الشهادة تخُطّ اسم الاعلامي “صالح ليلى” على جدران العز
7 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2016
خطت الشهادة اسم الشهيد “صالح محمود ليلى”، على جدران العز، ذاك الشاب من أبناء مدينة عَنَدان بريف حلب، خريج الهندسة الكهربائية، والابن الأوسط بين إخوته الثمانية، تزوج قبل وفاته بعام، ليُخلِّدَ مولوده الأول اسمهُ بعد وفاته بشهر وأسبوع.
خرج صالح في بدايات الثورة بالشمال السوري في مظاهرات سلمية عام 2011 ضد النظام، وقرر بعد فترة توسيع عمله في ريف حلب من خلال توثيق المظاهرات عبر كاميرا جواله، ورفعها على مواقع التواصل الاجتماعي، لتكون أول صُوره في مظاهرة بتاريخ 10 من شهر حزيران عام 2011، برفقة أخيه “أنس ليلى”.
تم اختيار صالح كأول إعلامي لمرافقة إحدى كتائب عندان، ضمنَ فريق تنسيقية عندان الإعلامية في عمليَّة عسكريَّة خارجَ المدينة، واستمرَّ في عمله كإعلامي عسكري حتى دخول الجيش الحرِّ إلى مدينة حلب، ومن ثم بدأ في مساعدات الكوادر الإعلامية الأجنبية والعربيّة في الدخول إلى المدينة وتغطيتها للجبهات.
عَمل صالح مع وكالة الأناضول في عام 2013، إلى جانب عمله كإعلامي في المكتب الإعلامي للواء التوحيد، كما عَمل مع الجبهة الاسلامية، ثم انتقل ليعمل مع الجبهة الشامية، وغطّى أغلب معارك حلب المدينة كما غطى معركة تحرير مشفى الكندي ومدرسة المشاة والجامِع الكبير وحلب القديمة وكرم الجبل.
أصيب صالح بحروقٍ بليغة في كامل جسده بعد سقوط صاروخ من قوات النظام خلال أحد المعارك، ونُقل على أثرها إلى مشفى في تركيا لتلقي العلاج، ثمَّ عاد بعدَ شهرين لتغطية المعارك بالريف الحلبي في باشكوي والملاح والبحوث العلمية والجبهات ضد تنظيم الدولة.
استشهد الإعلامي صالح ليلى في الثامن من شهر تشرين الأول عام 2015 عن عمر لم يتجاوز السابعة والعشرين عاماً، بعد تفجير سيارة مفخَّخة لتنظيمُ الدولة ضربت مدينة حريتان. ونعى إعلاميو حلب وريفها الشاب الشهيد، وعزى الرئيس التركي “رجب طيِّب أردوغان” عائلة الفقيد. وقد تم اختيار صورة التقطها صالح بعدسته من إحدى جبهات حلب كواحدة من أفضل الصور لعام 2015.
[/sociallocker]