فتحت القاعات والمخابر أمامهم وأعفتهم من الأقساط .. جامعة إدلب الحرة تحتضن طلاب حلب في محنتهم

1 ديسمبر، 2016

” لم نسعَ لكسب سمعة من خلال تعاطينا مع معاناة طلابنا في جامعة حلب الحرة. كان همنا تقديم المساعدة لهم وحسب كي يتابعوا مسيرتهم العلمية كحال طلابنا في جامعة إدلب الحرة”، بهذه الإجابة أوضح أحد مسؤولي جامعة إدلب لـ “صدى الشام” غايتهم من إصدار قرار إداري باستقبالهم طلاب جامعة حلب المتضررين.

قرار ملفت أعلنت عنه إدارة التعليم العالي في إدلب الأسبوع الماضي تمثل بعدة بنود بشأن طلاب جامعة حلب الحرة عقب توقف كليات تابعة لها عن العمل.

تضمن الإعلان فتح قاعات ومخابر جامعة إدلب الحرة أمام طلاب جامعة حلب الذين حُرموا من متابعة التعليم في كلياتهم بسبب القصف، بالإضافة لإعفاء هؤلاء الطلاب من دفع أي رسوم مع بقائهم على ملاك جامعة حلب.

 

نقف معهم حتى يعودوا إلى جامعتهم

صحيفة “صدى الشام” التقت رئيس مكتب العلاقات العامة في إدارة التعليم العالي بإدلب الدكتور “محمد الشيخ” والذي قال: “أصدرنا قرارنا باستقبال جميع طلاب جامعة حلب الحرة المسجلين بها -من مختلف كلياتها- المتوقفين عن دراستهم عقب القصف الجوي الذي طال كليتي الآداب والتربية في دارة عزة بريف حلب الغربي وكليات أخرى في مناطق متفرقة”.

وأشار ” الشيخ” إلى أن هؤلاء الطلاب هم ضيوف على جامعة إدلب، وبالتالي لن يدفعوا أي أقساط مالية ما دامت الأوضاع سيئة، ولكن عندما تعود الأحوال لطبيعتها عليهم المتابعة في جامعتهم لتكون أمورهم قانونية”، وتابع:” كي لا يظن أحد أننا نريد سحب طلابهم فنحن نقف بجانبهم في فترة محنتهم وعندما تنتهي المحنة سيعودون”.

وتشمل الأقساط السنوية التي تم إعفاء طلاب جامعة حلب منها الفروع الأدبية العامة والتي يدفع طلابها سنوياً 150 دولار فيما يدفع طلاب الفروع العلمية 200 دولار، والموازي للأدبي 250 دولار بينما الموازي للعلمي 350 دولار. حسبما ذكرت مشرفة الشؤون في كلية الآداب بجامعة إدلب “رفاه أبو عيون السود”.

 

مقترح تعاون

وحول موقف جامعة حلب من هذا القرار أكد رئيس مكتب العلاقات العامة في إدارة التعليم العالي بإدلب “محمد الشيخ” أن الجامعة لم ترسل إلى الآن رداً لهم، وأنهم لا يتوقعون الرفض منها بما أن طلابها سيعودون لها مستفيدين من القرار ومتابعين لمناهجهم من غير انقطاع”.

وفيما يتعلق بمدى قدرة جامعة إدلب على استقبال كل طلاب حلب من ناحية المخابر والأجهزة قال الشيخ: “إن الدعم الذي يصلنا قليل. عندما افتتحنا جامعاتنا وجهزناها بالمعدات اللازمة كانت محدودة إلا أنها تفي بالغرض، لكننا سنبذل جهدنا ونجد حلاً لأي مشكلة في سبيل تقديم كافة الخدمات العلمية لهم، ومن الممكن التعاون مع جامعة حلب عبر الحصول على أجهزتها وإعادتها مع عودة الطلاب”.

أما عن موقف جامعة إدلب في حال استمرت أزمة حلب مع حلول وقت الامتحانات لفت الشيخ إلى أنهم سيسمحون للطلاب بتقديم امتحاناتهم في جامعة إدلب وسيحولون نتائجهم لجامعة حلب أصولاً، وأضاف “حفاظاً على حق الطلاب وعدم ضياع تعبهم سدى سنعمل معهم قبل الامتحانات على تقديم طلب لجامعتهم الأصلية إذا ما كانت توافق على منحهم ورقة رسمية تخولهم إجراء امتحاناتهم في جامعة إدلب بشكل منسق مدروس من قبلنا”.

 

 

حلول بديلة

من جانبه اعتبر الدكتور “ياسر اليوسف” من كلية العلوم بجامعة إدلب القرار “لفتة طيبة من الأخ الى الأخ أولاً”، وأضاف:” سبق أن بادرت جامعتنا بهذه الخطوة عند استهداف النظام لأحد معاهد التربية الحرة بحلب، وإن لم نساعد بعضنا لضاع الطلبة وخاصة بعد إصرار النظام على تدمير البنى التحتية بما فيها التعليمية، وبالتالي فالقرار حل مناسب عند التوقف المؤقت لبعض المنشئات التعليمية ريثما يتم إيجاد البديل”.

لكنه استدرك بالقول إنه من الواجب إيجاد حل ثاني، كاشفاً عن أن العمل يجري منذ أسبوعين مع جميع المعنيين على فكرة التعليم عن بعد باستخدام برامج وتقنيات التواصل عبر الانترنت بشرط عدم التأثير على نوعية التعليم.

أما “إياد سلات” أحد المسؤولين في مكتب الطلبة والمدرس لمادة التاريخ بكلية الآداب أثنى على قرار استقبال طلاب جامعة حلب مشيراً إلى أنه “يُعبر عن مبادئ جامعة إدلب السامية التي تبذل قصارى جهدها في إيجاد حلول للطلاب بغض النظر عن أي شيء”.

أما طلبة جامعة إدلب الذين التقيناهم فأجمعوا على أهمية هذه الخطوة التي اتخذتها جامعتهم إزاء الظرف الذي يعيشه أقرانهم في حلب، معتبرين أن ما حدث يمكن أن يقع لهم ليجوا أنفسهم مستقبلاً وهم بحاجة لمتابعة دراستهم في جامعة حلب.

 

[sociallocker] صدى الشام
[/sociallocker]