قوات الأسد تسعى لتعزيز طرق إمدادها غرب سوريا.. وتحول قرى موالية بحمص لمراكز قصف المعارضة

5 ديسمبر، 2016

يعرب الدالي – خاص السورية نت

بدأت مؤخراً في ريف حمص الشمالي تحركات جديدة لقوات نظام بشار الأسد، وميليشيا “حزب الله” اللبناني بدعم روسي، منها حشود عسكرية في جبهات محدد حول منطقة الحولة، بالإضافة إلى رفع سواتر ضخمة في جبهات أخرى وتنظيم وترميم “المعابر الإنسانية”.

ويتمثل التطور الأبرز في التحضير لتصعيد عسكري محتمل على قرية السمعليل، إذ حصلت المراصد الخاصة بقوات المعارضة على أنباء عن تعزيزات عسكرية لقوات النظام في محيط القرية، من جهة الجنوب الشرقي لمنطقة الحولة.

تأمين الطرق

وقال الناشط الإعلامي من مدينة الحولة، مهند بكور، في تصريح لـ”السورية نت” إن هذه التحركات “في محيط قرية السمعليل تأتي بشكل اعتيادي مؤخراً وأن النظام يريد من هذه المنطقة تأمين خط إمداد ونقل لجنوده من مناطقه الموالية في جبال العلويين نحو ريفي حماة وإدلب وحتى حلب، وذلك من خلال تأمين خط المحطة بالقرب من الحولة”.

وأشار إلى أن “السمعليل تعد الحصن الأول لمنطقة البرج والتي تحمي هذا الطريق أيضا، وتعبر من البوابات المهمة لمنطقة الحولة المحاصرة نحو مدن تلبيسة والرستن، فضلاً عن أن القرية أقرب منطقة يسيطر عليها الثوار إلى الطريق الرئيسي حمص مصياف طرطوس والذي يعتبر أهم شراين النظام في المنطقة الوسطى بعد قطع المعارضة للطرق الرئيسية وسط سوريا وأهمها طريق دمشق حلب والذي يسيطر عليه ثوار ريف حمص الشمالي، ويمنعوا قوات النظام من استعماله، بالإضافة إلى ضرب تنظيم الدولة الإسلامية للطرق الرئيسية في ريف حمص الشمالي”.

ولم تقتصر تحركات النظام على الحشود العسكرية فقط، فبعد منتصف الشهر الماضي بدأت عدة محاولات تقدم للنظام وميليشياته نحو منطقة السمعليل، محاولاً التقدم فيها والسيطرة عليها، إلا أن محاولاته اصطدمت بمقاومة عنيفة من قوات المعارضة، وتمكنت من منع قوات النظام من التقدم وكبدتها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.

وسبق هذه المحاولات تصعيد عسكري من خلال القصف على المنطقة تسبب بمجزرة راح ضحيتها 11 شهيدا ممن تبقى من السكان في هذه القرية.

بالموازاة مع ذلك، بدأت قوات النظام مؤخراً رفع سواتر ترابية ضخمة يصل ارتفاعها إلى عشرات الأمتار، وهي على شكل أسوار يخرج منها منصات دبابات وعربات رشاشات ثقيلة لتكون أسواراً دفاعية ضخمة.

ومن شأن ذلك أن يمنع قوات المعارضة من التقدم أو التسلل بحسب ما تحدث به “أبو عمر أحباب” أحد القادة الميدانيين في الجيش الحر على جبهات الرستن وتلبيسة الغربية والتي تشهد رفع السواتر.

وقال “أبو عمر” في تصريح لـ”السورية نت”: إن “هذه الجبهات تكاد تدخل مرحلة الركود التام، ولا تشهد أي تصعيد أو محاولات تقدم بل فقط مناوشات بسيطة”.

وتابع: “كما أنه في العِلم العسكري عندما تقوم الجيوش برفع هكذا سواتر فهي تكون قد دخلت مرحلة الدفاع فقط والتحصين حتى أن الدفاع يكون لمرحلة طويلة، فهذه السواتر تمنع النظام نفسه أيضاً أن يتقدم، لأن قواته لو نزلت خلف هذه السواتر تكون دخلت محرقة لها لا انسحاب بعده”.

إفراغ قرى موالية

من جهة أخرى قامت قوات النظام مؤخرا في نفس المنطقة التي نتحدث عنها بإفراغ قرى موالية له، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية ومعسكرات للجنود، ومنصات مدافع هاون ودبابات ونقاط قصف لمدن الرستن وتلبيسة ومنها تخرج أيضا الصواريخ إلى حي الوعر القريب.

من بين هذه القرى، قرية كراد الداسنية وهي قرية سنية تركمانية كانت ميليشيات النظام قد استولت على منازلها، واستوطنت فيها بعض الأسر من القرى القريبة الموالية للنظام، خاصة من الطائفة  الشيعية.

وبحسب معلومات حصلت عليها “السورية نت”، مد النظام هؤلاء  بالسلاح، وحولهم إلى ميليشيات ردفية لقواته في القرية، وسجل خلال الشهر الحالي عدة مرات قصفت فيها قوات النظام منازل السكان في أرياف حمص، من قرية الكراد، كما تُطلق صواريخ فيل وغراد على حي الوعر المحاصر.

من ناحية ثانية، شهد معبر الدار الكبيرة الذي تم فتحه مؤخراً بين ريف حمص الشمالي الخاضع لسيطرة المعارضة وحمص المدينة الخاضعة لسيطرة النظام تحركات أخرى ملفتة.

وبدأ المعبر ينتقل من صورة المؤقت العشوائي إلى الدائم من خلال بناء مباني جديدة فيه، وإقامة شمسيات وتوزيع نقاط عسكرية للنظام في المنطقة بحسب ماتحدث به أحد الموظفين لـ”السورية نت”، طلب عدم الإفصاح عن اسمه.

وأضاف أنهم بدأوا يشعرون بأن المعبر لن يكون مؤقت وليس لفترة قصيرة بل يتم تجهيزه ليدوم طويلاً.

وتشير التطورات أعلاه، إلى أن النظام يسعى لرسم أوضح للحدود الجغرافية بين مناطق النظام والمعارضة في حمص، وكل هذا يجري على ضفاف نهر العاصي.

وفي هذا السياق، قال فراس أبو عبيدة عضو المحكمة الشرعية العليا في ريف حمص الشمالي والتي تمثل أعلى سلطة قضائية  هناك، إنه “لا يعتقد بأن هذه التحركات لها علاقة بمشروع النظام لإقامة دويلة له غرب البلاد، فالهجمة الشرسة على حلب قد نقضت هذه الفرضية”، حسب قوله.

ويضيف: “كمعارضة خرجنا من أجل محاربة الظلم وتحقيق العدالة الإجتماعي وقد اختار الشعب السوري خيار واحداً وهو إسقاط النظام بكامل مظاهره الأمنية والإجرامية القمعية، ومصادرة الحريات، وسوف نمضي في هذا الطريق ولن نتراجع عنه وفي حال حصول هذا الأمر فنحن سوف نشن عمليات عسكرية من أجل إيقافه وتعطيله”.

بدوره قال العقيد يحيى أبو لؤي، أحد القادة الميدانيين في الجيش السوري الحر لـ”السورية نت”: “هذا الأمر إذا حدث فهو بقرارات سياسية دولية، وأكثر ما قد يخيف فيه هو موقف المعارضة، فالنظام ليس مهم لأننا نحن أصحاب القضية ونحن من يسعى للحفاظ على سورية، ولذلك يجب أن تكون أول خطوة لنا لمواجهة هذا المشروع رص الصف وتوحيد فصائلنا في جسم واحد”.

ويضيف: “لا أنكر أن بيننا فصائل تطبق أجندات خارجية ولذلك يكون رص الصف مهم كي تذوب هذه السياسات وتعطل عندما يكون الفصائل جميعها في جسد واحد”.

اقرأ ايضاً:  “أين بانا؟” العالم يتساءل عن مصير الطفلة السورية التي أسرت القلوب بحديثها عن الأحياء المحاصرة بحلب

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]