الآلاف من السكان يهربون من حلب مع تقدم قوات الأسد لتقسيم معاقل الثوار السوريين فيها


رلى العلواني

ما زالت مذبحة حلب تدور رحاها طاحنة آلاف المدنيين وقد أحالت المدنية إلى خراب وجحيم في ظل حصار خانق واستهداف متعمد للمستشفيات والمركز الطبية واستعمال مكثف لغاز الكلور وسط صمت دولي مريب بما يوحي بتأييد ضمني لجرائم نظام الأسد بما يشبه مسرحية دولية ضحيتها الشعب السوري اليتيم.

0

الأسر النازحة تتجمع في مخيم ماكيشيت في منطقة جبرين التي يسيطر عليها النظام في حلب سورية، حيث هرب المدنيون من الجزء الشرقي للمدينة أمام تقدم قوات النظام

صور جورج اورفلان /أ ف ب/.

لويزا لوفلوك -27 تشرين الثاني/ نوفمبر

بيروت (رويترز) – هرب آلاف المدنيين السوريين إثر معارك ضارية في حلب يوم الأحد الماضي، حيث تقدمت قوات النظام لتقسيم آخر معقل يسيطر عليه الثوار في وسط الشطر الشرقي لمدينة حلب.

حيث قتل حوالي 500 شخص، وأصيب أكثر من 1000 في هجوم مستمر منذ ثلاثة عشر يومًا من قبل قوات الأسد على الجانب الشرقي من المدينة والتي تمثل رمزية كبيرة في الحرب الأهلية في ظل حصار تام وانعدام أي مساعدات غذائية للمدنيين، حيث يوجد نصف مليون مدني محاصرين هناك، وقال أحد السكان يوم الأحد إنه لا يوجد مكان يلجأ اليه المدنيون.

وقال بسام، الذي عرّف عن نفسه باسمه الأول خوفًا من انتقام النظام “كل أدوار منزلي امتلأت بالنازحين ولا أحد يستطيع أن ينام”. إن سقوط شرقي حلب سيدمر طموحات الثوار بالتمسك بمنطقة صغيرة في شمال سورية، ويمكن أن يسرّع استيلاء النظام على البلد بأكمله، جنود نظام الأسد، بدعم من القوات المدعومة من إيران وروسيا تتقدم باتجاه المناطق التي يسيطر عليها الثوار بما يشبه الكماشة بعد السيطرة على أحياء جبل بدرة وبادين في الشرق، وتقدمت ببطء من خلال حي الصاخور في الغرب، وذلك يوم الأحد الماضي.

وكان الإنجاز الأكبر لقوات النظام يوم السبت هو سيطرتها على مساكن هنانو، وهي أكبر منطقة يسيطر عليها الثوار في مدينة حلب التي كانت من أوائل المدن التي خرجت عن سلطة النظام، والتي يؤكد سقوطها مدى الدعم الذي تحصل عليه قوات الأسد بعد خمس سنوات ونصف من الحرب قتل فيها نحو نصف مليون شخص، وتم تشريد أكثر من نصف عدد سكان سورية.

يبدو أن الشباب الثائرين الذين حرروا شرق حلب عام 2012، وكانوا يعلنون صراحة أن وجهتهم التالية ستكون دمشق يجري الآن قصفهم ومحاصرتهم في جميع أنحاء البلاد.

وفي الوقت نفسه تقدمت القوات الكردية يوم الأحد في حي بستان الباشا، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهي مجموعة للرصد مقرها بريطانيا، إن نحو 1700 مدني فروا من الشطر الشرقي لحلب إلى مناطق يسيطر عليها النظام، في حين غادر 500 شخص آخرين منطقة الشيخ مقصود،” وهذه هي الهجرة الأولى من نوعها من شرق حلب منذ عام 2012 “، بحسب رامي عبد الرحمن مدير المرصد لوكالة فرانس برس.

كما عرضت شاشة التلفزيون السوري مشاهد لعائلات في انتظار الحافلات الخضراء للتوجه إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، وقد حمل الشباب على أكتافهم بعض كبار السن الذين بدت عليهم ملامح الإرهاق إلى وجهة غير معروفة.

لا تُعرف المدة التي يستطيع الثوار الصمود فيها، لحماية آخر الأحياء التي تربط الجزء الشمالي بالجنوبي من شرق حلب، قال ياسر اليوسف، المتحدث باسم كتائب نور الدين زنكي، إحدى مجموعات الثوار “نحن في عملية صد للهجوم وتحصين خطوط دفاعنا”.

ثم أضاف “إن تقدم قوات الأسد يرافقه تشرد الكثير من الناس كل يوم”. وقال إسماعيل عبد الله، وهو متطوع في الدفاع المدني أو ما تسمى بالخوذات البيضاء، “إنها فوضى كبيرة تجتاح المدينة”.

وقال أحد السكان، ويدعى سامي الأزرق، إن بعض أفراد عائلة زوجته لجؤوا إلى منزله بعد أن أنهكهم التعب والجوع “إخوة زوجتي الثلاثة ووالدتها يقيمون معنا الآن، واحد منهم لا يستطيع أن يحضر باقي أسرته، بسبب رفض زوجته للمغادرة”.

وأفاد عديد من السكان أنهم استنشقوا رائحة، يعتقد أنها لغاز الكلور في الأماكن القريبة من خطوط القتال يوم الأحد، ويُعتقد أن القوات الحكومية استخدمت مادة الكلور الكيماوية بشكل شبه يومي خلال الهجوم الأخير، من خلال القصف بالبراميل المتفجرة.

لقد دمرت الهجمات الشرسة النظام الصحي في شرق حلب، ولم تبقَ خيارات لعلاج الجرحى، وقد توفي معظمهم، حيث لا يحمل السكان أي وثائق شخصية، “الوضع في حلب حرج جدًا، وتم الإبلاغ عن أعداد كبيرة من الضحايا”.

اسم المقالة الأصليThousands flee Aleppo as Assad’s forces move to split Syrian rebel stronghold
الكاتبلويزا لوفلوك / / Louisa Loveluck
مكان النشر وتاريخهThe Washington post

27-11-2016

رابط المقالةhttps://www.washingtonpost.com/world/middle_east/thousands-flee-aleppo-as-assads-forces-move-to-split-syrian-rebel-stronghold/2016/11/27/b4fad720-b4c5-11e6-939c-91749443c5e5_story.html?hpid=hp_hp-more-top-stories_aleppo-450pm%3Ahomepage%2Fstory
المترجم رلى العلواني



المصدر