ترامب منفتح على خطوات تصعيدية ضد اﻷسد
2 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2016
كشف كل من وزيرة الخارجية اﻷمريكية السابقة مادلين أولبرايت، ومستشار الأمن القومي السابق ستيفن هادلي أن الرئيس اﻷمريكي المنتخب دونالد ترامب منفتح على خطوات وصفاها بالتصعيدية في سوريا ضد نظام اﻷسد.
وتناقض تصريحات المسؤوليْن السابقيْن ما قاله ترامب أثناء حملته الانتخابية حول ميوله للموقف الروسي حيال سوريا، إلا أن أعضاء في الكونغرس استبقوا وصوله للبيت اﻷبيض بتوصيات حول ضرورة مواجهة النفوذ الروسي واﻹيراني، وسط تشكيك في جديّة وعود ترامب السابقة كونها وعودًا لكسب اﻷصوات الانتخابية.
وشددت أولبرايت وهادلي على ضرورة “منح ترامب الوقت”، مع اعتقادهما بأنه منفتح على خطوات تصعيدية قد تشمل تسليح بعض فصائل المقاومة في سوريا.
وأكد المسؤولان السابقان في تصريحات لجريدة “الحياة” بعد نشر تقرير في مركز “أتلانتيك كاونسل” أمس الأول، ضرورة تغيير المعادلة العسكرية في الميدان السوري بهدف زيادة التأثير الأمريكي ورفع الضغط للوصول إلى تسوية سياسية.
وقال هادلي: “من أجل زيادة التأثير الأمريكي، علينا تسريع وتقوية جهودنا في محاربة تنظيمي الدولة والقاعدة هناك، وهذا سيمنحنا نفوذًا أكبر”، وأضاف: “علينا أيضًا أن نزيد من قوتنا العسكرية من خلال استخدام أسلحة عبر حاملات طائرات، وأيضًا تزويد وحدات في المعارضة تم التحقق من رصيدها بأسلحة نوعية وصواريخ دفاعية، وعندما تسقط إحدى طائرات الأسد، يتغير الجدل”.
وطرح هادلي، وهو من بين الأسماء المحتمل مشاركتها في إدارة ترامب إما في وزارة الدفاع أو الخارجية، أنه “عندما نتحدث عن إنشاء مناطق آمنة أيضًا ليس بالضرورة أن تحميها أمريكا، بل تتم حراستها من قوات محلية على الأرض وأسلحة مقدمة لهؤلاء لحماية المدنيين”.
ورفض هادلي وأولبرايت فكرة قراءة موقف ترامب من خلال ما قاله في الحملة الانتخابية ومغازلته روسيا خلالها، فيما قالت وزيرة الخارجية السابقة: “إن المراحل الانتقالية وما نراه الآن مع ترامب -قبل خروج أوباما- مهمة جدًّا…. وفي المرحلة الانتقالية التي شاركت فيها من جورج بوش الأب إلى بيل كلينتون في ١٩٩٢ كانت هناك أسئلة عما يمكن القيام به في الصومال، وهناك استشارات بين من يدخل ومن يخرج من الإدارة، وتم وضع طروحات وتصورات مختلفة عما ذكر في الحملات في هذا الصدد”.
وأضافت أولبرايت، التي كانت من المقربين من منافسة ترامب هيلاري كلينتون: “يجب أن يكون هناك جهد مشترك والسعي من خلال الكونغرس للدفع بالتوصيات، وأنا كنت مع السناتور جون ماكين، وهو يؤيد هذه الأفكار للتأثير في ترامب”، وأضافت: “إن الوحشية في حلب لا يمكن التغاضي عنها، وأعتقد علينا البناء أيضًا على كلام المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا والسعي للضغط لتحريك العملية السياسية”.
وحذَّر هادلي من مغبة التسرع في الحكم أو استباق سياسات ترامب، قائلًا: “هو يقوم باستشارات واسعة، من المبكر الحكم على ترامب في موضوع إيران أو غيره والرئيس الجديد يستشير ومنفتح اليوم على (حاكم ولاية ماساشوستس السابق) ميت رومني والجنرال السابق ديفيد بترايوس وغيرهما وموقفهما واضح من روسيا وسوريا وقريب جدًّا من توصياتنا حول الحرب”.
واقترح هادلي خريطة طريق للمنطقة تبدأ بتخفيف “حدة الحروب الأهلية، وإذا هزمنا تنظيم الدولة والقاعدة عندها تخف حدة الانقسامات المذهبية وتوفير فرصة لحوار إقليمي يشمل السعودية وإيران، وهذه الآلية يمكن أن تفتح الباب للنقاش والتراجع عن المواجهة”.
وتعكس الاستشارات والتعيينات الأولى لترامب -بحسب الصحيفة- نهجًا مختلفًا عن خطابه خلال الحملة، وتأثيرًا كبيرًا لنائب الرئيس مايك بنس في تشكيل الإدارة؛ إذ جاء تعيين النائب المتشدد خارجيًّا مايكل بومبيو على رأس وكالة الاستخبارات المركزية (سي.آي.أيه) كمؤشر تصعيد ضد إيران وحلفائها الإقليميين، كما تدل اجتماعات ترامب مع مرشحي وزارة الخارجية وهم: رومني ورودي جولياني وبترايوس والسناتور بوب كوركر على تحول عن نهج أوباما، وكون جميع هذه الأسماء تؤيد تحركًا أقوى لاحتواء نفوذ إيران، فيما يؤيد كوركر ورومني وبترايوس تسليح المقاومة السورية.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أكد أمس أن موسكو قلقة من توظيف البعض لجهود عسكرية بهدف تغيير نظام الأسد، وقال: “إنهم -لم يحدد الجهة المقصودة- يوظفون جهودًا عسكرية محددة بهدف تغيير النظام في دمشق، بالطبع يقلقنا أن تنفذ تحركات ما بالقوة وعمليات في هذا السياق”، إلا أن المسؤولين اﻷمريكيين مجمعون على عدم إسقاط نظام اﻷسد، وإنما احتواء النفوذين اﻹيراني والروسي في المنطقة.