الموصل: نزوح المئات من تل عبطة بعد هجوم لـ”الحشد”


شهدت منطقة تل عبطة التابعة لبلدة تلعفر، غربي الموصل، صباح اليوم الأربعاء، عمليات نزوح كبيرة، وذلك بعد ساعات على عملية عسكرية واسعة نفذتها مليشيا “الحشد الشعبي” في المنطقة. وأكّد مصدر في قيادة العمليات المشتركة، لـ”العربي الجديد”، أن “مئات المدنيين اضطروا إلى مغادرة منازلهم في تل عبطة، والانتقال إلى القرى المجاورة، بسبب القصف المكثف الذي تنفذه المليشيا على المنطقة”، موضحاً أن “السكان المحليين هربوا خشية تعرضهم للاعتقال على يد عناصر الحشد الشعبي”، كما حدث في معارك سابقة شاركت فيها المليشيا. وأعلنت مليشيا “الحشد الشعبي”، أمس الثلاثاء، دخول قواتها إلى منطقة تل عبطة غربي الموصل، بعد اشتباكات عنيفة مع عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). من جهة ثانية، أكّد قائد عملية “قادمون يا نينوى”، الفريق عبد الأمير يارالله، خلال تصريح صحافي، أمس، أن “القوات العراقية دخلت مستشفى السلام الذي يبعد نحو كيلومتر ونصف عن نهر دجلة، الذي يقسم الموصل إلى نصفين”، موضحاً أن ذلك “يمثل تقدماً للفرقة التاسعة في الجيش العراقي التي تخوض معارك مع تنظيم داعش من الجهة الجنوبية الشرقية”. وفي السياق ذاته، أفاد قائد جهاز مكافحة الإرهاب، عبد الغني الأسدي، أمس الثلاثاء، بأن القوات العراقية دخلت أربعة أحياء في الجانب الشرقي للموصل، مبيناً أن “جهاز مكافحة الإرهاب تمكن من دخول أحياء التأميم والصحة والإعلام والشهداء، التي أصبحت خالية من وجود عناصر التنظيم”. وشهدت معارك تحرير مدينة الموصل، أمس الثلاثاء، تطورات دراماتيكية سريعة، من خلال إحراز القوات العراقية المشتركة تقدماً واضحاً على مجمل محاور الهجوم على المدينة، تحت غطاء أميركي يعتبر الأكثر كثافة منذ بدء المعارك في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وتزامنت الأحداث الميدانية، مع موجة انتقادات لرئيس الوزراء، حيدر العبادي، والتحالف الدولي على حد سواء، واتهامات بـ”الاستخفاف” بأرواح المدنيين، والتركيز على تحقيق نصر في المعركة من دون الاكتراث بالمدنيين، إذ عادت القوات العراقية إلى استخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة وإقحام أفواج وألوية الدبابات والدروع إلى داخل الأحياء السكنية الضيقة المأهولة بالمدنيين.



صدى الشام