‘النظام لموظفي الحسكة: الفاتورات مقابل الراتب’
30 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2016
جيرون
على الرغم من توليّ ما يسمى “الإدارة الذاتية” الكردية إدارة شؤون مناطق الجزيرة السورية بشكل شبه كامل، إلا أن النظام السوري، لا يزال يفرض قراراته عليها وتحديدًا في قطاعات التعليم والضرائب.
صدر أخيرًا تعميم من وزارة المالية، يطلب من كل الموظفين، الذين يتقاضون أجورهم الشهريَّة من النظام السوري جلب براءات ذمّة من فاتورات المياه والكهرباء؛ لقاء قبض المرتّب الشهري. يحدّد التعميم البدء بتسديد الفاتورات والحصول على براءات الذمّة، بدءًا من الشهر القادم.
تتراكم مستحقات فاتورات ماء وكهرباء على المشتركين في الحسكة، منذ نحو عامين، ما يُعدّ رافدًا ماليًا لخزينة النظام “العامة” التي تعاني تراجعًا حادًا في الإيرادات، بسبب خروج عددٍ كبير من دافعي الضرائب من دورة الجباية، إما بالنزوح او تهربًا من الضريبة.
القرار ليس الأوّل من نوعه، فقبل عام أصدرت “الحكومة السورية” قرارًا نصّ على ضرورة تقديم المتخلّف عن الالتحاق بخدمة التجنيد الإجباري التابعة لجيش النظام السوري – ممّن يعملون في مؤسسات الدولة في محافظة الحسكة- أوراق تأجيلهم أو الالتحاق بالخدمة في حال نفاد فرص التأجيل وإلّا سوف لن يتمّ صرف المرتّب الشهريّ المخصَّص، الأمر الذي دفع أغلب الشبّان إلى ترك وظائفهم الحكومية والعمل في مهن أخرى.
قرار آخر أصدره النظام وينصّ على منع قطع تذاكر الطيران للطلبة المسافرين من الحسكة إلى دمشق، إلّا بعد جلب ورقة براءة ذمّة من فاتورات المياه والكهرباء، ولكن سرعان ما تمّ إلغاء القرار بشكل غامض.
يذهب أغلب المتابعين إلى أن النظام السوري يستهدف من قرارات كهذه إفراغ المنطقة من خلال الضغط على المواطنين في لقمة العيش، فأغلبية المواطنين في الجزيرة السورية يعتاشون على المرتّب الشهري الذي يتقاضونه من مؤسسات النظام السوريّ، ولا عمل بديل آخر، فيما لم تعلّق حتّى الآن “الإدارة الذاتية” على القرارات الصادرة عن “الحكومة السوريَّة”.
عن هذه القرارات يقول مهند، سائق سيارة أجرة في مدينة القامشلي لـ (جيرون): ” القرارات الكثيرة، التي نحن نرزح تحت وطأتها، مُزعجة وثقيلة بالنسبة إلينا، فأنا كسائق تكسي أدفع غرامات لجهتين في الوقت نفسه!، إحداهما شرطة المرور التابعة للنظام السوري والأخرى لشرطة المرور التابعة لسلطات (الإدارة الذاتيَّة)”، ويضيف مهند: “الأوضاع حتّى الآن غير مفهومة، ونحنُ المواطنين -فحسب- من يدفع الغرامة، غرامة البقاء في الوطن”.
يُذكر أن لما يسمّى (الإدارة الذاتية) الكردية مؤسسات موازية لما عند النظام في مدينة الحسكة.
[sociallocker] [/sociallocker]