روسيا تعلق على تشكيل "جيش حلب" وتصر على إخراج "فتح الشام" من الأحياء الشرقية للمدينة


اعتبر وزير الخارجية الروس، سيرغي لافروف، أن "جيش حلب" الذي أعلنت فصائل في المعارضة السورية عن تشكيله، أول أمس، "ليس إلا محاولة لتقديم جبهة فتح الشام تحت اسم جديد"، حسب قوله، في إشارة إلى إصرار موسكو على مطلبها بإخراج مقاتلي "فتح الشام" من شرق حلب.

تصريحات لافروف التي أدلى بها، اليوم الجمعة، جاءت خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإيطالي، باولو جنتيلوني، في العاصمة روما.

وقال تعليقاً على سؤال حول سبب إعلان فصائل في المعارضة تشكيلها "جيش حلب": "فيما يخص الأنباء عن تشكيل جيش حلب الموجود في الجزء الشرقي من المدينة، وما إذ كان من المحتمل أن يضم هذا الجيش الجديد إرهابيين، فأعيد إلى أذهانكم، أن بياناتنا تشير إلى كون كافة الفصائل في حلب الشرقية تقريبا، تخضع لجبهة النصرة. وإذا أعلنوا عن تشكيل هذا الجيش، فمن غير المستبعد أن يكون ذلك محاولة لتقديم النصرة تحت ماركة جديدة، من أجل تجنيبها العقاب الذي استحقته".حسب زعمه.

وتتمسك روسيا بمطلبها ومبادرة المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا، التي تنص على خروج مقاتلي "فتح الشام" من الأحياء الشرقية لحلب، وإدخال المساعدات.

وكانت دعوة المبعوث الأممي قد قوبلت بالرفض لكونه برر الهجمة العسكرية الكبيرة لروسيا ونظام الأسد على أحياء شرق حلب، وما يرافق ذلك من قصف عنيف مستمر بشكل يومي أودى بحياة المئات معظمهم من النساء والأطفال، عندما تحدث عن أن وجود مقاتلي "فتح الشام".

ويبدو أن المباحثات التي جرت لأول مرة بين ممثلين عن المعارضة في حلب، ومسؤولين روس في العاصمة التركية أنقرة لم تنتهي بنتائج إيجابية.

وجاء تصريح لافروف، اليوم الجمعة، متزامناً مع ما كشف عنه مسؤول كبير في المعارضة السورية واتهامه لروسيا بالمماطلة وعدم الجدية في مباحثات أنقرة.

وقال المسؤول لوكالة رويترز إن مقاتلي المعارضة انضموا للمحادثات مع مسؤولين روس كبار قبل نحو أسبوعين في محاولة لتأمين توصيل المساعدات ورفع الحصار عن شرق حلب.

وأوضح المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه لسرية الاجتماعات وجود مماطلة شديدة من الروس. مضيفاً: "الدول العربية والولايات المتحدة إذا ما دخلت على الخط نحن أمام مأساة حقيقية إذا الأمور استمرت على نفس الوتيرة."

وكانت صحيفة "لوموند" الفرنسية كشفت قبل يومين عن مناقشات سرية تجري بين الروس وممثلين من المعارضة في حلب لإعادة تنشيط الخطة المقترحة في شهر/ أكتوبر من قبل مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا، التي تنص على وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية وطرد مقاتلي جبهة "فتح الشام".

وتعد روسيا من أبرز حلفاء رأس النظام في سوريا بشار الأسد، وتهاجم قواتها الجوية مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في سوريا منذ سبتمبر/ أيلول 2015 بما في ذلك شرق حلب، وتسببت موسكو بقتل ما لا يقل عن 3700 مدني خلال حملتها العسكرية بحسب ما ذكرته الشبكة السورية لحقوق الإنسان.




المصدر