“سرايا التوحيد” الدرزية مليشيا جديدة في خدمة الأسد.. من وراءها؟

بينما واجهت مليشيا “سرايا التوحيد”، التي أعلن إطلاقها في لبنان مؤخراً، رفضاً من قبل الطائفة الدرزية؛ إذ إن عناصرها ينتمون لـ”الدروز”، يبدو أن دعماً كبيراً ستحظى به هذه المليشيا؛ لا سيما أن مؤسسها من الموالين لنظام الأسد ومليشيا “حزب الله”.

وبعرض عسكري أقيم الأحد الماضي (20 نوفمبر/تشرين الثاني)، شارك فيه متطوعون دروز شباب من لبنان وسوريا، يتضح أن المليشيا تسعى لتكون الممثل المسلح لطائفة الدروز في لبنان وسوريا. يأتي ذلك في وقت استنكر كثير من دروز سوريا مشاركة أبنائهم في هذه المليشيات، بل إن لؤي الأطرش، ابن الأمير منصور الأطرش، رأى أن المشاركة في تلك المليشيات تسبب “شرخاً” بين أبناء الطائفة الدرزية، مبيناً رفضه لها.

ومليشيا “سرايا التوحيد” انبثقت من “حزب التوحيد اللبناني”، ومن ثم فهي ستكون ذراعه المسلح، كما أن ظهور هذه المليشيا بدا مشابهاً لـ”لسرايا المقاومة” التي انبثقت عن “حزب الله” عند تأسيسه.

ومن المتوقع أن تنال المليشيا التي ستكون ساحة تحركاتها لبنان وسوريا، بحسب تصريحات المسؤول عنها، دعماً من مليشيا “حزب الله”؛ وهو ما يتأكد من خلال العلاقات الوثيقة التي تربط بين مؤسس المليشيا و”حزب الله”.

وستكون المليشيا الجديدة ذراعاً مسلحاً آخر يعمل لمصلحة نظام بشار الأسد، حيث عرف عن مؤسس المليشيا دعمه وولاءه المطلق للأسد.

وليس من المستغرب أن تكون المليشيا، التي يتأكد من خلال اقتصار المنتمين إليها لطائفة معينة (الدروز)، صبغتها الطائفية، أن تسير، مستقبلاً، على ذات الخُطا التي اتخذتها مليشيا “حزب الله” في موالاة نظام الأسد، والمشاركة في تنفيذ عمليات “إرهابية” في دول الخليج، إذ إن مؤسسها عُرف بعدائه لدول الخليج وقادتها، ودفاعه المستميت على نظام الأسد، ذلك هو الوزير اللبناني السابق الدرزي وئام وهاب، فمن هو؟

وئام ماهر نجيب وهاب شعبان، سياسي لبناني من مواليد بلدة الجاهلية، 1964، لأسرة شعبان، من بلدة الشويفات، من الطائفة الدرزية.

كان عضواً في الحزب التقدمي الاشتراكي، في منظمة الشباب التقدمي والكشاف التقدمي وكذلك في مليشيا الحزب الاشتراكي.

عمل وهاب في إذاعة “صوت الجبل” التابعة للحزب التقدمي الاشتراكي بين 1983 و1987، ثم عمل بين سنة 1991 و2000 مستشاراً سياسياً للزعيم الدرزي النائب الأمير طلال أرسلان، ثم مستشاراً للقائم مقام شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز الشيخ بهجت غيث.

وشارك سنة 1996 في الانتخابات النيابية عن أحد المقعدين الدرزيين في دائرة الشوف، لكنه هُزم أمام وليد جنبلاط ومروان حمادة، كما عمل في مجال الصحافة والإعلام، ولا سيما في مجلة “الأنباء”، وصحف “السفير” و”الحقيقة” و”الديار”.

وشغل وهاب منصب وزير البيئة في حكومة عمر كرامي بين أكتوبر/تشرين الأول 2004 وفبراير/شباط 2005.

وأسس سنة 2006 تيار التوحيد الذي ينتمي إلى قوى 8 آذار، التي تضم حلفاء حزب الله وهم: حركة أمل، والحزب الديمقراطي اللبناني، وتيار المردة.

– العداء للخليج العربي

يظهر وئام وهاب باستمرار في محطات التلفزيون، وعرف بهجماته الكلامية ضد دول الخليج العربي، وتوجيه التهم المختلفة لقادتها.

كذلك توعّد سابقاً بالذهاب شخصياً لقتال الجيش التركي في حال دخوله للأراضي السورية، وجاء توعده بمقابلة سابقة له في برنامج حديث الساعة على قناة الجديد اللبنانية.

ويأتي استعراض مليشيات وهاب بعد أيام من استعراض حزب الله العسكري في القصير بسوريا، وعن ذلك قال وهاب خلال العرض: “السرايا ليست عسكرية أو أمنية أو تخريبية، بل هي للتغيير، وترفض استعمال السلاح إلا دفاعاً عن النفس ودعماً للجيش اللبناني”.