تخاذل الجوار أبرز أسباب سقوط خان الشيح
9 ديسمبر، 2016
مهند شحادة
أكد مصدر عسكري سوري مُعارض لـ (جيرون) أن السبب الرئيس لسقوط خان الشيح “تخاذل الفصائل الموجودة في مناطق زاكية، الطيبة، المقيليبة، ورفضهم نصرة المقاتلين المدافعين عن خان الشيح”، مشددًا على أن مجموع من كان يقاتل داخل المنطقة لا يتعدى 200 مقاتل، بينما حضر خلال دخول الحافلات لنقل الخارجين، بعد الاتفاق المبرم مع النظام، “أكثر من 3 آلاف مقاتل، جميعهم من المناطق المذكورة”، مشيرًا إلى أن “عدم توحيد القرار والخيارات” كان سببًا إضافيًا ساهم في ما وصلت إليه الأمور.
اتهامات مرفوضة
كلام المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، جاء بعد المعلومات المتداولة على عدد من المواقع الإعلامية، حملت اتهامات لفصائل خان الشيح بالتخاذل والخيانة، بعد أن سلّمت تلك الفصائل كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر تكفي للصمود على مدار سنوات، وليس أسابيع، إذ بحسب تلك المعلومات، فإن (تجمع خان الشيح) سلّم للنظام قبل الانسحاب عربتي شيلكا بذخائرها، ونحو 7 دبابات، وأكثر من 11 عربة ب م ب، إضافة إلى 60 مضاد طيران المعروف برشاش 23، وأكثر من 100 رشاش دوشكا عيار 14,5 مم إلى جانب ملايين الطلقات، وكميات كبيرة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
ونفى الناشط الإعلامي محمد الشامي، أحد الخارجين من خان الشيح باتجاه إدلب، الاتهامات الموجهة، وقال لـ (جيرون): “هذا الكلام عار عن الصحة، ومرفوض جملة وتفصيلًا، كيف يسلم التجمع 60 رشاشًا، و23 مضاد طائرات وكل ما كان يمتلكه لا يتعدى 40 رشاشًا، خسر أغلبها خلال الحملة، ولم يبق في حوزته أكثر من 4 مضادات 23، وعدد آخر من رشاشات 14,5”.
وأشار الشامي إلى أن ما سُلّم للنظام “آليتين إلى ثلاث آليات، وبعد أن أعطبها المقاتلون، إضافة إلى سلاح شيلكا عدد 2 أيضًا بعد الإعطاب، والجميع يعلم أن شروط النظام لإبرام الاتفاق تضمنت تسليم السلاح الثقيل، والأهم أن الأخير سلم وفد خان الشيح خلال المفاوضات قائمة بالأسلحة الثقيلة، وكان دقيقًا جدًا يعرفها قطعةً قطعة، كل ما سُلم للنظام من أسلحة ثقيلة استلمها معطوبة، إضافة إلى بعض الأسلحة المتوسطة، أما السلاح الخفيف فخرج معنا إلى إدلب”.
تخاذل الجوار
وجه عدد من الناشطين الإعلاميين والمصادر العسكرية داخل خان الشيح، خلال الحملة العسكرية التي استمرت أكثر من شهرين، انتقادات وصلت حدّ الاتهام بالخيانة للفصائل الموجودة في البلدات المجاورة وعدّوها حليفًا للنظام في حصار تجمع خان الشيح.
من جهته، قال الشامي: إن “السبب الأول والرئيس لسقوط خان الشيح يكمن في تخاذل المقاتلين والفصائل في بلدات زاكية، الطيبة، المقيليبة، هذه المناطق يوجد فيها ما لا يقل عن 5 آلاف مقاتل، أي ما يعادل 10 أضعاف المقاتلين الموجودين في خان الشيح، وسأذكر حادثة واحد وللقارئ أن يحكم. في أحد أيام الحملة، وقبل أن يطبق الحصار على خان الشيح، طلب التجمع مؤازرة لا تتعدى 30 مقاتلًا فقط، دون سلاح، وقيادة التجمع تتكفل بتسليحهم وتذخيرهم، رفضوا إرسال المؤازرة، والتحفوا بالصمت، خاصةً القيادات، وللتاريخ أقول: أن من قاتل حتى النهاية ولم يترك الساحات داخل الخان هي فصائل (أحرار الشام، فتح الشام، أجناد الشام)”.
وأضاف الشامي “لمن يتهم تجمع خان الشيح بالخيانة وتسليم المنطقة للنظام، فليعلموا أن مقاتلي التجمع صمدوا على مدار شهرين أمام أشرس الحملات العسكرية، دون نصرة أو دعم من أحد، وأثخنوا في المهاجمين قتلًا وتدميرًا في العتاد والآليات. عندما صمد التجمع، عدد من الفصائل المحسوبة على الثورة أخلت مواقعها، واتخذت قرارًا فرديًا بالانسحاب، وكذلك بعض القيادات هربت من المعركة، واختبأت في المناطق المجاورة، تاركةً مقاتليها يواجهون مصيرهم، وحدهم”.
الأحرار لم تدفع باتجاه الخروج
كالت بعض الأطراف اتهامات لقيادة حركة “أحرار الشام الإسلامية” تفيد بأن الأخيرة دفعت -منذ البداية- نحو انجاز اتفاق لخروج المقاتلين من خان الشيح وتسليم المنطقة للنظام، وهو أيضًا ما نفاه الشامي، وقال “هذه المعلومات عارية عن الصحة، وإلا لماذا صمدت الحركة ومقاتلوها شهرين، لو كان لدى الحركة قرارًا بالخروج لاتخذته منذ البداية، ولما قاتلت وخسرت عددًا من المقاتلين، إضافة إلى عشرات الجرحى، الحركة لم تسع للخروج، وإنما اضطرت لهذا الخيار، والحديث الذي ينبغي أن يقال هو أن قيادات عدد من الفصائل هربت من أرض المعركة، بعد أقل من عشرة أيام على بداية الحملة، وللتاريخ -أيضًا- أخر الحافلات المغادرة من خان الشيح ضمت قيادة الأحرار وفتح الشام وأجناد الشام، من لا يريد التصديق فهذا شأنه، من أخذ الأمور في الغوطة الغربية إلى ما وصلت إليه، هو خذلان مقاتلي وقيادات فصائل زاكية والطيبة والمقيليبة، بل الأصح لم يخذلوا خان الشيح فحسب، وإنما ساندوا النظام في حصاره للمنطقة، ولن يستطيع أحد تزييف أو تزوير الحقائق، من سيبقى على قيد الحياة من خان الشيح سيتذكر دائمًا من صمد ودافع عن الأرض والعرض، ومن ترك الساحات من أجل مصالح ومنافع شخصية”.
وأوضح الشامي، أن فصائل “تجمع خان الشيح” تعمل حاليًا في إدلب على إعادة ترتيب أوراقها، وتأمين الأهالي المدنيين، ومن ثم ستعود لساحات القتال في حلب أو الساحل أو حماه، وفق استراتيجية المناطق المفتوحة غير المحاصرة، مشيرًا إلى أن مقاتلي الخان لم يخرجوا خوفًا من الموت، بل خرجوا لأن البقاء يعني التهلكة لهم، وللمدنيين المحاصرين معهم.
وعن الثورة في محيط العاصمة دمشق، قال “بأن الثورة هناك تمر في أسوأ مراحلها، وربما استعادة ألقها ليس مستحيلًا، ولكنه صعب جدًا”، مشددًا على أن الثورة لن تنتهي “طالما هناك مقاتل على هذه الأرض”، مشيرًا إلى أن الأمل باق “بالبنادق التي مازالت صامدة في برزة والقابون، وبيت جن والغوطة الشرقية وغيرها من مناطق الريف الدمشقي”.
[sociallocker] [/sociallocker]