"جيش حلب" يتصدى لقوات الأسد بأولى معاركه.. وتزامن هجوم النظام والميليشيات الكردية على المعارضة يعقد المواجهات


براء الحسن - خاص السورية نت

تتسارع الأحداث في أحياء مدينة حلب المحاصرة والخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة السورية، وشهدت التطورات العسكرية المتلاحقة حدثين بارزين، الأول إعلان المعارضة السورية، الخميس، عن تشكيل "جيش حلب" لوقف تقدم النظام، والثاني استغلال الميليشيات الكردية لهجوم النظام على مناطق المعارضة ما أدى إلى خسارة المعارضة لكثير من المناطق.

وقال "أحمد العمر" أحد مقاتلي "جيش الفتح" في المدينة لـ"السورية نت"، اليوم الخميس، إن "الوضع العسكري في الأحياء المتبقية المحاصرة يزداد صعوبة؛ ما دفع الفصائل المقاتلة في المدينة وأبرزها "الجبهة الشامية، وجبهة فتح الشام، وحركة أحرار الشام الإسلامية المنضويتان  في جيش الفتح لتشكيل فصيل واحد أطلقت عليه جيش حلب في محاولة منهم لتدارك التراجع العسكري في الفترة الأخيرة".

تصد لقوات الأسد

وذكرت مصادر داخل "جيش حلب"  لـ "السورية نت" أنّ "الجيش ضمّ كافة الفصائل المقاتلة في المدينة، حيث تم الاتفاق على تعيين أبو عبد الرحمن نور المنحدر من الجبهة الشامية قائداً للجيش، وأبو بشير معارة المنحدر من تجمع نور الدين الزنكي قائداً عسكرياً، كما تم تشكيل مجلس شورى موحد للجيش". 

وفي اليوم الأول من تشكيله تصدى "جيش حلب" لمحاولات قوات الأسد التقدم على محور حي الشيخ سعيد، وفشلت بعد معارك استمرت عدة ساعات من التقدم، وقتلت قوات المعارضة 50 جندياً من قوات الأسد، كما استعادت السيطرة على عدة مبان في منطقة السكن الشبابي قرب البحوث العلمية وتدمير دبابة واغتنام أخرى. 

وشهد اليومان الماضيان تحسناً في وضع الجبهات بالنسبة للمعارضة، حيث واصلت قوات الأسد حملة قصفها على الأحياء المحاصرة وسط تأثر الطيران بالأجواء الشتوية الماطرة ماحدّ من حركة إقلاعه، وسط عدم تمكنها من التقدم في مناطق جديدة.

ويضيف "أحمد" بأنّ "جيش حلب" هو "الفرصة الأخيرة للثوار لتدارك ما حصل في الفترة الماضية"، مبيناً صعوبة الأوضاع سواء المعيشية والطبية سواء على المقاتلين والمدنيين.

وقال إن "الصمود هو الخيار الوحيد المتبقي للثوار"، داعياً الفصائل العسكرية المقاتلة خارج حلب إلى التوحد كي تستطيع تحقيق انتصارات على قوات الأسد والميليشيات الموالية لها، قبل أن تُجبرها الظروف على التوحد مثلما حصل في حلب.

"سقوط الأحياء"

من ناحية ثانية، ما يزال أثر استغلال الميليشيات الكردية لانشغال المعارضة بقتال النظام واضحاً حتى الآن.

فخلال المعارك الدائرة بالأحياء الشرقية المحاصرة بحلب، اتخذت ميليشيات "وحدات حماية الشعب" الكردية موقفاً واضحاً بهجومها الواسع على معاقل فصائل المعارضة، التي تتواجد في كل من حي الشيخ مقصود والسكن الشبابيّ، قرب الكاستيلّو.

ويذكر المقاتل في جيش الفتح "أحمد" لـ"السورية نت" أنّ "قوات الأسد والميليشيات الأجنبية الموالية له تمكنت بداية من السيطرة على حي مساكن هنانو الاستراتيجيّ، ومن ثم حي جبل بدرو في محاولة منها لفصل الأحياء الشرقية المحاصرة عن الغربية، وهو ما تحقق لاحقاً من خلال هجوم متزامن لقوات الأسد وميليشيات وحدات الحماية على عدة أحياء محاصرة".

ويضيف: "تزامن هجوم قوات الأسد على حي الصاخور مع هجوم آخر من خاصرة الأحياء المحاصرة نفذته الميليشيات الكردية؛ ماشتت قوى الثوار التي سارعت لإنقاذ العوائل خوفاً من ارتكاب القوات المهاجمة المجازر بحقها، حيث تمكنت القوات من السيطرة على أحياء: الإنذارات، وبعيدين، والهلك، وبستان الباشا، والشيخ خضر، والصاخور، والأرض الحمراء، وتقاسمت قوات النظام والأخرى الكردية مناطق السيطرة".

ويؤكد شهود عيان من الأحياء المحاصرة بأنّ نحو 150 ألف مدنيّ خرج نحو مناطق سيطرة قوات الأسد والميليشيات الكردية هرباً من جحيم القصف والبرد والجوع، لافتين إلى أنّ الميليشيات المهاجمة أسرت العشرات خلال فرارهم إلى مناطق سيطرتها، حيث أُفرِج عن البعض، فيما تعرض آخرون للتصفية الميدانية، وسط بقاء مصير الكثيرين مجهولاً.

ويذكر "عثمان" الناشط الإعلامي في المدينة بأنّ الهجوم المتزامن للميليشيات الكردية وقوات الأسد "أثبت مجدداً بأنّ لافرق بينهما من حيث عدائهما للثورة، حيث أنّ كل شخص مدنيّ يدخل لمناطق سيطرة القوات المهاجمة يخضع للتحقيق والتأكد من هويته، إذ نفذت هذه القوات حالات إعدام ميدانية كان منها أربع حالات في حيّ بعيدين، فيما اعتقلت الميليشيات الكردية مدنيين خلال تقدمها في الأحياء المحاصرة ووضعت بعضهم تحت الإقامة الجبرية في حي الشيخ مقصود".

وتعاني الفصائل العسكرية العاملة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام من تشرذم كبير؛ ما دفع الناشطين الإعلاميين والمدنيين إلى إطلاق حملات حثت فيها قيادات الفصائل إلى التوحد ونبذ الخلافات للحفاظ على الثورة ومكتسباتها.




المصدر