خبيران أمريكيان: سوريا هي التحدي الأكبر لإدارة ترامب .. ولا حل بوجود “الأسد”


ميكروسيريا – متابعة

كتب الباحثان بمعهد واشنطن لشؤون الشرق الادنى الدبلوماسي السابق “Dennis Ross”، و”Andrew Tabler” مقالة في مجلة “Foreign Affairs” ، أكدا فيها على أن التحدي الاكبر الذي سيواجهه الرئيس الاميركي المنتخب “دونالد ترامب” على صعيد السياسة الخارجية هو الملف السوري، وقالا “ان محاربة “داعش” فقط لن يكون كافياً”.

أضاف الباحثان، ان القضاء على “داعش” واقتلاع التطرف يتطلب ان تساعد الولايات المتحدة مقاتلي المعارضة، في المناطق التي تسيطر عليها، بالتزامن مع ممارسة الضغوط على ايران وروسيا من اجل حثهما على التحرك نحو حل سياسي قابل للتطبيق.

ورأى الباحثان “ان ذلك يتطلب من ترامب ان يكون اكثر استعداداً للضغط على موسكو وطهران، وأن يكون مستعداً لفرض إجراءات عقابية على كل منهما في حال عدم الوفاء بالتزاماتهما”.

وبحسب الكاتبين: “ان السياسة الاميركية حتى الآن ملتزمة بوحدة سوريا، وذلك استناداً الى قرار مجلس الامن رقم 2254 الذي جدّد التأكيد على سيادة واستقلال ووحدة الاراضي السورية”،لذا “فإن امام ادارة ترامب خمسة خيارات لتحقيق هذا الهدف وهي: اقامة مناطق حظر طيران، ضربات جوية تستهدف جيش الأسد، من اجل “فرض تطبيق وقف اطلاق النار، وتسليح فصائل مقاتلة  تصنف بـ”غير الجهادية””، وكذلك فرض العقوبات، إلى جانب العمل الدبلوماسي.

وكشف الكاتبان، أن خيار إقامة مناطق حظر طيران أو “مناطق آمنة”، يحظى ببعض التأييد من قبل كل من ترامب ونائب الرئيس المنتخب “Mike Pence”،حيث أكدا  “إن مناطق حظر طيران محدودة” هي موجودة اصلاً في المناطق الحدودية السورية مع كل من تركيا والاردن، واعتبرا : “ان المنطقة التي تعمل فيها تركيا شمال حلب هي خير دليل على انشاء مثل هذه المناطق “من دون مواجهة عسكرية”، كما أضافا ان “الاستراتيجية الاميركية الذكية” هي التي تضم نشر قوات خاصة اميركية من اجل تحصين المناطق الآمنة وشن ضربات جوية وكذلك استخدام صواريخ كروز من اجل ضرب الطيران وسلاح المدفعية لدى الجيش السوري”.

كما طرح الكاتبان خيارا يتمثل بشن ضربات عن مسافة بعيدة من اجل ما اسمياه فرض تطبيق اتفاقيات وقف اطلاق النار، وفي الوقت نفسه قالا “ان الولايات المتحدة يمكن أن تقدم اسلحة “نوعية جديدة” الى بعض الجماعات المسلحة”، لكنهما شددا على “ان الدعم لما اسمياه “الجماعات غير الجهادية” لن ينجح الا اذا التزمت الولايات المتحدة بمحاربة النظام السوري”، بحسب قولهما.

الكاتبان اكدا ايضاً على ضرورة توجيه رسالة الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مفادها “ان واشنطن ستكون مستعدة لشن ضربات عسكرية ضد جيش الأسد في حال انتهاك الأخير اي من مبادئ “انشاء ممرات انسانية” وصياغة دستور جديد والموافقة على مرحلة انتقالية لمدة 18 شهراً”.

و شدد الكاتبان على ضرورة ان يوجه ترامب رسالة واضحة الى بوتين بان مواصلة الدعم الروسي للأسد “حتى بينما لا يفي الاخير بالتزاماته حيال قرار رقم 2254” (بحسب تعبيرهما) يعني ان موسكو قد تصبح عالقة فيما وصفاه “بالحرب المكلفة التي لا يمكن ان تنتصر فيها”، كما اضافا “ان الولايات المتحدة يجب ان تؤكد على ان “لا حل سياسي يشمل كل انحاء البلاد طالما بقي الاسد بالسلطة”.