الثروة الحيوانية في زمن الحرب… الغنم العواس من المراعي إلى الحظائر


%d8%b4%d8%b1%d9%8a%d8%ad%d8%a91

عبد الرزاق الصبيح: المصدر

لا تملك الحيوانات الرّفض في تغيير أماكن سكنها، إذا كان أصحابها هم أنفسهم قد قبلوا تغيير سكنهم عشرات المرّات خلال خمسة أعوام من الحروب التي غيّرت كل شيء في سوريا، حيث يلجأ الكثير من مربّي الماشية في ريف إدلب، إلى تربية الأغنام في حظائر خاصّة بدلاً من المراعي، وذلك بسبب السّكن العشوائي، والتعدّيات على المراعي من قبل المدنيين.

وشهدت السنوات الثلاثة الماضية عشوائيّة كبيرة في البناء والسّكن، وتعدّيات كبيرة من قبل المدنيين على المراعي في أرياف إدلب، بسبب نزوح أعداد كبيرة من المدنيين من مناطق الاشتباكات في أرياف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي والغربي، حتى أنّ سكّان المدن والأرياف أنفسهم يفضّلون السّكن في أطراف المدن والقرى، بسبب الغارات الجويّة التي تشنّها طائرات حربية روسيّة وطائرات النظام، وتستهدف الأحياء السكنيّة ضمن المدن والبلدات والقرى.

وكان لتعدي المدنيين على المراعي أثر سلبي على تربية الأغنام العواس، حيث أصبحت تربّى في حظائر ضيقة ضمن بيوت من البلاستيك، وضمن الحظائر المغلقة وفي الكهوف، وانخفضت أعداد الأغنام في سوريا بشكل كبير جداً مع أنها من بين أفضل أنواع الأغنام في العالم.

وقال المهندس الزّراعي “أحمد الابراهيم” في حديث لـ “المصدر”: “يوجد في سوريا حوالي 13 مليون رأس ماشية من أغنام وماعز وأبقار، والعدد الأكبر فيها من الأغنام العواس، وتتوزّع بين البادية السّورية والداخل، وتعتبر أفضل أنواع الأغنام في العالم بعد الأغنام النجديّة، وتستطيع التّأقلم مع كافة ظروف الجفاف والبرودة والحرارة، ولكن انتقال تربيتها إلى حظائر سيؤثر عليها سلباً من حيث المواليد والحليب”.

وأردف “الابراهيم”: “الأغنام العواس في سوريا هي أفضل أنواع الأغنام، من حيث وفرة اللّحوم وجودتها، وكذلك من حيث الحليب ونسبة الدّسم في الحليب، وأيضاً من حيث المواليد، فهي تلد مرتين في العام، وكذلك من حيث الصوف”.

وشهدت السّنوات السّابقة انخفاض أعداد الأغنام العواس في سوريا، بسبب ضيق مساحة المراعي، وكذلك ذبح الإناث منها، وصعوبة تأمين العلف وغلائه وتهريب أعداد كبيرة منها إلى تركيا.

وينتقل السّوريون إلى أساليب حلول مؤقتة لضمان الاستمرار في تربية حيواناتهم، ومع القتل والدّمار يبدو أن كل شيء في سوريا قابل للتغيير، وما كان مستحيلاً قبل الحرب، أصبح اليوم أمراً عادياً وفي كل المجالات.





المصدر