هل تتغير نظرة الخليج للجيش العراقي بعد ضم “الحشد”؟

أثار إقرار البرلمان العراقي لقانون يقضي بضم مليشيات الحشد الشعبي إلى القوات العراقية، التساؤل حول نظرة دول الخليج إلى الجيش العراقي بعد إقرار القانون، سيما أن عددا من المليشيات العراقية مدرجة على لوائح الإرهاب في دول خليجية.

وسبق أن هددت مليشيات حزب الله العراقي وكتائب سيد الشهداء وعصائب أهل الحق وأبي الفضل العباس وبدر، وكلها منضوية تحت الحشد الشعبي، باجتياح دول خليجية، ونشرت في وقت سابق المئات من أفرادها مع عربات عسكرية قرب الحدود السعودية.

وقال المحلل السياسي الكويتي محمد الراشد في حديث لـ”عربي21“، إن “مليشيات الحشد الشعبي هي بمثابة جيش شعبي من المفترض أن يأخذ توجيهاته من الدولة، لكنه اتضح من خطابات قادة تلك المليشيا أن لها أجندات خاصة خارجية”.

ولفت إلى أن “تلك القيادات صرحت في أكثر من مناسبة أنها تنتظر قرارات من قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني، ومن المرجع الديني الشيعي علي السيستاني”، وأن “دمج تلك المليشيات في الجيش العراقي يمثل خطرا على دول الخليج والدولة العراقية ذاتها”.

وأشار الراشد إلى أن عددا من قادة الحشد أطلقوا تهديدات ضد دول الخليج، وهناك تخوفات حقيقية خليجية من إدماج هذه المليشيات في المنظومة العسكرية العراقية، كما أن الدولة العراقية ذاتها باتت مهددة بعد دمج تلك المليشيات في الجيش.

وعن كيفية تعامل دول الخليج مع المليشيات المصنفة “إرهابية” في لوائحها، ولا سيما بعد إقرار قانون “الحشد” ومنحها صفة رسمية، أوضح الراشد، أن “من حق الدول الخليجية الحفاظ على أمنها والتصرف مع أي شخصيات تهدد أمنها وفقا لما تمليه عليها ضرورات أمنها الداخلي”.

تخوفات غير مبررة 

وفي المقابل، اعتبر النائب عن التحالف الوطني العراقي (الشيعي) حبيب الطرفي، أن تخوفات دول الخليج غير مبررة، لأن قوات الحشد الشعبي أصبحت قوات رسمية منضبطة وتحركاتها تتم بتوجيهات من القائد العام للقوات المسلحة.

وقال الطرفي في حديث لـ”عربي21“، إن “سن قانون للحشد الشعبي من المفترض أن يزيل التخوف لدى البعض، لأنه أصبح مؤسسة رسمية وجزءا من المؤسسة العسكرية التي تأتمر بإمرة القائد العام للقوات المسلحة”.

ولفت إلى أن دول الخليج دائما تشكك بالحشد الشعبي، ومخاوفها غير مبررة ويتهمون “الحشد” بأنه “مليشيات، مع أنه لولا الحشد لكان تنظيم الدولة قد وصل إلى دبي والكويت لأنه يقاتل بالنيابة عنهم، ولكنهم (دول الخليج) ليسوا أوفياء”.

وعن تبعية بعض فصائل الحشد الشعبي لإيران ودعمهم بالمال والسلاح، فقد أشار الطرفي إلى أن “إيران لا دخل لها بالحشد الشعبي، لأنه شكل بفتوى المرجع علي السيستاني”، متسائلا: “كيف تشكل إيران مليشيات وتصبح اليوم جزءا من قوات مسلحة عراقية؟”.

واعتبر الطرفي “دول الخليج مستفزة من إيران وليس من العراق، وتخوفاتها واتهاماتها للحشد الشعبي لا تعنينا بشيء، لأن دول الخليج تصف الحكومة العراقية والحشد الشعبي وكل شيء في العراق بأنه (صفوي)”.

وأثار تمرير قانون الحشد الشعبي، السبت، جدلا واسعا بين الأطراف السياسية العراقية، حيث صوت نواب الشيعة والأكراد على القانون، فيما رفضت القوى السنية التصويت عليه، كونه يوفر الحماية لمليشيات مارست التعذيب والقتل بحق المدنيين.

وتتهم منظمات حقوقية في تقارير عدة، مليشيات عراقية منضوية تحت مليشيات الحشد الشعبي، بارتكابها جرائم قتل واختطاف وحرق للمنازل ودور العبادة في المناطق التي يتم استعادتها من تنظيم الدولة.