‘“في موسكو: الترحيب بنجاح فرانسوا فييون في الانتخابات التمهيديّة بوصفه “حدثًا عظيمًا’
1 ديسمبر، 2016
أنس عيسى
كثيرًا ما نصح رئيس الوزراء السابق بموقف تصالحي مع روسيا فلاديمير بوتين، وخصوصًا في ما يتعلق بالقضايا الإشكاليّة كأوكرانيا وسورية.
في الصورة: فرانسوا فييون مصافحًا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في إثر لقائهما في نادي فالداي. أيلول/ سبتمبر 2013. مايكل كليمينتيف/ أ.ف.ب.
على الرغم من كونه غير معروفٍ إلّا بشكلٍ قليل من قِبل الكثير من الشعب الروسي، إلّا أنّه من الأشخاص المألوفين لدى السلطة الروسيّة، ولذلك لم يتوانَ أليكسي بوتشكوف عن إبداء ردّ فعله: ففي سلسلة من الرسائل الحماسيّة التي نشرها على حسابه في موقع تويتر يوم الإثنين 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، قام ذلك السيناتور والذي يتحدّث اللغة الفرنسيّة بطلاقة، والنائب السابق ورئيس لجنة الشؤون الخارجيّة في مجلس الدوما في البرلمان الروسي، بوصف وصول فرانسوا فييون مساء الأمس على رأس قائمة مرشحي اليمين للانتخابات الرئاسيّة الفرنسيّة كونَه “حدثًا عظيمًا”، كما أضاف مبتهجًا ومُكرّرًا: “لقد هُزم، تقريبًا، الجمهوريّون الأطلسيّون كجوبيه، والشيء الأهم هو ليس هزيمة ساركوزي، ولكنّه الانتصار المثير لفييون”، ومن بعدها قام بإيصال تلك الفكرة الأخيرة: “إذا فاز فييون (بالانتخابات الرئاسيّة)، سيكسر ذلك حلف باريس-برلين ضدّ روسيا، وستبقى (أنجيلا) ميركل وحيدةً، عمليًّا، مع وارسو وبلدان بحر البلطيق.”
سيناريو ترامب يُعيد نفسه
كعارف في شؤون المسرح السياسي الفرنسي، فقد ترجم المُنتخب، فييون، الرضا الذي تولّد في دوائر السلطة، في روسيا، نتيجة لتقدّم الشخص الذي يعدّ محادثًا ملائمًا للروس، فبعد إقصاء المعسكر الديمقراطي وفوز الملياردير دونالد ترامب في الولايات المتّحدة، ها هي روسيا تتحصّل على أخبار جيّدة، وقد قامت محطة التلفاز الروسيّة الأولى “قناة بيرفي”، بالفعل، في الإشارة إلى ذلك بقول أحد معلّقيها: “بطريقةٍ ما، ها هو سيناريو ترامب يعيد نفسه،” ومن ثمّ أضاف المعلّق ذاته قائلًا: “لن يكون محور باريس-برلين، والذي يستند إليه الاتّحاد الأوروبي، بالقوذة ذاتها، وكما أنّ العلاقات مع روسيا ستتحسّن،” كما أنّه أثار اسمي فرانسوا فييون ومارين لوبان بوصفهما مرشحين نهائيّين محتمَلين للانتخابات الرئاسيّة. ومن روسيا وعلى موقع تويتر، هنّأ ألكساندر لاتسان-واسمه الحقيقي ألكساندر ستيفانيسكو، وهو عضو حزب الجمهوريّين وأحد المادحين بحماسة لنظام فلاديمير بوتين على شبكات التواصل الاجتماعي- نفسه قائلًا: “سيكون هناك، وعلى الأغلب، مرشّحين مناصرين لروسيا وليسا أطلسيّين في الجولة الثانية من انتخابات عام 2017″، وكما تضمّنت رسالته، من دون أن تخشَى حرقها للمراحل، كلمات مفتاحيّة كـ “تقلّب الأحوال”، و”النصر”.
كما قامت يوميّة “Nezavissimaïa Gazeta”، مباركةً لمواقف السيد فييون المؤيّدة لروسيا، وبشكل خاص لتصريحاته المشجّعة لتقارب مع موسكو حول سورية، بتلخيصها ما حدث من جانبها، فعنونت: “الجمهوريّون الفرنسيّون يلتحقون بالتحالف الروسي”.
غالبًا ما كان صدى تقدّم فرانسوا فييون إيجابيًّا في موسكو؛ ويعود ذلك إلى كونه مناصرًا لتسليم سفن الميسترال (حاملة المروحيّات) إلى موسكو، وكذلك لكونه مؤيّدًا لرفع العقوبات الأوروبيّة، والتي تمّ فرضها كردّ فعل على ضمّ شبه جزيرة القرم وعلى النزاع في شرقي أوكرانيا، كما أنّه من جانب التحالف مع روسيا في سورية، حيث لطالما أثنى رئيس الوزراء السابق على موقف تصالحي مع رئيس روسيان فلاديمير بوتين والذي كان قد التقاه مئات المرّات.
أحد مرتادي نادي فالداي
يعدّ المرشح الجمهوري أحد مرتادي نادي فالداي بشكلٍ خاص، وهو أولى دوائر التأثير الروسي على المستوى الدولي، وأحد مرتادي المنتدى الاقتصادي لسان بطرسبرغ، أيضًا. ففي نادي فالداي، كان قد وجّه مديحًا حارًّا للرئيس الروسي في عام 2013، حيث قال: “لطالما حضرت نقاشات رسميّة في العلاقات الدوليّة. (…) مع فلاديمير بوتين، كانت تلك النقاشات أطول، وأكثر عفويّة وحيويّة، وبكلّ تأكيد، بنّاءةً بشكلٍ أكبر.” لكنّ ذلك لم يمنعه من الدفاع عن التدخّل في ليبيا، والذي لطالما شجبه مضيفه، ففي أيار/ مايو 2015، في مدينة سان بطرسبرغ، كان رئيس الوزراء السابق قد تدخّل بنبرة قاسية، مقدّمًا نفسه كحامل لرسالة تهدف إلى “إنهاء” الأزمة التي ولّدتها الحرب في شرقي أوكرانيا، وإلى “رفع العقوبات”، فقال: “لا ينص السؤال على معرفة المذنب أو البريء بمقدار ضرورة إيقاف كلّ هذا.” كما أنّه أطلق نداءً أمام صالة مزدحمة بقوله: “إن مصائرنا مرتبطة بطريقة لا يمكن فصل بعضها عن بعضها الآخر، هذا ما قاله الجنرال ديغول عند زيارته روسيا في عام 1966″، ومن ثمّ أضاف بحيويّة من على منصّة المسرح: ماذا إذًا؟ “كان ديغول يتحدّث إلى ستالين، والآن علينا أن نمتنع عن العمل مع الرئيس بوتين؟”
قد شغل ذلك الانحياز جزءًا كبيرًا من مجمّع الناخبيين الجمهوريّين والمغتربين في موسكو، فقد اصطفّ خلف ترشّحه النائب عن حزب الجمهوريّين لفرنسيّي المهجر، تييري مارياني، والذي قاد، لمرّتين، بعثة برلمانية فرنسية إلى شبه جزيرة القرم على الرغم من معارضة وزارة الخارجيّة الفرنسيّة.
من بين الـ 409 مغتربين، الذين شاركوا في الانتخابات التمهيديّة لليمين، يوم الأحد، في روسيا، كانت تفاصيل التصويت لا تزال مُنتظرة بفارغ الصبر حتّى بعد الظهر يوم الاثنين. ونقول هنا إنّ موسكو قد ساهمت في إعادة تقليص الفجوة بين الرجلين في الدائرة الانتخابيّة الحادية عشرة للفرنسيّين في الخارج، والتي تشمل أولئك في روسيا وأيضًا دول آسيا وأوقيانوسيا: حيث كان آلان جوبيه متقدّمًا يوم الأحد بنسبة (44.3 في المئة)، يليه وبشكلٍ قريب السيد فييون بـ (41.8 في المئة).
لقد تمّ مسبقًا حجز موعد حول مائدة شهيّة في فندق ضخم في العاصمة الروسيّة يوم الأحد 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، وذلك لمتابعة الجولة الثانية من انتخابات اليمين التمهيديّة، وسيتمّ ذلك بحضور السيد مارياني.
اسم المقالة الأصلي A Moscou, le succès de François Fillon à la primaire salué comme un « événement sensationnel » الكاتب ايزابيل ماندرو
Isabelle Mandraud (Moscou, correspondante) مكان النشر وتاريخه Lemonde
21-11-2016 رابط المقالة http://www.lemonde.fr
/international/article/2016/11/21/a-moscou-le-succes-de-francois-fillon-a-la-primaire-salue-comme-un-evenement-sensationnel_5035384_3210.html
/ المترجم أنس عيسى
[sociallocker] [/sociallocker]