حين صار “ثمن” سمانثا باور 40 دولاراً


ترف الادعاء وحده، دفع مندوب سوريا في مجلس الأمن، بشار الجعفري، لتوجيه اهانته لمندوبة الولايات المتحدة سمانثا باور، حين قال ان سعر النساء من عمرها في سوق النخاسة لدى “داعش”، يقارب الـ40 دولاراً. فالسفير النزِق، الذي تخطى كل الاسس الدبلوماسية والاصول المعمول بها، ليس أكثر من آلة دعائية للنظام السوري، تستثمر في الخوف، وأخيراً في العرض، لتسجيل نقاطه في مرمى المجتمع الدولي.
والاستثمار في أعراض النساء، هو آخر تجليات النظام الأسدي، في معرض بث دعاية التخويف في الاوساط الدولية. يحاول القول ان المرأة، من دونه، ستكون سلعة في سوق النخاسة، تخضع لمعايير “سعر سوق”.. ولجأ الى هذا التكتيك، بعد فشله في الدفاع عن نفسه، بوصفه قاتلاً للأطفال، يقفز فوق كل المعايير الانسانية، ويستلذ بمشهد الجوعى الهاربين الى أحضانه، استجداءً لكِسرة خبز.
في ذلك، تطور دعائي عن نوعية الخطاب الذي قدمه في السابق باللهجة المباشرة نفسها من دون تورية أو تشذيب للكلمات بالانكليزية.. كونه لم يتحدث عن المسيحيين أو عن تسامح الأديان، بل عن النساء.
لم يقل الجعفري كلماته بغرض التخويف فحسب، علماً أنه يضمن رداً أقل حدة من عباراته، من امرأة مسكونة بتقاليد حقوقية غربية، ستهولها المقاربة البشعة، والاسقاط الابتزازي. في الواقع، يتمنى الجعفري أن تكون النساء الغربيات ضحايا “داعش” كسبايا حرب. ذلك الفعل وحده، يستطيع انقاذ نظامه من انتقادات دولية، بعدما نجحت استراتيجية التخويف التي اتبعها، بتقويض جهود استخدام القوة ضده، لوضع حد للمأساة السورية.
ولم يكن النظام ليصل الى مرحلة النزق المشابه، لولا أن الإرهاب رفده بعناصر قوة تزخّر ادعاءاته كجهة مخولة وقادرة على محاربة الارهاب، وتوفير ضمانة للغرب بحماية الاقليات وحقوقهم، وحماية النساء. في الشق الاخير، يبتز النظام العالم، من أعلى سلطة دولية قادرة على حشد الطاقات على محاسبته.. وخولته قضية النساء لابتزاز أقوى دولة في العالم، وهي الولايات المتحدة، عبر نقل التخويف اليها، بأبشع صور الاستغلال.
غالباً ما يتسم أسلوب الجعفري بلعب دور الضحية ومحاولة إقناع الغرب بأن النظام السوري هو الضامن الوحيد للاستقرار في المنطقة، فضلاً عن إظهار الحسرة على ما حصل في “سوريا العلمانية” من قبل التطرف الإسلامي، مع تركيز هجومه على دول إقليمية.. لكنه تحول في الفترة الأخيرة لأحد أبطال الإعلام الروسي الذين يهاجمون الغرب وتحديداً الولايات المتحدة، لدرجة يبدو معها وكأنه لم يعد يمارس دوراً دبلوماسياً بقدر ما يلعب دوراً تهريجياً ومسرحياً في أروقة الأمم المتحدة ضمن مناكفات إعلامية وسياسية مبتذلة.
وخلافاً لذلك، فإنه استثمر في مخاوف النساء، ووضعهن في موقع الضحية البديلة، لكسب سكوتهن. بالتأكيد، اسقط الجعفري قصة فيلم A Time To Kill (1996) على تجربته الدفاعية في المحاكمة، حين وضع مندوبة الولايات المتحدة، وسائر نساء الغرب، في موقع المعرضات للسبي على يد “داعش”، طمعاً في الحصول على تبرير لجرائم نظامه، رغم أن المحامي في الفيلم، استدر عطف القضاء بالدمعة، فيما يستدر الجعفري تعاطف العالم مع نظامه، بالابتزاز.
النظام، وسفيره الجعفري، بلغ مرحلة الترف الدعائي. فاستراتيجية تخويف العالم، وفق رؤيته الدعائية، لن تكون رادعاً من استخدام النساء كجزء من آلته. هي سفالة الدعاية، وبئس الخطاب.. وما كان ليتجرأ على مخاطبة العالم وابتزازه هكذا، لو لم تكن هناك قوة في العالم تصدق مزاعمه حول حماية الإقليات من أظافر الإرهاب.
رابط الفيديو : هنا.


صدى الشام