النظام يستخدم سلاح التهجير مجدداً ..43 باصاً تنقل مقاتلي التل وعائلاتهم إلى إدلب شمال سوريا


تمت عملية إخلاء مدينة التل في ريف دمشق من مقاتلي المعارضة المسلحة، وذلك بعد إعلان اتفاق التسوية الأسبوع الماضي بين لجنة من التل وما يسمى لجنة المصالحة في حكومة النظام.

وخرجت ليلة أمس قافلة مؤلفة من 43 باصاً دفعة واحدة، تحمل المقاتلين وأسرهم، باتجاه إدلب شمال سوريا. وذكر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن قرب وصولهم إلى إدلب.

وكانت لجنة التواصل في مدينة التل قد أوعزت إلى فصائل المعارضة المسلحة في مدينة التل الذين سجلوا أسماءهم في قوائم الخروج من المدينة بتجهيز أمتعتهم وتهيئة أنفسهم للمغادرة .

وقدَّرت مصادر من داخل المدينة عدد الذين تمت تسميتهم حتى أمس بحوالي أربعة آلاف بين مدني ومقاتل بينهم جرحى ومرضى، على أن يتم فتح الباب لتسجيل قوائم إضافية إن دعت الحاجة.

ووفقاً للاتفاق فإنه سيتم "السماح لمن يريد الخروج من الشباب بسلاحهم الفردي لأي منطقة يختارونها، وتسليم السلاح الباقي بالكامل، وتسوية وضع المطلوبين رجالاً ونساء والمتخلفين عن خدمة العلم، ضمن تسوية تستمر لمدة ستة أشهر يليها إما الالتحاق بالخدمة العسكرية، أو مغادرة مدينة التل".

ويشمل الاتفاق المنشقين عن جيش النظام ومؤسسات الدولة، باستثناء من ظهر في وسائل الإعلام وفقاً للمصادر ذاتها.

كما تضمنت بنود التسوية "فتح طريق التل بالكامل وفتح طريق منين أمام المدنيين".

بالإضافة لـ"تشكيل لجنة من 200 شخص لحماية المدينة يتم تشكيلها من قبل لجنة التواصل تعمل تحت أمرة الجهاز الأمني للدولة".

ووفقاً للبنود السابقة أيضاً، تُحصر مهام جيش النظام في المدينة في البحث عن حَمَلة السلاح، وبالاتفاق مع لجنة المصالحة الدائمة.

وتعتبر مدينة التل ذات موقع استراتيجي حيث تبعد عن مركز دمشق نحو 14 كيلومتراً شمالاً. ويُقدر تعداد سكانها بحوالي 100 ألف نسمة، تضاعف خمس مرات مع نهاية العام 2016 بسبب النزوح إليها من بلدات الغوطة الشرقية وقرى القلمون.

وبحسب صحيفة "السفير" اللبنانية فقد كشفت معلومات ميدانية أن جيش النظام تسلم من المقاتلين بعد التسوية عربتي شيلكا، وسبع دبابات، وأربع مضادات جوية، وثلاث منظومات لإطلاق الصواريخ المضادة للدروع، إضافة لما يقارب 500 رشاش ثقيل وما يماثل هذا العدد من البنادق الرشاشة، ومعها ثلاثة ملايين رصاصة.

يشار إلى أن نظام الأسد اتبع خلال الأشهر الماضية، سياسية تهجير أهالي المدن والبلدات الخارجة عن سيطرته في ريف دمشق، حيث تم إفراغ مدينة داريا في الغوطة الغربية يوم 26 آب/أغسطس الماضي، وبعده اتفاق في مدينة معضمية الشام بريف دمشق بتاريخ 19 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى جانب اتفاق قدسيا والهامة ومؤخراً خان الشيح والتل.




المصدر