الطقس البارد يزيد من البؤس في حلب

1 ديسمبر، 2016

أحمد عيشة

مع اقتراب فصل الشتاء، يبحث السكان عن الأخشاب بين الأنقاض لحرقها

مدني يجمع فروع الأشجار من تحت أنقاض موقع مدمر في حي قاضي عسكر الذي يسيطر عليه المتمردون في حلب. صورة: عبد الرحمن إسماعيل / رويترز

حالما يتم الانتهاء من انتشال الناجين والجثث من بين الحطام الذي تحدثه غارةٌ جوية على حلب، يبدأ الناس في البحث بين الأنقاض، من خلال غربلة حطام منازل جيرانهم المدمرة، يفتشون عن الأشياء التي يمكن حرقها.

بينما تزداد برودة الطقس في المدينة السورية المحاصرة، يحاول السكان الحصول على الخشب كوقودٍ، مثله مثل غيره من مصادر التدفئة التي أصبحت نادرةً وباهظة الثمن، فالوقود موجودٌ بكمياتٍ صغيرة فقط وبأسعار باهظة، حيث تبلغ  كلفة الحطب الآن عشرة أضعاف تكلفتها في السابق، في الوقت الذي أصبحت فيه رؤية الأشجار مشهدًا نادرًا.

“عندما يتم قصف منزل أحد الجيران، يذهب أولئك الذين بقوا أحياء، ليفتشوا تحت أكوام الانقاض”، تقول تهاني عليكاج، وهي معلمةٌ وأم لطفلين في حلب. “لم يبق شيء لنحرقه سوى أبواب الشقة وغرفة النوم.”

لقد زاد البرد من معاناة ما يقرب من 300،000 من السكان الذين يعيشون في الأحياء الشرقية من حلب، التي تسيطر عليها المعارضة، والتي ما زال يحاصرها نظام الرئيس بشار الأسد منذ تموز/ يوليو.

استأنف جيش الأسد، والقوات الروسية الحليفة، غاراتهم الجوية في الأسبوع الماضي على شرق البلاد، بعد عدة أسابيعٍ من الهدوء النسبي، قصفٌ من الجو، وسقوط المئات من قذائف الهاون على المنطقة، في محاولة لإجبار المقاتلين المتمردين على الاستسلام.

لم يسفر الهجوم عن تقدمٍ كبير لقوات النظام على طول خطوط الجبهة في المدينة، كما يقول المتمردون، لكنه فاقم من المحنة الإنسانية للسكان في شرق البلاد، حيث يندر الطعام بالفعل، واضطرت المستشفيات إلى الإغلاق نتيجة الاستمرار في استهدافها من الغارات الجوية.

اضطرت المستشفيات العاملة الأخيرة في شرق المدينة إلى الإغلاق يوم السبت، ومنذ ذلك الحين، ما يزال الأطباء يعالجون الضحايا في مستشفيات مؤقتة، وتقوم القابلات بتوليد الأطفال في المنازل.

ويأتي انخفاض درجات الحرارة إلى حلب في وقتٍ مبكر أكثر من السنوات السابقة، حيث برك المياه، التي تجمعت في الشوارع نتيجةً كسر أنابيب المياه من القصف السابق، وبدأت تتجمد.

وقال يان إيغلاند، المستشار الخاص لمبعوث الأمم المتحدة لسورية يوم الخميس: إنَّ شاحنات المساعدات المحملة بالمواد الغذائية والإمدادات الطبية كانت مستعدةً للدخول إلى شرقي حلب، ولكن المنظمة ما زالت تنتظر موافقة النظام السوري لدخولها، حيث وافق المتمردون على إدخالها.

وأضاف خلال مؤتمر صحفي “أسمع أصوات المدنيين في المناطق المحاصرة تتزايد يائسة”، “هذا الشتاء الخامس سيكون هو الأسوأ بالنسبة إلى السكان المدنيين في سورية، حيث العديد من هذه المناطق قد حوصر لفترة طويلة جدا.”، وكانت الامم المتحدة قد وزعت في وقت سابق من هذا الشهر المساعدات الماضية، والتي خزنتها في شرق حلب.

المدنيون هناك، الذين لا يستطيعون تأمين الحطب لتدفئة منازلهم، يبقون داخل المنازل يتلفحون طبقات عديدة من الملابس والبطانيات.

“عندما تسأل الناس كيف تتدفؤون، يرد الجميع بالشيء نفسه، البطانيات”، قال عبد الكافي الحمدو، وهو مدرس في المدينة، “المشكلة هي أن ذلك لا يناسب الأطفال الصغار، ابنتي تريد أن تتحرك وتلعب.”

تستخرج حلب، الوقود من حرق البلاستيك، وهي عمليةٌ خطرة، تعطي منتجًا يمكن أن يتلف المحركات والمولدات الكهربائية، وحتى هذا، فهو مكلفٌ وصعب حتى تؤمنه وتوزعه لتشغيل مولدات الكهرباء لبضع ساعات في اليوم، أو تخصصه للمركبات التي تُستخدم لنقل الجرحى، إلى حيث يمكن العثور على علاجٍ لهم -أو القتلى إلى المقابر

“لا يزال الطقس محتملًا في الوقت الحالي، ولكننا نعرف أنه سيزداد سوءًا في وقتٍ لاحق من ذلك الشتاء، بعد أسبوعٍ من الآن، من المرجح أن يصبح الوضع صعبًا للغاية، الناس خائفون أساسًا من حصارٍ طويل، أصبحت الحياة قاتمةً بالنسبة إليهم، والقصف جعلها أكثر قتامة”. كما يقول مجاهد أبو الجود، وهو أحد ناشطي المعارضة في المدينة.

اسم المقالة الأصلي Cold Weather Adds to Aleppo’s Misery الكاتب  رجا عبد الرحيم، Raja Abudlahim مكان النشر وتاريخه وول ستريت جورنال، The Wall Street Journal

24-11-2016 رابط المقالة http://www.wsj.com/articles/cold-weather-adds-to-aleppos-misery-1480010150 المترجم أحمد عيشة

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]