أشعر بالعار
8 ديسمبر، 2016
أنس عيسى
الصورة: جنود القوات الحكومية السورية تتقدّم وسط حطام المباني، في حي بستان الباشا. حلب، في 28 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016. الصورة لجورج أورفلان/ أ.ف.ب.
أشعر بالعار، إذ يتعرّض الجزء الشرقي لحلب للسحق تحت قنابل قوّات بوتين والأسد. أشعر بالعار من عجزي ومن عجز صحيفة الليبراسيون. منذ أربع سنوات، أرسلنا إلى سورية مراسلين خاصّين لنروي ما يحصل، وحاولنا أن نشرح تلك المذبحة ونتائجها على بلدنا، وعلى أوروبّا والعالم. ننشر ٍ يوميًّا، منذ نحو شهرين، شهادات من سكّان حلب، لنُخبر، ولكي لا ننسى، ولكي نذهب إلى ما وراء الأرقام والأكاذيب. نعم، لم يكن لذلك أي تأثير على الأسد وبوتين، ولكنّا فشلنا أيضًا في إعطاء أيّ ثقل للقيم، والتي تُعدّ، هي أيضًا، قيم فرنسا. أشعر بالعار أنّ سياسيّين فرنسيّين، قد يُنتخبون في أيار/ مايو 2017، ما زالوا يدعمون فكرة أنّ الروس والأسد يشكّلون الحل لتدمير جهاديّي الدولة الإسلاميّة.
أشعر بالعار لقيام المجتمع الدولي بالحديث مع روسيا، من الواضح أنّ ذلك يشكّل ضرورة لرسم أفق مخرج بعيد من الحرب الأهليّة، ولكنّ الحقيقة هي أنّ القنابل تتركّز على كلّ من يمكن أن يشكّل بديلًا معتدلًا للنظام، وعلى المدنيّين. لم أعد قادرًا على تحمّل هذه السياسات التي ترضى عن عمليّات القتل الجماعي تلك، عن جرائم الحرب وعن قاتلي الأطفال، عن القنابل التي تلقى على المستشفيات.
في حلب، ليست عمليّات القصف بعمياء، وليس القتلى بخسائر جانبيّة. أشعر بالعار من عجزنا، ولكنّنا سوف نستمر في الحديث عن حلب، وعن حمّامات الدم الأخرى التي يرتكبها الأسد وبوتين وأتباعهما. أشعر بالعار من الحديث عن أمواج اللاجئين التي تهرب من تلك الضربات، ومن ثمّ تأتي لتبقى عالقة على شواطئ متوسّطنا، من التحذير من مصانع الإرهابيّين التي تولّدها الضربات الروسيّة.
سنستمرّ في صراعنا للحديث عمّا يجري حقًّا في سورية، ضدّ كلّ تزوير للمعلومات، والذي يبدو أنّه يلاقي النجاح في وقتنا هذا،لكن ليستفيدوا منه ما استطاعوا: فكذبهم لن يدوم.
اسم المقالة الأصلي J’ai honte الكاتب جوهان هوفناغل
Johan Hufnagel
مكان النشر وتاريخه La Libéraion
جريدة الليبيراسيون الفرنسية
30-11-2016
رابط المقالة http://www.liberation.fr
/planete/2016/11/30/j-ai-honte_1532115
/
المترجم أنس عيسى
[sociallocker] [/sociallocker]