هدنةٌ مستمرةٌ من جانبٍ واحدٍ … كيف تبدو جبهات القتال في درعا؟

30 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2016

7 minutes

مضر الزعبي: المصدر

لا تزال معظم الجبهات في محافظة درعا تشهد حالة من الجمود المستمر منذ نهاية شهر شباط/فبراير الماضي، عقب إعلان اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي لم يصمد طويلاً في أغلب الجبهات على امتداد الجغرافيا السورية، ولاسيما في محافظة حلب ومحيط العاصمة دمشق، حيث تركز الجهد العسكري من قبل النظام وحلفائه.

وعمل النظام خلال الأشهر الماضية على تأمين مواقعه الأساسية في محافظة درعا، بالتزامن مع سعيه لإتمام عدد من المصالحات المحلية في أرياف محافظة درعا.

جبهة ريف درعا الشمالي

وتعتبر جبهة ريف درعا الشمالي إحدى أهم الجبهات في الجنوب السوري خلال الأعوام الأربعة الماضية، كونها كانت البوابة لوصول الثوار إلى العاصمة دمشق من خلال وصل مواقع سيطرتهم في أرياف القنيطرة ودرعا مع غوطة دمشق الغربية.

وقال الناشط سامي الأحمد لـ “المصدر” إنه من المتوقع أن تشهد جبهة ريف درعا الشمالي أو ما يعرف بمنطقة مثلث الموت تصعيداً عسكرياً كبيراً خلال المرحلة المقبلة، ولاسيما بعد تهجير معظم ثوار غوطة دمشق الغربية باتجاه الشمال السوري، والتي كانت آخرها اتفاق بلدة خان الشيح نهاية الأسبوع الماضي، وقبلها اتفاق كل من داريا ومعضمية الشام، مما يعني أن الهدف القادم لقوات النظام في المنطقة سيكون باتجاه الجنوب، والذي يضم مجموعة من المواقع والنقاط العسكرية ذات الأهمية الاستراتيجية، ومنها تل الحارة الذي يشرف على مساحات واسعة من نقاط سيطرة قوات النظام في الجنوب السوري.

وأشار إلى أن قوات النظام تملك مجموعة من القطع العسكرية في المنطقة (الفرقة الرابعة – اللواء 90 – الفيلق الأول – الفرقة السابعة –الفرقة التاسعة)، بالإضافة لتواجد الميلشيات من جنسيات مختلفة في المنطقة، ومنها ميلشيا حزب الله والحرس الثوري الإيراني.

وأضاف الاحمد بأنه من المتوقع أن تضغط قوات النظام على أهالي المنطقة للرضوخ للمصالحات، وذلك عقب فشل محاولة قوات النظام في إتمام المصالحات في ريف درعا الشمالي نهاية شهر تموز/يوليو الماضي.

الريف الغربي مشتعل

جبهة ريف درعا الغربي منذ مطلع العام الجاري كانت الأكثر اشتعالاً بين الثوار من طرف والمجموعات المتهمة بمبايعة تنظيم “داعش” من طرف آخر، حيث حصر الثوار تلك المجموعات في منطقة حوض اليرموك غرب درعا، منتصف شهر نيسان/أبريل الماضي.

وقال الناشط سيف الخالدي لـ “المصدر” إن جبهة ريف درعا الغربي شهدت مجموعة من التطورات خلال الأيام الماضية، كان أولها عودة جزء من قوات الأمم المتحدة لمواقعها على الشريط الفاصل مع الجولان منتصف الشهر الحالي.

وأشار إلى الشريط الحدودي مع الجولان تتقاسم السيطرة عليه قوات النظام والميلشيات الموالية له شمالا، بينما يخضع لسيطرة الثوار في باقي المناطق، باستثناء حوض اليرموك، حيث يقع تحت سيطرة المجموعات المرتبطة بتنظيم “داعش”، والتي تم استهدافها من قبل الطيران الإسرائيلي للمرة الأولى يوم الأحد 27 تشرين الثاني/نوفمبر.

وأضاف الخالدي بأن هذه التطورات في ريف درعا الغربي تفتح الباب أمام جميع الاحتمالات، ومنها وضع مواقع جيش خالد بن الوليد على قائمة أهداف التحالف الدولي، الذي تجنب استهداف مواقع المجموعات المرتبطة بتنظيم “داعش” منذ بداية حربه على التنظيم.

جبهة الأوتوستراد الدولي

وعملت قوات النظام والميلشيات الموالية له على قضم مساحات من مناطق سيطرة الثوار غرب أوتوستراد درعا – دمشق منذ مطلع شهر أيلول/سبتمبر الماضي.

وقال الناشط أحمد الديري لـ “المصدر” إن قوات النظام عملت منذ مطلع شهر أيلول/سبتمبر الماضي على تأمين الشريان الوحيد لقوات النظام في مركز مدينة درعا، وذلك من خلال السيطرة على مواقع الثوار غرب الأوتوستراد، حيث سيطرت على كل من الكتيبة المهجورة شرق بلدة إبطع، وعلى عدة نقاط على طريق خربة غزالة – داعل، لترفع قوات النظام بعدها السواتر الترابية وتحصّن مواقعها الجديدة، وتكون بذلك نجحت في إبعاد نيران الثوار عن الأوتوستراد الدولي.

وأضاف بأن قوات النظام كانت تهدف أيضاً إلى فتح خط إمداد ثاني وهو طريق دمشق – درعا القديم المار من مدينة داعل وبلدة إبطع، حيث حاولت التقدم باتجاه الطريق والسيطرة نارياً عليه، وترافقت المحاولات مع عشرات الغارات الجوية من طيران الحربي على المنطقة.

وأشار الديري إلى أن الثوار أفشلوا مخططات قوات النظام، وشنوا هجومات عكسية على مواقع قوات النظام، كان آخرها نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، حين وقعت مجموعة من الثوار في كمين لقوات النظام وميلشياته، تسبب بمقتل أكثر من 40 مقاتلاً من تشكيلات الثوار، أثناء محولتهم استعادة السيطرة على الكتيبة المهجورة.

وأكد أن قوات النظام تقدم عروضاً للمصالحة مع الأهالي بالتزامن مع الأعمال العسكرية في المنطقة، وتتضمن العهود إعادة جميع الخدمات وتوقف القصف مقابل قبول الأهالي بتجنيد عدد من شبان المنطقة في ميلشيا الدفاع الوطني، ومنع الثوار من دخولها.

التهجير القسري

وعلى عكس ريف دمشق، لم تشهد محافظة درعا أي عمليه تهجير قصري خلال الأعوام الماضية لثوارها، كونهم كانوا أصحاب كلمة الفصل خلال هذه الفترة، لكن مؤخراً سياسة قوات اختلفت، ولا سيما عقب تعميم سياسة التهجير على عدد من المناطق في سوريا.

وقال الناشط فريد اليوسف لـ “المصدر” إن قوات النظام بدأت باتباع سياسة التهجير انطلاقاً من مدينة الصنمين شمال درعا، واعتمدت على التجويع والحصار للضغط على الحاضنة الشعبية، فمنذ مطلع الشهر الحالي أقدمت حواجز الفرقة التاسعة المنتشرة على مداخل ومخارج المدينة على إغلاقها ومنع إدخال المواد الغذائية والمستلزمات الطبية إلى المدينة، واشترطت على الأهالي إخراج عدد من مقاتلي تشكيلات الثوار من أجل إعادة فتح المعابر.

وأضاف بأن قوات النظام عرضت على الأهالي إخراج الثوار باتجاه مناطق سيطرة الثوار في الجنوب أو باتجاه الشمال السوري، وأشار إلى أن مدينة الصنمين تعتبر المعقل الأبرز لقوات النظام في محافظة درعا، كونها تضم مقر قيادة الفرقة التاسعة لقوات النظام.

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]