معارك طاحنة بالموصل… والمدفعية الأميركية تقصف أحياء وسط المدينة


تشهد محاور الموصل الشرقية والشمالية الشرقية، منذ ساعات مبكرة من فجر اليوم الثلاثاء، معارك وصفها الجيش العراقي بالطاحنة، استُخدمت خلالها عمليات قصف جوي ومدفعي بمشاركة الأباتشي الأميركية.

في المقابل، نفّذ تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، سلسلة عمليات انتحارية واسعة في مناطق عدة من شرقي الموصل، في محاولة لوقف تقدم القوات العراقية المشتركة، في الوقت الذي علم فيه “العربي الجديد”، من مصادر عسكرية مختلفة، أن المدفعية الأميركية استأنفت قصف مواقع داخل مدينة الموصل، فيما أشارت مصادر محلية إلى وصول ضحايا مدنيين إلى مستشفى المدينة العام.

ووفقاً لمصادر عسكرية عراقية، فإن معارك عنيفة تدور في أحياء الشيماء والسلام وبداية حي دوميز شمال شرقي الموصل، وأخرى مماثلة في أحياء القادسية والبريد شرق الموصل.

وقال ضابط في الجيش العراقي، لـ”العربي الجديد”: “منذ ساعات ونحن نخوض معارك عنيفة بدعم جوي من التحالف ومدفعية أميركية، وتدخلت قبل قليل الأباتشي الأميركية لمعالجة أهداف صعبة في بعض المناطق”، مضيفاً أنّ “التنظيم استخدم انتحاريين بـ”غزارة”، لكن القوات العراقية حققت تقدما ملحوظا في مجمل تلك المعارك”.
وأكدت مصادر أخرى أن المدفعية الأميركية المتواجدة في منطقة كرمليس 20 كم شرق الموصل قصفت مواقع داخل الموصل.

وتنفي الحكومة العراقية، منذ أسابيع، أي مشاركة فعلية للجيش الأميركي في المعارك، إلا أن مصادر عسكرية وتقارير ميدانية تؤكد أنهم يشاركون بالمدفعية ومروحيات الأباتشي، عوضاً عن سلاح الجو الأميركي، فيما يتواجد مئات الجنود في الخطوط الخلفية للمعركة، إضافة إلى وحدة استطلاع وتصوير جوي.

وقال ضابط في قيادة عمليات “قادمون يا نينوى”، لـ”العربي الجديد”، إنّ “رئيس الحكومة حيدر العبادي أجرى اتصالات هاتفية، ليل أمس، بالقيادات العسكرية، وطلب منهم الدفع باتجاه تصعيد المعركة”، مبيّناً أنّ “العبادي لم يعد يتحدث عن ملف المدنيين وعددهم الهائل، بقدر ما يتحدث عن التقدم في المعركة، وهو ما يفعله الأميركيون أيضا”.

وأشار الضابط إلى أن “عدداً قليلاً من قادة الجيش رفضوا استخدام السلاح الثقيل في أحياء البريد والمصارف، كونها تضم مئات العائلات ببيوت واهنة قد يكون استخدامها بمثابة مجزرة بحقهم”.

وأكّد أنّ “التعزيزات وصلت إلى المحور الشمالي الشرقي، لربط قطعات مكافحة الإرهاب المتواجدة بالمحور الشرقي، وقطعات الفرقة 16 المتواجدة في الشمالي، وستكون مهمة هذه القطعات كسر خطوط داعش، وفتح المحور الشمالي على الشرقي ليكون محوراً واحداً”، معتبرا أنّ “ذلك سيضعف جبهة “داعش” ويربك صفوفه، ويجعله بحاجة إلى عدد كبير من العناصر للسيطرة على حدوده”. كما أشار إلى أنّ “تعزيزات جديدة ستصل إلى المحور الجنوبي، للبدء بشن الهجمات والتقدم”.

من جهته، قال قائد جهاز مكافحة الإرهاب، الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، إنّ “5 كيلومترات فقط تفصل قواته عن الساحل الأيمن”. وأوضح، في تصريح صحافي، أنّ “الأيّام القليلة المقبلة ستشهد الانتهاء من تحرير الساحل الأيسر بالكامل من جهتي الشمال والشرق”، مبيّناً أنّ “عمليات التمشيط وتطهير المناطق المحررة بالإضافة إلى وجود المدنيين، تسببت في تأخر المعركة”.



صدى الشام