نصرة لحلب وللمطالبة بتوحد الفصائل.. مظاهرات شعبية تعم إدلب


في ظل المأساة التي يعيشها أهالي حلب في الأحياء الشرقية، نتيجة الحصار المفروض عليهم من قبل نظام الأسد، والصمت الدولي الواضح تجاه ما يحدث في المدينة منذ قرابة الـ100 يوم، بدأت تحركات شعبية في مناطق واسعة في محافظة إدلب، داعمة لصمود الأهالي المحاصرين، بالإضافة لنداءات ولافتات رفعها متظاهرون، تطالب الفصائل العسكرية بالتوحد وإقالة "القادة المتخاذلين".

 

مظاهرات وشعارات تعبِّر عن الاستياء الكبير للحاضنة الشعبية

إن اللافت للنظر، أن المظاهرات التي حملت اسم "جمعة الغضب لأجل حلب"، وانتشرت بـ13 منطقة (مدينة إدلب، معرة النعمان، معرة حرمة، حاس، حزارين، عقربات، سرمين، ترمانين، سلقين، كللي، الدانا، مخيم أطمة، حارم) لم تكن فقط للمدنيين، بل شارك فيها ناشطون وعسكريون وحقوقيون وأطباء ومسعفون، عبَّروا فيها عن وقوفهم إلى جانب المحاصرين في حلب، واستيائهم مما يحدث، كما شهدت الفصائل العسكرية خلال المظاهرات لأول مرة انتقادًا لاذعًا، ففي مدينة حارم والدانا وأطمة بريف إدلب الشمالي، طالب المتظاهرون خلال عبارات دوَّنوها على لافتات ورقية بتوحُّد الفصائل أو رحيل قياداتها.

 

100 يوم من الحصار ومأساة الحلبيين مستمرة

انتهى اليوم المئة في حلب، وما زال الحصار مُطبِقًا على آلاف المدنيين، في ظل انعدام كامل لأسباب الحياة، من توقُّف عمل المشافي في المدينة، وفقدان فرق الدفاع المدني ثلثي معداتهم، وفقدان الطعام الذي يتزامن مع الحملة الجوية الشرسة لنظام الأسد، التي أجبرت الثوار على إعادة ترتيب صفوفهم ضمن الأحياء الشرقية، وما زال صمود الحلبيين واضحًا، ويتجلى من خلال الحراك الشعبي للمدنيين، ورفض الكثير منهم إجراء أي مصالحة مع النظام، بالرغم من سقوط نحو 2675 ضحية، بينهم 305 أطفال و681 امرأة.

 

حلب تخرج إعلاميي الثورة عن صمتهم

أطلق ناشطون بارزون لأول مرة رسائل شديدة اللهجة، موجهة إلى قادة وشرعيي الفصائل في الشمال السوري، وكان من أبرزها رسالة الناشط والإعلامي "هادي العبدالله"، التي قال فيها: "إن سجون الأسد وإيران ستكون مكانًا لتوحد قادة الفصائل"، مشيرًا إلى أن مئات الضحايا والأطفال الذين سقطوا، والدماء، والدمار الذي حلَّ بحلب، لم تدفع القادة إلى نبذ خلافاتهم والتوحد، مؤكدًا أن الثورة السورية ستنتصر، قائلًا: "إن الثورة ستنتصر بكم أو بغيركم، الثورة ستنتصر رغم أنف خلافاتكم".

هذا، وقد أطلق الإعلامي والناشط "معاذ الشامي" رسالةً تحت اسم "النداء الأخير لقادة الفصائل الثورية.. تفرقكم قتل ثورتنا وأحرق شعبها"، ونوه فيها مستهزئًا، إلى أن المجتمع الدولي الذي خذل الشعب السوري على مدى خمس سنوات كيف يستجيب إلى مناشدات الشعب، ولا تزال الفصائل التي أعلنت وقوفها إلى جانب الشعب لم تستجب إلى مطالبه، داعيًا إلى نبذ الخلافات فيما بينها، وإلا سيكون مصير مدينة حلب والمناطق الأخرى كمصير ريفي حمص ودمشق.

ويبقى مصير الاستجابة للنداءات والمطالبات التي أطلقها المتظاهرون مجهولًا، وترسمه الفصائل العسكرية التي باتت أمام خيارين، إما الإعلان عن استعدادها النزول عند مطالب الشارع، أو قد يشهد الأخير تحركًا أوسع وتصعيداً أكبر.