الكارثـــــــــة


باسل العودات

إنها الكارثة.. تلك الأرقام التي نشرتها الأمم المتحدة حول الوضع الإنساني في سورية، وأشارت فيها إلى أن 2.8 مليون سوري باتوا يُعانون من إعاقة جسدية دائمة؛ بسبب الحرب التي شنّها النظام على الشعب.

أرقام الأمم المتحدة تعني أن النظام السوري تسبب بإعاقات جسدية لنحو 12 بالمئة من السكان، من بينهم رُضّع وأطفال ونساء وشيوخ، وأفواج وأفواج من الشباب، من بينهم خيرة ما لدى سورية من طاقات، ومن بينهم أجمل ما في سورية من صبايا، وأطيب ما فيها من أمهات.

مليونان وثمانمئة ألف مُعاق إعاقة جسدية دائمة، هذه هدية النظام للشعب، ولمستقبله، وتذكِرة لمن يمكن أن يُنسى، ومعلومة لمن لا يعرف إلى أين أوصل هذا النظام سورية، ومؤشر إلى مستوى “انحطاط” إنسانيته.

مليونان وثمانمئة ألف مُعاق إعاقة جسدية دائمة، سيكونون من مسؤولية السوريين، مهما طال الزمن، ومن الواجب تأمين العلاج لهم، ورعايتهم وتأهيلهم وتسهيل حياتهم، ومن الواجب تأمين الدعم النفسي لهم ولأسرهم، الآن وفي المستقبل، القريب والبعيد، بحقيقة أن ذلك كله حق لا يُناقش.

مليونان وثمانمئة ألف مُعاق إعاقة جسدية دائمة، هم نتيجة من نتائج الحرب التي أبدع فيها النظام، وليس بالضرورة أقساها وأكثرها كارثية، لكنهم دليل لا يرقى إليه شك على أن النظام يُدمّر مستقبل سورية، كما يُدمّر حاضرها.

هذه الأرقام الإحصائية ليست نهائية، فـ “خيرات” النظام مستمرة، وقد يصل العدد لأكثر من ذلك بكثير، خاصة أن الإنسانية لديه ماتت، والإحساس تبلّد، والشراسة ضربت أطنابها.

هذا الجانب الكارثي، من المأساة السورية الأوسع، لابد من أن يكون على رأس اهتمامات المعارضة السورية، وفي سلّم أولوياتها، بدل تبديد أموالها وجهدها في أشياء لا تُسمن ولا تُغني من جوع.

على المعارضة السورية تركيز اهتمامها على هؤلاء، لأنهم -أولًا- أبرياء يستحقون، ولأنهم جزء لا يتجزأ من مستقبل سورية، ومن ضحايا المقتلة، ولأنهم أخيرًا شاهد على “انحطاط” ليس له مثيل.




المصدر