طبيب مُصاب: حصار حلب “حرب إبادة”


أحمد عيشة

قُتل تقريبا 150 مدنيًّا في الأسبوع الماضي، بحسب ما يقول المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينما يستمر قصف قوات الأسد.

00

يهرب السكان من الغارات الجوية على حلب. تصوير: وكالة الأناضول للأنباء / صور غيتي

ذكر ناشطون، أنه قُتل نحو 150 مدنيًّا، في أسبوعٍ من العنف الشديد في النصف الشرقي المحاصر من حلب، نتيجة استمرار أعمال العنف، للسيطرة على العاصمة الصناعية السابقة في سورية.

تغطي أرقام الضحايا الحديثة، شهرين من العنف غير المسبوق في أكبر المدن السورية. حيث قتل أكثر من 800 شخص، منذ أن أعلنت القوات الموالية لنظام بشار الأسد عن حملةٍ لسحق المعارضة في المناطق الشرقية التي يسيطر عليها المتمردون.

“هذه الحملة الشرسة هي حربُ إبادة” قال طبيب في شرقي حلب، والذي أصيب في وقتٍ سابقٍ من هذا الشهر في غارة جوية. “كلُّ شيءٍ مستهدف، سواء كان بشرا أو شجرًا أو صخرًا، حيث تتم إبادة كل شيء، وبالتواطؤ مع الأمم المتحدة. كلهم يسمعون ويشاهدون، لكنهم لن يستجيبوا، ولا يمكنهم أن يوقفوا آلة الحرب هذه”.

وأضاف: “ليس لنا إلا الله”.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو منظمةٌ مقرها المملكة المتحدة، يوم الثلاثاء، إنَّ 141 مدنيُّا قتلوا، بينهم 18 طفلًا، في الأسبوع الأخير من العنف.

تدخلت موسكو العام الماضي في الصراع لدعم نظام الأسد، ولقد توقع مراقبون أن يتجدد الهجوم على حلب، وسيبدأ مع وصول حاملة الطائرات التابعة لروسيا قبالة الساحل السوري، الذي أعلن عنها كثيرًا قبل أسبوع.

ولقد تحققت هذه المخاوف بعد أسبوعٍ واحدٍ من حملة التبجح، من خلال قصفٍ جوي متواصل، حيث قسَّم منازل المدنيين المحطمة، وأبقى المناطق الشرقية التي يسيطر عليها المتمردون من دون أي مستشفيات تُخدّم حوالي ربع مليون شخص، منهم نحو مئة ألف طفلٍ، ما زالوا يعيشون هناك، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة. لقد حوصرت المدينة منذ يوليو/ تموز.

“أنا عاجزٌ إلى حدٍ كبير” قال ستيفن أوبراين، منسق الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة، في مؤتمر صحفي بعد اجتماع مجلس الأمن يوم الإثنين، في إدانةٍ شديدة لشلل المجتمع الدولي. “عار علينا جميعا ألا نتصرف لوقف إبادة شرق حلب وشعبها والكثير مما تبقى من سورية أيضًا”.

وقال المرصد يوم الثلاثاء إن 834 مدنيًّا، من بينهم 176 طفلًا، قُتلوا خلال الشهرين الماضيين.

كان من الصعب الحصول على أرقام الضحايا خلال الأيام الثلاثة الماضية، لأنهم كانوا   يحصلون عليها عادة من المستشفيات المحلية، والتي أصبحت خارج الخدمة بسبب القصف.

لقد تم تقسيم حلب منذ عام 2012، غربيّها، تحت سيطرة الحكومة، وشرقيّها يسيطر عليه المتمردون. وقد ظهر مصيرها من فترةٍ طويلة كعلامةٍ على زخم الحرب السورية، حيث تأمل القوات الموالية للأسد أن تشكل ضربةً قاضية للتمرد، عن طريق الاستيلاء على المعقل المديني الكبير والأخير، الواقع تحت سيطرة المعارضة.

تضم القوات الموالية الآلاف من الميليشيات المدعومة من إيران، جنبًا إلى جنب مع فرقة من القوات الحكومية السورية، الذين حققوا حتى الآن توغلاتٍ محدودة في المناطق الشرقية التي يسيطر عليها المتمردون.

ستسبب تلك المعركة في سقوط العديد من الضحايا، فالقتال في المناطق المدينية المكثفة من شأنه أن يحوَّل الأحياء التي لا تزال قائمةً إلى خراب.

اسم المادة الأصليAleppo siege is ‘war of extermination’, says injured doctor
الكاتبكريم شاهين، Kareem Shaheen
مكان وتاريخ النشرالغارديان، The guardian

22-11-2016

رابط المقالةhttps://www.theguardian.com/world/2016/nov/22/aleppo-syria-siege-is-war-of-extermination-says-injured-doctor
المترجمأحمد عيشة



المصدر