إنشاء صندوق دولي لحماية التراث الثقافي المهدد

أُعلن في أبوظبي بالإمارات العربية المتحدة عن إنشاء صندوق دولي تتمثل مهمته الرئيسة في تطوير الأساليب لجمع المساهمات المالية دعماً لمبادرات حماية التراث الثقافي في مناطق الصراع.

وسيتم إنشاء الصندوق في إطار القانون السويسري في جنيف، إذ تم وضع هدف مبدئي لجمع المساهمات لتصل إلى 100 مليون دولار أمريكي لضمان استيفاء مهام الصندوق، بالشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، على أن تتبرع الإمارات وفرنسا بجزء كبير من تمويل الصندوق.

وجاء ذلك بعد يومين من أعمال المؤتمر الدولي للحفاظ على التراث الثقافي في مناطق الصراع والذي أقيم يومي 2-3 كانون الأول الجاري في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وحضره عدة رؤساء دول ووفود رسمية من 40 دولة.

وناقش المؤتمر أساليب حماية التراث الثقافي المهدد بالبدء أولاً بالحماية الوقائية لمواقع التراث ومن ثم بالحماية الطارئة وصولاً إلى إعادة تأهيل التراث في مرحلة ما بعد الصراع.

كما تضمن ما سمي “إعلان أبوظبي ” -بالإضافة إلى تأسيس الصندوق- العمل لإنشاء شبكة دولية للملاذات الآمنة والتي تتضمن نقل التحف الأثرية والمواد التي تندرج ضمن التراث الثقافي لبلد ما إلى ملاذ آمن بما يضمن حقوق الدولة صاحبة التراث وضمن القوانين الدولية.

وقد تحدث المؤتمرون عن تجاربهم في حماية التراث في مناطق صراع سابقة مثل مالي ولبنان والبوسنة وأفغانستان، وعن مدى تدمير التراث الثقافي الحاصل في كل من سوريا والعراق، وعن الجهود التي بذلتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) لتعليم السكان المحليين كيفية تدوين الآثار حيث تم تزويدهم بمواد توثيق بسيطة ضمن دورات تم عقدها في غازي عنتاب التركية.

وسبق أن تم تصنيف 55 موقعاً من 1052 موقعاً تراثياً حول العالم على أنها مهددة، منها قلعة الحصن بمحافظة حمص السورية وآثار مدينة تدمر ومدينة تمبكتو في مالي وما تبقى من تماثيل وادي باميان في أفغانستان ومدينة صنعاء القديمة في اليمن.

كما تم إصدار جواز سفر يتضمن إحداثيات ومعلومات حول المواقع الأثرية المهمة في العراق وتم توزيعه على القوات العراقية والبشمركة في مناطق الاشتباكات العراقية لتجنب القصف والمساس بتلك المواقع.

وجرى أيضاً استعراض مصاعب توثيق التراث الثقافي وتحويله إلى أرشيف رقمي نظراً للتكلفة والوقت والجهد الذي يستلزمه، فضلاً عن تطور التقنيات الرقمية وضرورة اللحاق بأحدث الوسائل في الأرشفة.