشطون وطلاب مدارس، كذلك شهدت قبل اغتيال الشيخ وحيد البلعوس في أيلول/ سبتمبر 2015، اعتصامات أمام مبنى المحافظة، أدّت إلى تصادم محدود مع الأمن، ليأتي التصادم الأكبر بعد اغتيال البلعوس، حيث طرد المتظاهرون الحواجز الأمنية من المحافظة، وحطّموا تمثالًا كبيرًا لحافظ الأسد، واستلم عدد من شباب المحافظة عملية تنظيم الأمن الداخلي، ليعود النظام ويبسط سيطرته، رويدًا رويدًا، من خلال تحكمه بالخدمات العامة، فأصبحت أغلب الحواجز داخل -وفي محيط- المدينة، وهي تعود لميليشيات محلية تُدار من النظام، ومن بعض المرتزقة الذين الممولين من إيران.
إلى ذلك، ازدادت خلال الأشهر الماضية، عمليات الخطف، والخطف المضاد، بين محافظتي السويداء ودرعا، حيث يتهم ناشطون من المحافظة، تلك الحواجز التابعة للنظام بتغطية عمليات الخطف والتكسب من خلالها، وذلك بعد دفع الفدية التي أصبحت بملايين الليرات عن كل مختطف، فقد خطف مجهولون، في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، ثلاثة عمال من قسم الصيانة بمديرية الكهرباء، وذلك في أثناء قيامهم ببعض الإصلاحات جنوب غرب بلدة الدور، الواقعة إلى الغرب من المحافظة، وبدأ الخاطفون يطالبون بالفدية؛ لإخلاء سبيلهم، ليخطف بعض الأهالي عدة أشخاص من أهالي درعا المقيمين في السويداء، وعرض مبادلتهم عوضًا عن الفدية.
كذلك اختطف مسلحون مجهولون رجلين، مساء الأربعاء الماضي، على طريق دمشق – السويداء، وأيضًا خُطف شاب آخر قرب قرية أم الزيتون، شمالي السويداء، وقبل ذلك، منتصف شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، خطف -أيضًا- مجهولون غربي مدينة السويداء، مهندسًا وزوجته، وسائق سيارة أجرة من مدينة الكسوة.
هكذا تعيش المحافظة خلال الفترة الماضية على وقع أخبار الخطف والخطف المضاد ودفع الفدية، فقد أُطلق سائق سيارة إسعاف ومسعف، بعد اختطافهما منذ نحو أسبوعين على طريق دمشق – السويداء بعد دفع الفدية، كذلك أُفرج عن شاب آخر اختُطف لأكثر من شهر، وأيضًا بعد دفع مبلغ كبير من المال كفدية.
أصابع الاتهام في جميع عمليات الخطف توجّه من الناشطين إلى عناصر الأمن والجهات المرتبطة بها، حيث تُشير المعلومات المتقاطعة، إلى أن هذه العمليات تنفذها عصابات منفلتة، تعمل بين محافظتي درعا والسويداء، وعناصرها لهم سوابق جنائية، ويتبعون المحافظتين، إضافة إلى عدد من بدو المنطقة الذين يعرفون طرق التحرك بسهولة في الأراضي الوعرة، ولكون هذه العمليات تدر المال على المشتركين بها، فمن المرجح أنها ستستمر وتزداد أكثر وأكثر. كما أن النظام يحتاجها لإبقاء حالة التوتر قائمة بين الأهالي، ولزرع حالة الخوف والقلق ما بين المحافظتين الجارتين، وهو ما وجدته العصابات المرتبطة به فرصة لجني المال، فضلًا عن عمليات الابتزاز على الحواجز، وعمليات التهريب المستمرة.