سوريات ضحايا الاستغلال الجنسي في أسواق العمل التركية


تواجه العديد من العاملات السوريات في تركيا، مشاكل يندر طرحها، خوفاً من سلطة المجتمع، إحدى هذه المشاكل، الاستغلال الجنسي.
لم تتوقع آيات، أن تفقد عملها كبائعة في أحد المجمعات التجارية بمدينة اسطنبول، بعد تعرضها مراراً لمحاولات الاستغلال الجنسي، من قبل بعض الزبائن، وبقبول من رب عملها، كما تقول.
تقول الشابة (29 عاماً) وهي خريجة جامعة دمشق:»هربت من سوريا برفقة عائلتي إلى اسطنبول، كان ينبغي أن أجد عملاً كي أعين أهلي في المعيشة، وبالفعل عملت في مجمع تجاري، بما أنني لم أجد عملاً أفضل». وتضيف : «في أحد الأيام أتاني زبون، وبدأ يسترسل بالكلام ويستفسر عن عملي الحالي، عرض علي عملاً براتب1000 دولار، وأصر على زيارتي له في أحد الفنادق، لكنني رفضت».
مضايقات عدة تعرضت لها آيات من قبل الزبون ذاته في الأيام التالية، فما كان منها إلا أن أخبرت المدير الذي لم يبد أي اهتمام، ولم يمض شهر حتى أتاها خبر إقالتها، وعادت بلا عمل من جديد.
لكن الصدمة كانت بالنسبة لآيات، عندما أنبأها أحد زملائها السابقين، أن المدير يتلقى نسبة مالية عن كل فتاة ينجح بجمعها بأحد الزبائن.
مبالغ مالية تقارب مئة دولار، يتقاضاها بعض أرباب العمل الأتراك في المجمع الذي عملت فيه آيات، مقابل تدبير لقاء بين الزبون وإحدى العاملات السوريات. كما يؤكد محمد، الذي عمل في المجمع ذاته.
خلال عام كان شاهداً على بعض حالات التحرش والاستغلال الجنسي التي وقعت بحق سوريات.
ويوضح في هذا السياق، «التحرش بالعاملات السوريات كان يتم بطريقة وقحة وأمام المدير»، يتابع: «هُددت بالطرد مرة عندما حاولت التكلم بالموضوع، وأغلب الفتيات كن مغلوبات على أمرهن، ويخشين الفضيحة وفقدان الرزق. يصعب علي للغاية ما تتعرض له نساء بلادي من إهانة، فيما أنا عاجز عن فعل أي شيء».
ويبدو أن العوز والحاجة، دفع بعضاً من السوريات إلى بيع أجسادهن في سبيل إعالة أسرهن، فضيق الأحوال دفع بسلمى إحدى زميلات محمد، إلى الرضوخ لرب عملها.
ابنة الخامسة والعشرين عاماً، اختارت القبول والسكوت عن كل استغلال جنسي ارتكب بحقها، خوفاً من فقدانها القدرة على إعالة والديها وأخيها المصاب في مدينة دمشق، فلم يكن أمامها خيار آخر، حسب محمد.
لا يختلف حال سحر (30 عاماً) ، عن حال اللواتي وقعن ضحية للإذلال والاستغلال من قبل أصحاب العمل الأتراك، فبعد نجاحها في إيجاد عمل لدى أحد الأطباء الأتراك وبراتب جيد، تبين لها لاحقاً أن الترفيه الجنسي عن الزبائن، هو أحد شروطه الأساسية.
وتقول، عن ذلك :«عملت في مركز لزراعة الشعر، وكان أغلب زبائننا من العرب، كنا نأخذ نسبة مالية عن كل زبون ننجح بإقناعه، تمكنت خلال شهرين من إقناع أربعة، في الوقت الذي استطاعت فيه أخريات جلب 5 أشخاص خلال شهر واحد».
وتضيف: «مع مرور الوقت علمت أنه من الضروري الترفيه عن الزبائن، ما يعني سهرات وأوتيلات والذي منه، لكني كنت أحاول دائماً الابتعاد عن ذلك».
رفض سحر القاطع لشرط عملها الأساسي، وعدم قدرتها على جلب المزيد من الزبائن، سببا بطردها وخسارتها لراتب شهر كامل، لكن ذلك لم يمنعها من بداية بحث حثيث وكفاح جديد في سبيل العيش.
يذكر أن لجنةَ الإنقاذ الدولية والأمم المتحدة، سجلتا ازدياداً في حالات التحرش والاستغلال الجنسي بسوريات، من قبل أصحاب العمل والبيوت ومقدمي الخدمات في تركيا، كما أشارتا إلى وجود مافيات تستغل فقرهن وتجبرهن على الزواج غير القانوني، والدعارة أيضاً.



صدى الشام