شيء للبكاء


التقرير الذي أعده الصحفي فراس كيلاني وعرضته قناة بي بي سي عربية ويرصد فيه هروب عشرات العائلات من محيط مدينة الموصل التي يسيطر عليها تنظيم داعش، بعد أن بدأت منذ شهر ونصف تقريباً معركة طرده من المدينة، هو واحد من تقارير قليلة يمكن أن يترك أثراً كبيراً في النفس لدى متابعته، فإلى جانب النص المتقن الذي كتبه فإن الصور التي التقطتها كاميرا المصور تحكي حكاية وجع طويل ومتصل. يرصد فراس كيلاني في تقاريره حكاية من أكثر الحكايات إيلاماً فارّون من الحرب في العراق عالقون في الصحراء بانتظار أن تسمح لهم ميلشيات وحدات حماية الشعب الكردية التي تسيطر على مدينة الحسكة بالعبور ودخول مخيم الهول الذي أقامته الأمم المتحدة لإيواء المهجرين.

مسؤول شؤون المخيمات في ما يسمى إدارة الحكم الذاتي يقول إن مقاتلين من تنظيم داعش قد يكونون تسللوا بين أولئك الفارين، والذين هم بمجموعهم نساء وأطفال ورجال عاجرين حتى عن الحركة، ولذلك فإنهم يقومون بدراسة أوضاعهم قبل السماح لهم بالدخول، مر على وقوفهم في العراء أيام طويلة، حفروا حفراً ليلوذوا بها مع أطفالهم من البرد، يأكلون ما يلقيه لهم الآخرون، يحلمون فقط بوجبة طعام نظيفة… يضيعون في الصحراء، حيث لا أمل لديهم… يتساءل فراس كيلاني عن دور المنظمات الدولية في مثل هذه الكارثة الإنسانية فلا يجد جواباً… ولا نعتقد بأنه قد يجد جواباً في القريب…

رابط الفيديو : هنا.



صدى الشام